رئيس التحرير
عصام كامل

مهلة السيسي !


فسر البعض كلمات قالها الرئيس السيسي بأنه يطالب الشعب بمهلة انتظار، وتحمل الظروف الصعبة نحو ستة أشهر، وبعدها سوف تنتزع الأموال وتتراجع المشكلات وتحل الأزمات، ثم انطلقوا يحاسبونه على هذه المهلة متوقعين أن تنتهي دون تحقق شيء من ذلك كله..


ومن حق هؤلاء بل جميع المصريين، محاسبة الرئيس وهو ذاته يدرك ذلك، وقال في هذا الشأن ما يفهم منه أنه يرتضيه.. بل إن محاسبة الرئيس مقدما، أي قبل انتهاء المهلة، أمر ليس مستهجنا.. فهذا ما يفعله الناخبون بالنسبة للمرشحين المتنافسين للرئاسة، حيث يختارون المرشح الذي يفضلونه بناء على توقعاتهم بالنسبة لإمكانية نجاحه لتحقيق وعوده.



غير أنه كان يتعين على هؤلاء أن يتأكدوا أولا أن الرئيس السيسي طالب فعلا المصريين بمهلة ستة أشهر قادمة أم لا، حتى تستند محاسبتهم له إلى حقيقة فعلية.. فهو يحدث فقط مخاطبا رجال الأعمال والتجار بأن يقفوا مع اقتصاد بلدهم لستة أشهر ولا يغالوا في أسعار المنتجات التي ينتجونها أو يتاجرون فيها لمدة ستة أشهر، آملا كما يمكن الاستنتاج من كلامه، الاستقرار في أسعار صرف الجنيه بعد تعويمه، وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في معدل التضخم تجاوز ٢٠٪.

 

أي أن كلامه كان محددا وموجها لقطاع من المصريين، ولم يكن يطالب بمهلة جديدة حتى نحاسبه عليها.. وعلي كل حال إنه شخصيا قال إنه مستعد للمحاسبة بانتهاء الفترة الرئاسية في منتصف عام ٢٠١٨.. وإذا قرر الترشح مجددا سوف يحاسبه كل الناخبين.

الجريدة الرسمية