17 عاما على بداية التعامل بالعملة الأوروبية المشتركة «اليورو»
اليورو هو العملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي، الذي يعد بعد الدولار الأمريكي، وثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي.
ويتم التحكم به من قبل البنك المركزي الأوروبي في مقره بفرانكفورت بألمانيا.
ويعد اليورو اليوم العملة الرسمية المتداولة في 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرون، كما أنه العملة الرسمية في ست دول أخرى هى ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وفي 1 يناير 1999 تم بدء التعامل باليورو على النطاق المصرفي، وابتداءً من الأول من يناير عام 2002 استبدل اليورو عملات الدول المنضمة لاتفاق تطبيق اليورو، وأصبح منذ ذلك الحين عملتها الرسمية، وهو مقسم إلى 100 سنت.
وحقق اليورو سعر صرف قياسي في 15 يوليو 2008 ليبلغ سعر 1.5990 دولار أمريكي، أدنى قيمة تعامل له مقابل الدولار الأمريكي وصل إليها اليورو في 26 أكتوبر 2000، بلغ حينها 0،8225 دولار أمريكي.
وتعتبر فكرة العملة الأوروبية الموحدة اليورو قديمة بعمر الاتحاد الأوروبي نفسه، لكن بدأ تطبيقها عمليًا في عام 1970، من خلال خطة فيرنر التي طرحها رئيس وزراء لوكسمبورج بيير فيرنر، التي كانت نواة الاتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي.
وكان أمل هذه الخطة تطبيق عملة موحدة في الاتحاد الاقتصادي الأوروبي بحلول عام 1980، لكن سرعان ما انهارت الفكرة وحل محلها عام 1972 اتحاد تصريف العملة الأوروبي ولاحقًا عام 1979 النظام النقدي الأوروبي.
وهدف النظام النقدي الأوروبي كان المحافظة على استقرار العملات المحلية، ولتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء عملة نقد شكلية لحساب تصريف العملة تحت اسم الإيكو (ECU)، التي من الممكن على المرء وصفها بأنها العملة الأوروبية الموحدة السابقة لليورو، في عام 1988 تبنت اللجنة الأوروبية تحت رئاسة جاك ديلورس ما يسمى بتقرير ديلورس.
وهذا التقرير وضع الأساس لتطبيق تنفيذ العملة الأوروبية الموحدة من خلال تطبيق ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى لنشأة اليورو تمت في 1 تموز 1990، من خلال اتفاق يسمح بتنقل رءوس الأموال بين دول الاتحاد.
و في 1 يناير 1994 بدأت المرحلة الثانية، من خلال تأسيس المؤسسة النقدية الأوروبية، التي كانت سابقة لتأسيس البنك المركزي الأوروبي فيما بعد.
وفي 16 ديسمبر 1995 تم الاتفاق على تسمية العملة الجديدة باليورو (Euro) بدلًا من الاسم القديم وذلك بعد مداولات طويلة.
وكانت هناك أسماء أخرى عديدة مقترحة، من بينها فرانك أوروبي، جولدن أوروبي، كرونا أوروبية، لكن اتفق المجتمعون على ألا تكون التسمية الجديدة للعملة المقترحة منسوبة لأي عملة موجودة في أحد الدول الأعضاء.
واقترحت فرنسا إبقاء الاسم الذي استعمل طيلة هذه الفترة "الإيكو"، لكن كل هذه الاقتراحات فشلت إلى أن اقترح وزير المالية الألماني تيودور فايجل الاسم "يورو".
وفي 13 ديسمبر 1996، اتفق وزراء الاتحاد الأوروبي على معاهدة المحافظة على استقرار اليورو، التي نصت على محافظة الدول الأعضاء على استقرار اقتصادياتهم المحلية وبالتالي سعر صرف اليورو.
وتشكلت المرحلة الثالثة مع انعقاد المجلس الأوروبي ما بين 1-3 مايو 1998 واتفاقه على بنود إضافية، أهمها تحديد الدول المطبقة للعملة والاقتصاد الموحد.
وفي 19 يونيو 2000 قرر المجلس الأوروبي ضم اليونان للدول الداخلة في الاتحاد النقدي والاقتصادي ابتداءً من عام 2001 و في الأول من عام 2009 تم اعتماد اليورو كعملة رئيسية في سلوفاكيا، وفي 1 يناير 2014، أصبح اليورو عملة لاتفيا أيضًا.
في 1 يناير 1999 تم تحديد قيمة اليورو مقابل العملات المحلية للدول الأعضاء وأصبح اليورو منذ ذلك اليوم عملة بنكية لأول مرة.
وفي اليوم التالي قامت بورصات فرانكفورت وباريس وميلانو بتدوين قيمة الأوراق المالية باليورو، كما تم ربط العملات المحلية في الدول الأعضاء باليورو بدلًا من الدولار.
و سُمح أيضًا منذ ذلك التاريخ بفتح حسابات في البنوك بالعملة الجديدة، بدأ توزيع العملة الجديدة على البنوك والمؤسسات المالية في الدول الأعضاء منذ النصف الثاني للعام 2001.
وفي شهر ديسمبر من نفس العام بدأت البنوك بيع عينات من العملة الجديدة للجمهور.
و بدأ التداول الرسمي لليورو في 1 يناير 2002، وأصبح العملة الرسمية في الدول الأعضاء بدلًا من العملات المحلية، أي تم وقف قبول الدفع بالعملات القديمة إلا في أماكن معينة (كالبنوك مثلًا).
واستبدلت البنوك المركزية في الدول الأعضاء في الفترة اللاحقة العملة القديمة لكل دولة باليورو.
و هذه الفترة مختلفة من دولة إلى أخرى، ففي ألمانيا على سبيل المثال سمح باستبدال المارك الألماني حتى عام 2005.
وفي عام 2010 بدأت أزمة اليونان مما أثر على سعر صرف اليورو، حيث هبط أمام الدولار لأدنى مستوياته أمام الدولار خلال ثلاث سنوات.