رائد الشبكات الضوئية في كندا الدكتور أحمد شريف: التعليم المصري «الأفضل» بالشرق الأوسط
- مصرتمتلك فرص نمو هائلة
- «الألياف» العمود الفقري للاتصالات في العالم
- «محور القناة» فرصة ذهبية
- البنية التحتية التكنولوجية كلمة السر لجذب الاستثمارات الأجنبية
تبدو أزمات الوطن كما لو كانت أمواجًا متلاطمة في بحر هائج، يحتاج العبور فيه إلى شاطئ الأمان لمن يملكون بعد نظر ورؤى خاصة، وفى مقدمتهم علماء مصر بالخارج، أو ما يطلق عليهم “الطيور المهاجرة”، الذين يمدون أياديهم وثمرات عقولهم من أجل إقالة البلاد من عثرتها، محاولين رسم خريطة للمستقبل، مدادها التفاؤل والأمل في غد أفضل. “فيتو” التقت رائد الشبكات الضوئية في كندا الدكتور أحمد شريف، سألناه عن حال الاقتصاد المتداعي، كيف يبدو في العام المقبل ، وعن المشروعات القومية الكبرى ومستقبل التعليم، وقطاع التكنولوجيا، ومنظومة الصحة، والعديد من الملفات الحيوية الأخرى.
قدم «الدكتور أحمد شريف خطة شاملة لتطوير قطاع الاتصالات في مصر، وتعميم استخدام الألياف الضوئية بمختلف القطاعات بالشارع المصري، مؤكدًا أن الألياف الضوئية صارت العمود الفقري للاتصالات الحديثة في العالم كله لمزاياها العديدة كسهولة تركيبها وقوتها وجودتها العالية وانخفاض تكلفتها مقارنة بالكابلات التقليدية.
«شريف» شدد على ضرورة توفير البنية التحتية التكنولوجية لمشروع تنمية محور قناة السويس لجذب الاستثمارات الأجنبية للمشروع ومواكبة الحداثة العالمية في هذا الشأن، مؤكدًا أن تنفيذ المشروع سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري.
رائد الشبكات الضوئية في كندا شغل منصب كبير مستشاري التعهيد في كندا وخبير حلول التعهيد الهندسية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويمتلك خبرة واسعة في مجالات أبحاث الاتصالات والتصنيع، ويعمل مدير تطوير الشبكات البصرية ومدير تصميم برامج «الهاردوير» بشركة «نورتل نيتووركس»، وهى أكبر شركة كندية متخصصة في قطاع الاتصالات استعرض مع «فيتو» قدرات مصر مع الألياف الضوئية في الحوار التالي:
> بداية.. ما تقييمك لقطاع الاتصالات في مصر؟
هذا القطاع من المجالات الواعدة في جميع دول العالم وليس مصر فقط، ومجال تخصصى في الألياف الضوئية واستخداماتها في الاتصالات، وتلك الألياف صارت العمود الفقرى للاتصالات الحديثة لمزاياها العديدة وسعتها الكبيرة وارتفاع جودتها وهناك الكثير من دول العالم صارت تعتمد على تغطية شبكاتها عبر الألياف الضوئية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك وغيرها، علاوة على اعتماد كبرى شركات التكنولوجيا العالمية والاتصالات والإنترنت على هذه النوعية من الشبكات، ومنها جوجل ومايكروسوفت، وتمتاز شبكات الألياف الضوئية بسهولة تركيبها وقوتها وأعلى جودة وانخفاض تكلفتها مقارنة بالكابلات التقليدية، والتي صارت في طريقها للاندثار.
> ما تقييمك لإمكانيات مصر مع الألياف الضوئية؟
بلايين المواطنين والجهات الحكومية وغير الحكومية صارت تعتمد على شبكات الألياف الضوئية في العالم، وبدأ تطبيقها في مصر بالفعل ولكن على نطاق ضيق ومحدود ولم تصل حتى الآن للشبكات العامة والمنازل.
استخدام الألياف الضوئية صار أمرًا ضروريًا للتوافق مع التطورات والسرعة الرهيبة للاتصالات، والحداثة التكنولوجية وتستوعب الألياف سعة كبيرة للمعلومات وتكلفتها أقل كثيرًا من الكابلات التقليدية، وهي مصنوعة من الرمال الناعمة والسليكون ومتوفرة كثيرًا في مصر ولابد من استغلالها لإقامة صناعات كبيرة للألياف الضوئية، وأتمنى تطبيقها في مشروعات قناة السويس على أسس سليمة ومتطورة ومن ثم تعميمها على البنوك والشركات والهيئات الكبرى في البلاد.
> في رأيك.. ما أسباب تأخر تطبيقها في مصر؟
بسبب نقص الكفاءة في التنفيذ والصيانة في هذا المجال، علاوة على نقص الكوادر المنفذة لها، ونرجو سرعة تطبيقها وتعميمها بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطنى بكل قطاعاته، والمواطن سيكون المستفيد الأول عبر حصوله على خدمات أفضل وأسرع وأدق وأقل تكلفة.
> كيف ترى مشروع تنمية محور قناة السويس؟
محور قناة السويس «منطقة بكر» ويجب استغلالها بالشكل الأمثل باستخدام كل ما هو حديث تكنولوجيًا في هذا المشروع، وسيؤدى ذلك لنقلة كبيرة في الاقتصاد المصري، وهذا يتطلب توافر بنية تحتية جديدة متطورة وأفضل تكنولوجيا في العالم، أسوة بالتجربة الهندية في هذا الشأن والتي تطورت بشكل مذهل، وأسهمت في إحداث نهضة لمستوى الأفراد والمواطنين ورفع مستوى معيشتهم وزيادة موارد الدولة اقتصاديا، ويجب احتضان مشروعات التكنولوجيا وصناعة الألياف الضوئية في منطقة محور قناة السويس والانطلاق منها لباقى مصر والعمل على تصديرها للخارج.
> وما دور قطاع الاتصالات في هذا الأمر؟
توافر نظام اتصالات قوى ومتطور عنصر أساسي لجذب الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرية وتوافر البنية التحتية للاتصالات أمر حيوى وضروري، وهى أهم من البنية التحتية التقليدية مثل الطرق والصرف الصحي وغيرها، وخاصة في ظل التطورات المتسارعة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصارت مرتبطة بكل الصناعات والقطاعات الاقتصادية ولا غنى عنها، ويجب التركيز على توفير قطاع اتصالات كفء وقوى لخدمة الاستثمار.
> لكن ما توقعاتك لحجم الاستثمارات في قطاع الاتصالات بمحور القناة؟
من الصعب تحديد نسب معينة للاستثمار في القطاع بمشروع تنمية محور قناة السويس، ولكن هناك فرصًا واعدة للاستثمار بالمنطقة وهى منطقة خصبة وقادرة على إحداث نقلة كبيرة لقطاع الاتصالات في مصر وضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ولابد من البدء فورا في هذا الأمر وبشكل تدريجى لتعميمها على كل مستوى مصر.
> إذن.. كيف تستفيد مصر من خبراتك في القطاع؟
مشاركتى بالمؤتمر الوطنى الأول لعلماء مصر بالخارج «مصر تستطيع» فرصة سعيت لها كثيرا، وهى خطوة جيدة لرد الجميل للوطن ونقل خبراتنا وما توصلنا إليه في العالم لمصر لخدمة الوطن ونقدم خدماتنا مجانًا للشعب المصري، ونحن سعداء بذلك ولدينا رغبة قوية وحقيقية لتقديم كل الجهود لتغيير الأوضاع في مصر للأفضل، وقادرون على ذلك ونمتلك الكثير من الإمكانيات والموارد التي تؤهلنا لذلك.
> التعليم في مصر يعانى من مشكلات كثيرة.. ما الحل؟
بالعكس التعليم في مصر من أفضل البلدان في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ما نعانى منه بالفعل غياب التدريب وعدم تأهيل الخريجين، ولابد من تدريب خريجى الجامعة وتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل وتدريبهم على احتياجاتها، ولابد من استمرار التدريب حتى بعد الالتحاق بالعمل لتعلم ومواكبة كل ما هو جديد في كل المجالات وغرس ثقافة التعليم المستمر في المجتمع المصري.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"