حرب تكسير العظام بين موسكو وواشنطن.. أمريكا تنتقم من تدخل روسيا في الانتخابات بترحيل 35 دبلوماسيًا.. بوتين يشتري ود «ترامب».. ورد مهين من مسئولي روسيا لـ«أوباما»
قرر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن ينهي رئاسته بإعلان عدائه لروسيا، في خطوة لمواصلة التوترات المستمرة بين واشنطن وموسكو، حيث أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، 35 دبلوماسيًا روسيًا بضرورة مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، وإغلاق مجمعين روسيين في نيويورك وماريلاند.
انتقام أمريكي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونير في بيان رسمي: "صنفت وزارة الخارجية 35 مسئولًا روسيًا كأشخاص غير مرغوب فيهم؛ نظرا لأعمالهم التي لم تتوافق مع صفتهم الدبلوماسية أو صفة موظف قنصلي".
وأضاف تونير أن واشنطن أبلغت حكومة روسيا بمنع إمكانية وصول العاملين الروس إلى مجمعين ترفيهين في الولايات المتحدة تمتلكهما الحكومة الروسية.
وأشار إلى أن السلطات الأمريكية اتخذت هذه الخطوات، كجزء من الإجراءات الشاملة التي جاءت ردًا على تدخل روسيا في الانتخابات بالولايات المتحدة، وكذلك الملاحقة الممنهجة للدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج.
وشملت عملية الترحيل موظفين في السفارة الروسية في واشنطن وكذلك قنصلية روسيا في سان فرانسيسكو، كما أعلنت وزارة المالية الأمريكية، فرض عقوبات ضد 6 مواطنين روس من بينهم إيجور كوروبوف، رئيس إدارة المخابرات العامة، وثلاثة أعضاء في رئاسة المخابرات الروسية، إضافة إلى 5 مؤسسات روسية، منها مصلحة الأمن الفدرالي وإدارة المخابرات العامة.
عدوانية روسيا
وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما: إن العقوبات المفروضة على روسيا ودبلوماسييها في الولايات المتحدة ليست سوى جزء من الرد الأمريكي على ما وصفه بـ"الأعمال العدوانية الروسية".
وأضاف أوباما: "هذه المبادرات ليست ردنا الكامل، وسنواصل اتخاذ عدد من الإجراءات في الأماكن والمواعيد التي نراها مناسبة، ولن يتم الإعلان عن بعض الخطوات".
وأوضح أوباما أنه أعطى تعليماته باتخاذ عدد من الإجراءات؛ ردًا على أفعال الحكومة الروسية ضد المسئولين الأمريكيين، فضلًا عن العمليات السيبرانية التي استهدفت الانتخابات في الولايات المتحدة.
ود ترامب
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه لن يتخذ قرارًا بطرد دبلوماسيين أمريكيين من موسكو؛ انتظارا لما سيتخذه الرئيس المنتخب دونالد ترامب من إجراءات في هذا الشأن.
وأعرب بوتين عن أسفه في أن تنهي إدارة أوباما ولايتها "بهذه الطريقة"، وقال إنه سينتظر حتى يرى الإجراءات التي سيتخذها ترامب في هذا الشأن.
ووصف الرئيس الروسي العقوبات الأمريكية الجديدة على أنها محاولة أخرى لعرقلة العلاقات بين البلدين.
إهانة أوباما
ومن جانبها، ردت روسيا بسرعة على طرد الولايات المتحدة الأمريكية لدبلوماسيين روسيين بسبب هجمات القرصنة المزعومة، بسلسلة من الانتقادات موجهة إلى إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.
ونشرت السفارة الروسية في لندن تغريدة فيها صورة بطة مع كلمة "عرجاء"، ووصفت الإجراء الأمريكي بأنه أشبه بالحرب الباردة.
فيما كتب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، رسالة لاذعة على صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، قائلًا: "من المؤسف أن إدارة أوباما، التي بدأت بإعادة العلاقات بين البلدين، لتنهي ولايتها في عذاب معاداة روسيا. ارقدوا في سلام (RIP)".
وقالت السفارة الروسية في كندا: إن الحظر المفروض على الدبلوماسيين الروس، يعد على الأرجح انتهاك لاتفاقية "فيينا".
وكانت تقارير وسائل الإعلام الأمريكية أشارت إلى أن روسيا اخترقت شبكات الكمبيوتر الداخلية باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما تم اختراق الحساب الشخصي لرئيس الحملة الانتخابية المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، جون بوديستا، وتسريب العشرات من الرسائل الخاص، وهو الأمر الذي نفته روسيا، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات "مزاعم وقحة".