رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أول زيجة «بدون شبكة» في بني سويف.. «أحمد وأنهار» يبنيان أسرة جديدة بلا تكاليف.. العروس تستغنى عن النيش والذهب مقابل الحب.. العريس: كسرنا العادات العقيمة.. والأهالي يبارك


شهدت قرية «كوم الرمل» بمركز إهناسيا بمحافظة بني سويف، أول عقد قران وبناء أول لبنة في تأسيس أسرة، استجابة لمبادرة «بلاها شبكة» التي إنطلقت بقري المحافظة، منذ ثلاثة أشهر، وتلتها عدة مبادرات مستقلة داخل كل قرية، لتدشين ما يسمى بـ«اتفاقية الزواج» بين أسرتي العروسين، بهدف تخفيف نفقات المقبلين على الزواج والحد من المشكلات التي تتسبب في تأخير سن الزواج، ومواجهة ظاهرة العنوسة التي تفشت في مراكز وقري المحافظة.


تأخر الزواج
عُقد أمس الجمعة، أول توثيق رسمي لعقد قران «أحمد خالد عبدالتواب ـ بكالوريوس تمريض» و«أنهار عبدالتواب محمد ـ بكالوريوس تربية» بعد أن اتفق والدا العروسين وأسرتاهما على أن تكون زيجتهما بداية للقضاء على العادات والتقاليد التي ترسخت منذ سنوات، وتسببت في تأخر آلاف الشباب والفتيات في الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة.

فرحة «أحمد وأنهار»
وعقب صلاة العصر، تجمع المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة للمشاركة في أول تدشين رسمي للمبادرة بعقد قران «أحمد وأنهار» وسط فرحة عارمة من الحضور وزغاريد نساء القرية، وتبادل التهانى والتبريكات بين الجميع مرددين «بارك الله لهما وبارك عليهما» أملًا أن تكون الزيجة بداية جديدة لعهد تقضي فيه القرية على عادات وتقاليد تسببت في إنهاء حالات زواج في مهدها، وأجبرت آلاف الشباب على الابتعاد عن مجرد التفكير في بناء أسرة على سُنة الله ورسوله.

عقد القران
اجتمع المئات من رجال القرية داخل المسجد الكبير، واعتلت نساء القرية الدور الثاني من المسجد، وسط حالة من السعادة والابتسامة تعتلي وجوه الجميع وهم ينصتون لخطبة الشيخ أحمد، خطيب المسجد التي جاءت تحت عنوان «تيسير الزواج في الإسلام» ثم تلتها كلمات وكيل العروسة «زوجتك موكلتي» ورد وكيل العريس «وأنا قبلت» ليعلن مأذون القرية انتهاء مراسم العقد ليتبادل الجميع الأحضان مهنئين «أحمد» ووالده وحماه: «بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير».

مبادرة «بلاها شبكة»
وعقب انتهاء عقد القران، التقينا جلال ربيع، مؤسس حملة «بلاها شبكة» والشاهد الأول على عقد الزواج، الذي أكد أنه بدأ حملته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ومع تفاعل الشباب مع المبادرة، انطلقت على أرض الواقع باختيار منسقين للمبادرة في كافة محافظات الجمهورية، وكان لمحافظة بني سويف النصيب الأكبر من المبادرة، التي انطلقت بها منذ خمسة أشهر تقريبًا.

وأضاف: «عقدنا عشرات الاجتماعات واللقاءات بقرى محافظة بني سويف، لحث المواطنين على الاستجابة للمبادرة وتخفيف تكاليف الزواج وعدم الغلاء في المهور والشبكة والإسراف في حفلات الزواج، ولاقت المبادرة دعمًا مجتمعيًا كبيرًا وبدأنا نحصد ثمارها منذ ثلاثة أشهر».

استجابة 12 قرية
وأشار منسق الحملة إلى أن 12 قرية بمحافظة بني سويف استجابت للمبادرة، التي أحدثت ثورة على العادات والتقاليد الصعيدية، حيث استجابت قرى «البديني وسدمنت الجبل وكوم الرمل والمماليك ومنيل هانى وطما فيوم» بمركز إهناسيا وقري «الحيبة والعجرة وأقفهص» بمركز الفشن وطنسا وصفط راشين» بمركز ببا وقرية دلاص بمركز ناصر.

قائمة زواج موحدة
وأكد الشيخ أحمد، خطيب المسجد الكبير بالقرية، أنه تم تنظيم عدة ندوات وجلسات بالقرية والقرى المجاورة للاتفاق على قائمة موحدة للزواج في إطار المبادرة للتخفيف على الشباب والعائلات من الأموال الباهظة التي يتم دفعها للشبكة ولمصاريف الأفراح، مشيرًا إلى أنه تم إلغاء الشبكة والاكتفاء بخاتم ومحبس الخطوبة، فضلًا عن إلغاء «الدي جي والكوافير والواجبات المتبادلة والنيش والهدايا النقدية والعينية..إلخ»، مشيرًا إلى أن الأحاديث النبوية تؤكد أن «الشبكة» ليست شرطًا أساسيًا من شروط إتمام الزواج.

والد العريس
وقال خالد عبد التواب، والد العريس: إنه اتفق مع والد العروس على إلغاء الشبكة والاكتفاء بكتابتها في جهاز العروس، بالإضافة إلى إلغاء ما يسمى بواجبات العروس من هدايا في المناسبات وغيرها، وكذلك العادات الخاصة بتوزيع الكعك والبسكويت على الأقارب والجيران، مضيفًا: «اتفقت مع والد العروسة على أن تكون شقة العروسين عبارة عن غرفة نوم وأنتريه ومطبخ، بالإضافة إلى إلغاء عادات ذهاب العروس للكوافير، وإلغاء إقامة حفل الزواج».

والد العروسة
وقال عبدالتواب محمد، والد العروسة: إنه طبق سُنة الرسول الكريم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لقبول أحمد زوجًا لابنته، قائلًا: «خُلقه عندي أهم من ذهبه» فهو شاب مهذب وله مستقبل واعد، متسائلًا: «ما الداعي أن أرفض شابًا تقدم لابنتي بسبب جرامات الذهب» فعشرتي بوالد أحمد تمتد لأكثر من عشرين عامًا، ورغبنا في تطبيق بنود المبادرة التي انضممنا لها على أنفسنا أولًا قبل مناداة باقي أسر القرية بالالتزام بها.

تسهيل الزيجة
وقدم أحمد خالد العريس الشكر للقائمين على المبادرة، مؤكدًا أنها كانت سببًا في تسهيل الزيجة باستغنائهم عن الكثير من المعوقات، وساعدتهم في القضاء على العادات والتقاليد، وأصبح الزواج ميسرًا وفى متناول غالبية الشباب.

وأضاف: «أن تشجيع أسرة العروسة لى أن ننحاز جميعًا للمبادرة بكافة بنودها»، لافتًا إلى أن والد العروسة تساهل معه أكثر مما تنص بنود المبادرة، مؤكدًا أنه مهما يقول من عبارات لن يفي العروس وأسرتها حقهم، داعيًا الله أن يوفقه ليكون زوجًا صالحًا لها ولأسرتيهما.

تكاليف على الفاضى
فيما قالت العروس أنهار عبد التواب: «لم أتردد يومًا في قبول زواجي من أحمد بدون أي هدايا أو شبكة»، وأضافت: «أحمد عندي أهم من أي جرامات ذهب، الشبكة تكاليف على الفاضى وبتمنع شباب كتيير من الزواج، الشباب دلوقت مش ملاحقة على ظروف الدنيا»، متسائلة: «ليه نحاول نرضي الناس بالمظاهر بعيد عن رضا ربنا، والحمد لله أحمد عندي بالدنيا كفاية بس إنه هيتقى ربنا فيا ودي أهم حاجة عندي».
الجريدة الرسمية