رئيس التحرير
عصام كامل

«خطر اختفاء بيورنثول».. أستاذ أمراض دم يكشف أهمية العقار لمرضى السرطان.. العلاج يختفي من وقت لآخر دون بديل.. يحقق نسب شفاء تتخطى 80%.. الشركات ترفع شعار الربح أولا


يعد عقار "البيورنثول" من أهم الأدوية التي لا غنى عنها، ويحصل عليها مرضي سرطان الدم خاصة الأطفال، إلا أن العقار من وقت لآخر يشهد نقصا في السوق نظرا لكونه عقارا مستوردا يعتمد على الدولار. 


الدكتور علاء الحداد أستاذ أمراض الدم والمناعة بالمعهد القومى للأورام والعميد السابق للمعهد القومي للأورام، أكد أن عقار "البيورنثول" مهم للغاية في حالات سرطان الدم الليمفاوي الحاد.


مراحل العلاج
وشرح أستاذ أمراض الدم لـ"فيتو" مراحل العلاج والتي تشمل العلاج الكيماوي للأطفال بجرعات مركزة لضمان قتل الخلايا السرطانية في الدم ثم خضوع المريض لبرنامج علاج وقائي لضمان عدم عودة المرض، لأنه في حالة سكون المرض أو أن يكون كامنا يعمل العلاج على تحجيم الخلايا ويظل المريض الفترة الأولى والثانية وهي فترات تناول جرعات الكيماوي في المستشفى ثم يمكن الحصول على برنامج العلاج الوقائي في المنزل ويمارس المريض حياته بشكل طبيعي. 


ربحية الدواء
وأضاف الحداد أن علاج "البيورنثول" عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم وتمثل ركيزة العلاج الوقائي لسرطان الدم الليمفاوي الحاد والمرض أكثر شيوعا في الأطفال، لكنه يصيب الكبار أحيانا، مشيرا إلى أن سبب نقص الدواء هو انخفاض ثمنه خاصة وأن الدواء مسعر بــ44 جنيها ويتم استخدامه منذ ما يقرب من 20 سنة ومع أزمة ارتفاع سعر الدولار ستوجد صعوبة في توفير الدواء خاصة وأنه عند تسعيره بــ44 جنيها كان وقتها الدولار لا يتعدي الثلاثة جنيهات. 


البحث عن بديل
وعن إمكانية وجود بديل للدواء يصفه الطبيب للمريض أكد الدكتور علاء الحداد أن الدواء يتم استخدامه منذ سنوات ويحقق نسب شفاء مرتفعة للغاية تتخطى 80% واعتاد الأطباء عليه ويدركون جيدا دوره في الشفاء ومن الصعب التفكير في عقار بديل، لافتا إلى أن أغلب الأدوية القديمة رخيصة الثمن لم تعد الشركات الأم المنتجة لها ترغب في إنتاجها فهي تبحث عن الأدوية الأكثر ربحية.. وهذا والموقع الخاص بمرضي سرطان الأطفال في أمريكا يعلن بصفة دورية عن قوائم نواقص الأدوية، أي أن ظاهرة نقص الدواء عالمية وتحدث حتى في الولايات المتحدة.
 

وأوضح الحداد أن الدواء إذا كانت ربحيته مرتفعة، فالشركات العالمية مجبرة على تأمين وجوده وتوفيره وعدم حدوث نقص فيه، مشيرا إلى أن نقص "البيورنثول" أزمة ليست جديدة وتكررت على مدى السنوات الماضية فيختفي العقار عدة أسابيع ثم يعود وهكذا، ولن تكون الأزمة الحالية في نقصه هي الأخيرة طالما سعر الدواء منخفضا لا يحقق ربحا للشركة المنتجة.
 

منع العودة
وأكد أستاذ أمراض الدم أنه كطبيب معالج لا يوصي بتغيير الدواء ولا يمكن وقف إعطائه للمرضى وهو "ضروري لمنع عودة المرض للطفل بعد شفائه ويؤخذ العلاج يوميا ويستمر إلى 3 سنوات للمريض ويحصل عليه الطفل والبالغ كعلاج وقائي، موضحا أن الطفل إذا اضطر لعدم أخذ الدواء عدة أيام أو أسبوع أو مثلا شهر في آخر فترات حصوله على العلاج لا يمكن أن تسبب خطورة عليه، لكن أشدد على سرعة توفير العلاج". 


واستطرد الحداد أن نسبا قليلة جدا من المرضي التي تشفي بدون علاج وقائي، إلا أن الغالبية العظمي لابد لها من هذا العلاج حتى لا يعود المرض وفي حال عودته يكون أكثر شراسة وفرص الشفاء تقل لذا يلزم استمرار العلاج دون توقف.
 

إحصائية المصابين
وعن إحصائيات المصابين بمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد أوضح أستاذ أمراض الدم، أنه لا توجد إحصائيات دقيقة ولكن يتردد سنويا 1000 حالة سرطان دم بأنواعه منهم سرطان الدم الليمفاوي الحاد على كل مراكز الجمهورية من الأطفال وسبب الإصابة بالمرض هو تداخل عوامل بيئية مع عوامل جينية وقابلية وراثية للإصابة به، منوها إلى أن المعهد القومي للأورام ومراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة وجميع المستشفيات الجامعية تعالج مرضي سرطان الأطفال بالإضافة إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357..
الجريدة الرسمية