مصر تدخل قائمة القوى العسكرية الكبرى
تسابق القوات المسلحة المصرية، الزمن لتحديث ترساناتها من الأسلحة، لمواجهة المخاطر المحتملة التي تهدد أمن مصر سواء في الداخل أو الخارج، وحرصت القيادة السياسية على تنويع مصادر التسليح والبحث عن أحدث الطرازات لإمداد القوات المسلحة بها.
ومنذ توليه مسئولية وزارة الدفاع وحتى وصوله إلى سدة الحكم، يبذل الرئيس عبدالفتاح السيسي جهودا مضنية للعمل على الارتقاء بمنظومة التسليح في القوات المسلحة، انطلاقا من درايته وإدراكه لما يخطط لمصر وللأمة العربية من إرهاب ودمار، ويحاول بشتى الطرق جمع الشمل العربى وتحذيرهم بل وتحذير العالم كله من الإرهاب، ولم يكتف السيسي بمحاربة الإرهاب الذي زرعته أيادى الغدر في سيناء، واجتثاثه من جذوره، بل بدأ بالتوازى مع الحرب إمداد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة المتقدمة لمجابهة الخطر القادم على المنطقة.
2017 سيكون عاما مملوءًا بالإنجازات والانتهاء من عدد من المشروعات القومية التي تشارك فيها القوات المسلحة مع الدولة، وأيضا المناورات والتدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة، لرفع الاستعداد القتالي للقوات المسلحة سواء في الحرب على الإرهاب أو معركة الأسلحة المشتركة، وقد نفذت القوات المسلحة خلال 2016 العديد من المناورات والتدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة.
خطة التسليح المنتظرة
أنهت مصر التعاقد مع فرنسا على 24 طائرة رافال عام 2015 تسلمت مصر العام الماضى 6 طائرات على دفعتين، وسيتم تسليم مثلهما خلال الشهور القادمة، بالإضافة إلى تدشين الغواصة الألمانية الثانية من أصل 4 غواصات يتم تسليم الثالثة في منتصف 2017، والتعاقد على عدد من الطائرات الروسية “ميج 29_ميج35” والسوخوى 30 المقاتلة ثنائية المحرك وثنائية المقعد، والنظام الصاروخى “تور إم 2” أرض جو “، والتطلع إلى امتلاك قمر صناعي للأغراض العسكرية.
المناورات العسكرية
تشارك القوات المسلحة في عدد من التدريبات والمناورات سنويا مع بعض الدول الصديقة والشقيقة؛ لرفع معدلات الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي الدائم، أهمها المناورة المصرية الروسية المشتركة “حماة الصداقة”، والمناورة المصرية الأردنية “العقبة 2017” – التدريب البحرى المصرى اليونانى “كليوباترا” التدريب البحرى المصرى الفرنسى “رمسيس”، والتدريب المصرى البحرينى المشترك “خالد بن الوليد”، بالإضافة إلى بعض التدريبات السنوية التي تجريها القوات المسلحة بكامل أفرعها “البحرية الجوية البرية” مثل التدريب البحرى ذات الصوارى –وجاسر110 الذي تنفذه قوات الدفاع الجوى -المشروع التكتيكى فاتح 25” والمشروع التدريبى “باسل 9”.
من جانبه قال اللواء نبيل أبو النجا، الخبير الإستراتيجي والعسكري: إن المناورات التي يجريها الجيش المصري مع دول العالم تعمل على تعزيز التعاون العسكري بين مصر وبين هذه البلدان، وتزيد من الإمكانيات القتالية للقوات المصرية.
وأضاف “أبو النجا” أن تعدد المناورات والتدريبات التي تقوم بها مصر، مع دول عربية كالسعودية والإمارات والأردن، أو أوروبية مثل فرنسا واليونان، أو دولة كبرى مثل روسيا هي رسالة للعالم أن الجيش المصرى منفتح على كل جيوش العالم، ولا يقتصر تعاونه على جيش دولة واحدة، وأشار “أبو النجا” إلى أن التدريبات التي قام بها الجيش المصري كانت متعددة المهام مثل تدريب القوات الخاصة على محاربة الإرهاب وحرب الشوارع، كما حدث في المناورة السعودية “رعد الشمال” والتدريب على الإنزال وسرعة تحميل القوات في الموانئ ونقلها إلى أرض المعركة وأوضح أبو النجا أن المناورات والتدريبات المشتركة مع الدول تساعد على نقل الخبرات العسكرية سواء للقادة أو الجنود في التخطيط والقيادة، وسرعة اتخاذ القرار وهو ما نحتاجه في المستقبل.
ويقول اللواء صادق عبد الواحد أستاذ الإستراتيجية والأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية: إن مصر أصبحت قوة عسكرية ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، بما تمتلكه من أسلحة قتال حديثة ومتطورة تكنولوجيا من أحدث الأجيال، مثل طائرات الرافال الفرنسية أو أنظمة الدفاع الجوى “اس 300” الروسية، واللنشات الصاروخية طراز “مولينيا”، وأشار عبد الواحد إلى أن مصر أعادت التوازن العسكري للمنطقة، بعد الانتكاسة التي مرت بها المنطقة، والتراجع في القوى الإقليمية المحيطة سواء العراق أو سوريا، وأصبحنا في طريق واضح وصريح أمام العالم، وهدفنا الأساسي المحافظة على الأمن القومى المصرى والعربي، بالإضافة إلى النهوض بالاقتصاد المصري.
وأضاف عبد الواحد أن عام 2017 سيكون عام حصاد الإنجازات التي قامت بها القوات المسلحة، بجانب مؤسسات الدولة سواء على الصعيد الأمني بتطهير سيناء كاملة من الإرهاب، وإعادة بنائها وتنميتها أو من خلال المشروعات القومية العملاقة الكبرى التي قاربت على الانتهاء مثل محور قناة السويس، وجبل الجلالة، والمصانع العملاقة بشرق القناة.
وتنبأ عبد الواحد بحدوث انفراجة في القضاء على الإرهاب الذي يهدد حدودنا الغربية مع ليبيا، بعد النجاحات التي حققها الجيش الليبى على التنظيمات الإرهابية، ونجاح مصر في مساعيها السياسية تجاه ليبيا، بعدم التدخل الأجنبى على أراضيها، ومساعدتها لوجستيا بالخبرات المصرية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح أنه سيكون هناك تعاون كبير بين مصر والحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب، بعد أن أصبحت مصر من أقوى الدول في القضاء على الإرهاب المسلح، وسيكون هذا التعاون في تدريب عناصر الجيش العراقي، على مكافحة الإرهاب أو الدعم السياسي والعالمى ليعود الأمان إلى المنطقة مرة أخرى.