رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وأردوغان وجها لوجه في الأستانة.. روسيا: مصر دولة ضامنة لـ3 اتفاقيات بسوريا..حضور قطر والسعودية بصفة المحورية.. والمعارضة تبارك جمعة وقف إطلاق النار وتستثني داعش


كتب الدب الروسي تسطر النهاية لأزمة سوريا التي استمرت لنحو ست سنوات، الرئيس فلاديمير بوتين بدوره كشف ملامح هذه النهاية، مؤكدًا أن تطوي على 3 اتفاقيات تحكم دفة مستقبل سوريا من بينها مراقبة نظام بشار الأسد.

مفاجأة الدب الروسي في إعلان صفقة التسوية، أكدت أيضًا إدخالها للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بيت الطاعة في موسكو، وفرضت عليه حضور مصر والأردن كأطراف إقليمية فاعلة في الأزمة إلى جانب السعودية وقطر التي طالب بإشراكهما الجانب التركي.

وأعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.

ومن المقرر أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ في منتصف، ليلة الجمعة 30 ديسمبر.

3 اتفاقيات

وأوضح بوتين خلال اجتماع مع وزيري الخارجية "سيرجي لافروف" و الدفاع "سيرجي شويجو"، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هى اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، أما الاتفاقية الثانية فتنص على حزمة إجراءات للرقابة على نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانًا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.

وأوضح بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.

رعاية خاصة

وتابع قائلًا: "الاتفاقات التي تم التوصل إليها هشة، وتتطلب منا إيلاء اهتمام ورعاية خاصة من أجل الحفاظ عليها وتطويرها، ورغم ذلك، تعتبر الاتفاقات نتيجة مهمة لعملنا المشترك، و لجهود وزارتي الدفاع والخارجية وشركائنا في المنطقة".

وذكر بأن وزارتي الخارجية والدفاع كانتا على اتصال دائم بالشركاء في دمشق وفي عواصم أخرى، مشيرًا في هذا السياق إلى العمل الكبير الذي نفذته موسكو بالتعاون مع أنقرة.

60 ألف مسلح

بدوره كشف وزير الدفاع الروسي أن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مسلح، وذكر أن وزارة الدفاع الروسية بتكليف من الرئيس بوتين خاضت على مدى شهرين مفاوضات بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء 7 من التشكيلات الأكثر نفوذًا، وأوضح أن تلك الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سلطة دمشق في وسط وشمال سوريا.

وشدد "شويجو" على اعتبار تشكيلات المعارضة السورية، التي لم تنضم لنظام وقف إطلاق النار إرهابية، معلنًا عن فتح خط ساخن مع تركيا، فيما يخص الرقابة على وقف إطلاق النار.

وأوضح بهذا الشأن: "فتحنا خط اتصال مباشر بالشركاء الأتراك، الذين سيلعبون دور الضامنين لتنفيذ كافة مقتضيات هذه الاتفاقية، ولا سيما مقتضيات الرقابة على تنفيذ هذه الاتفاقيات".

داعش والنصرة

واستطرد الوزير قائلًا: "جوهر هذه الرقابة يكمن في اعتبار التنظيمات التي لن تتوقف عن القتال، إرهابية، والشروع في محاربتها مثل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".

وأوضح شويجو أن "أحرار الشام" تضم 80 فصيلة، و بحوزة الحركة آليات ثقيلة، بما في ذلك دبابات "تي-55" و"تي-72"، ومدافع.

مبينًا أن الجهود الأساسية خلال المفاوضات التي استمرت لمدة شهرين، ركزت على تحديد مواقع تلك الفصائل المسلحة على الخرائط، معيدًا إلى الأذهان أنه سبق لروسيا أن طلبت من الولايات المتحدة القيام بهذا العمل بالذات.

وردًا على سؤال من بوتين، أكد وزير الدفاع أن هذه الفصائل تعد القوى الأساسية للمعارضة السورية المسلحة.

وتابع، متوجهًا إلى بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة: "إذا اتخذتم القرار حول دخول هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ، فإننا مستعدون لضمان إحلال نظام وقف الأعمال القتالية في أراضي سوريا، وإطلاق حوار مباشر بين الحكومة السورية والمعارضة المهتمة بالحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها".

مصر ضامنة

بدوره، قال وزير الخارجية "سيرجي لافروف"، إن روسيا ستدعو ممثلي الأمم المتحدة للانضمام لتطبيق الاتفاقات حول سوريا، معربًا عن أمله في مشاركة مصر في هذا العمل.

وأضاف أن موسكو تعول على انضمام الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، بعد تسلمها السلطة الشهر المقبل، لجهود التسوية في سوريا.

وقال: "انطلاقًا من نتائج هذه المشاورات، نبدأ بالتعاون مع الأتراك والإيرانيين بالتحضير للاجتماع في أستانة، ونظرًا لأهمية توسيع مجموعة الدول الضامنة للاتفاق، ننوي دعوة شركائنا المصريين للانضمام إلى هذه الاتفاقات في المرحلة الراهنة".

السعودية محورية

وأضاف أنه سيكون من الضروري، في المراحل المقبلة، على الأرجح، إشراك الدول المحورية الأخرى التي لها تأثير على التطورات في سوريا، وهى السعودية وقطر والعراق والأردن.

وذكّر بأن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة "بان كي مون" والأمين العام الجديد "أنطونيو غوتيريش"، رحبا بعملية التسوية السورية التي أطلقتها روسيا وتركيا بدعم إيران.

وأضاف: "طبعًا، سندعو ممثلين عن الأمم المتحدة للمشاركة في تنفيذ الاتفاقات، وذلك سيسمح بضمان الطابع المتواصل للعملية السياسية في الأطر التي أقرها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2254.

وكشف "لافروف" عن أنه سيتم توزيع حزمة الوثائق التي تم التوقيع عليها، الخميس، بصورة رسمية، في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى إطلاع أعضاء المجلس على كافة التطورات وتقديم الإجابة عن أسئلتهم.

القاهرة تدرس

بدورها قالت الخارجية المصرية ردًا على تصريحات الجانب الروسي، إن القاهرة تدرس إمكانية الانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الذي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إليه.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية "أحمد أبو زيد"، الذي شدد على أن القاهرة تدعو إلى وقف لإطلاق النار في سوريا منذ اندلاع الأزمة في هذه البلاد أوائل ربيع العام 2011.

موقف المعارضة

إلى ذلك أكد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" دعمه لاتفاق وقف الأعمال القتالية في كافة أراضي سوريا، المبرم بين السلطات في دمشق والمعارضة المسلحة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم الائتلاف "أحمد رمضان"، قوله: "يعبر الائتلاف الوطني عن دعمه للاتفاق و يحث كافة الأطراف على التقيد به".

وأكد رمضان أن فصائل المعارضة "سوف تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وسترد في حال حصول انتهاكات"، لافتًا النظر إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق "حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي".

وشدد رمضان على أن الاتفاق يستثني تنظيم "داعش" و"التنظيمات الإرهابية الأخرى" لكنه أضاف أن الوثيقة لا تسمح "بمس المدنيين" ومؤكدًا أنه "يسري كذلك على محافظة إدلب" في شمال غرب البلاد والتي يسيطر عليها ائتلاف فصائل إسلامية في مقدمها "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقًا).

وقال رمضان: إن المعارضة السورية تتوقع "إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة بإشراف الأمم المتحدة" بعد سريان وقف إطلاق النار.

من جانبها، أكدت جماعة "فاستقم" التابعة لتنظيم "الجيش السوري الحر" أن قوات المعارضة السورية المسلحة وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال "زكريا ملاحفجي" رئيس المكتب السياسي للجماعة، في حديث لوكالة "رويترز"، الخميس، إن وقف إطلاق النار يستثني المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

الجريدة الرسمية