رئيس التحرير
عصام كامل

الضبعة ليست مقابل السياح الروس


يتصور البعض خطأ أن مصر تقايض روسيا بالمشروع النووي بالضبعة مقابل عودة السياح الروس إلى مصر.. هذا ما استنتجه البعض من خلال تأخر المفاوضات المصرية الروسية حول المشروع النووى بالضبعة، وتأخر أيضًا اتخاذ الروس قرارًا بعودة سائحيهم إلى شرم الشيخ واستئناف رحلات الطيران بين مصر وروسيا.. ولكنه استنتاج لا يصيب الحقيقة لأنه لا يستند إلى معلومات وإنما يقوم على انطباعات وتأويل لبعض المعلومات والتصريحات.


أقول ذلك لأننى أعرف أن المشروع النووى بالضبعة مهم لمصر أكثر من روسيا.. فهو سوف ينقل مصر نقلة تكنولوجية كبيرة، بالإضافة بالطبع إلى توفير الطاقة من مصدر جديد.. وسوف يفيدنا بخبرات نووية مهمة.. بينما هو سوف يفيد الروس بالطبع ماليًا، فضلا عن توطيد علاقاتهم مع مصر ودعاية قوية لهم في المجال النووى نالوا منها الكثير من قبل.

ولذلك لا تربط مصر بين توقيع اتفاق الضبعة مع روسيا واتخاذها قرارًا بعودة السائحين الروس لمصر.. ولكن ما حدث كان تفاوضًا طويلا حول الاتفاق النووي؛ لأنه تناول العديد من التفاصيل، وكان المفاوض المصرى يريد الحصول على أفضل الشروط سواء التكنولوجية أو المالية من الجانب الروسى، خاصة أن عمر الاتفاق يتجاوز العشرين عامًا.. أما تأخر قرار عودة السائحين الروس لمصر فإنه يرجع إلى طبيعة الروس في اتخاذ القرارات، فضلا عن حرصهم في توفير أقصى قدر من الأمان لسائحيهم في مصر.. وهذا أمر لا لوم لهم عليه.

وهكذا ليس في الأمر مقايضة كما يتصور البعض.. وقريبًا جدًا سوف يتم توقيع الاتفاق النووي وسوف يعود السائحون الروس إلى مصر.
الجريدة الرسمية