رئيس التحرير
عصام كامل

طلعت حرب يفصل روز اليوسف من فرقة عكاشة


في كتابه «الصحافة في مصر بعد الحرب العالمية الأولى» كتب الدكتور إبراهيم عبده أستاذ الصحافة في مثل هذا اليوم يقول: «إن مجلة روز اليوسف لم يكن عندها رجل يستحق أن يذكر عنه حديث غير طلعت حرب ـــ رجل الاقتصاد ـــ فقد شغلت كثيرا من سطورها بسيرة الرجل وأعماله وسجلت له كلاما أرخ به المصاعب التي لقيها في إنشاء بنك مصر».


وأضاف: «وفى كل الأزمات المالية الخانقة التي عانتها السيدة روز اليوسف ومجلتها وجريدتها اليومية كان طلعت حرب هو ملاذها الوحيد، بدأت علاقة روز اليوسف بطلعت حرب عندما عملت روز اليوسف في فرقة عكاشة التي يمولها ويشرف عليها طلعت حرب، وهو أيضا الذي قرر فصلها نهائيا من الفرقة».

كانت روزا اليوسف، وهى الفنانة الناشئة لم تجد صديقة لها بين ممثلات الفرقة العجائز المحتشمات بسبب الكهولة والبدانة لا بسبب الحشمة.

وذكر: «كان يوم راحة ورأت روزا في أحد الأيام في رأس البر الرمال ومياه البحر والناس على الشاطئ يمرحون، فنزلت إلى الشاطئ وهى تلبس بيجاما طويلة، ولم تكن تدرى أن هذا التصرف سيثير في وجهها البراكين وسيؤدى إلى فصلها من الفرقة».

ثار طلعت حرب على هذا التصرف الذي رآه خروجا على التقاليد من إحدى ممثلات الفرقة التي يشرف عليها، وصمم على ضرورة فصلها وإعادتها إلى القاهرة في نفس اليوم.

وأسرع الاصدقاء يتوسطون لديه أن يقبل اعتذارها، لكنها الفنانة الشابة رفضت الاعتذار وتم فصلها من الفرقة، ولم تتحسن العلاقة بين الزعيم الاقتصادى والفنانة الناشئة إلا بعد سنوات طويلة.

تقول السيدة روز اليوسف: «عرفانا بفضل طلعت حرب على مصر إنى لأتلفت اليوم في ميادين القاهرة باحثة عن تمثال لـ طلعت حرب، فلا أجد، وأنصت إلى الأصوات التي ترتفع بتخليد ذكرى هذا تمجيد ذاك فلا أسمع صوتا يذكر طلعت حرب، ولا أجد إلا تماثيل غريبة للاظوغلى وسليمان الفرنساوى وسيمون دى بوفوار وما إليها».

وتابعت: «لا أدرى ما الذي يمنعنا من رفع واحد من التماثيل ليقف مكانه طلعت حرب.. هذا الإنسان البسيط الذكى الفؤاد لايجد التكريم الكافى لذكراه من تلاميذه ومواطنيه».
الجريدة الرسمية