رئيس التحرير
عصام كامل

أحداث يوم رئاسي في مدن القناة.. السيسي يفتتح الاستزراع السمكي بالإسماعيلية وكوبري النصر ببورسعيد.. يقدم التحية للشعب المصري.. ويؤكد على توفير فرص العمل


افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مشروع الاستزراع السمكي شرق قناة السويس، الذي يعد الأول بمصر من حيث الاستزراع البحري في المياه المالحة، وواحدًا من أكبر نماذج الاستزراع السمكي في العالم.


1029 حوضًا سمكيًا
وتشمل المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها 1029 حوضًا سمكيًا، من إجمالي 4000 حوضًا سمكيًا بعد اكتمال مراحل المشروع الثلاثة.

ومن المنتظر أن ينتج مليون طن أسماك سنويًا، بهدف سد فجوة الاستيراد التي تصل إلى 700 ألف طن سنويًا، وتصدير الفائض للخارج لتوفير العملة الصعبة وإنتاج البروتين الحيواني، فضلًا عن توفير عشرة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المهن والتخصصات.

وعقب الكلمة التي ألقاها محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، والتي عرض فيها نتائج أعمال مراجعة وتقييم المشروع تنفيذًا لتكليفات الرئيس، قدم الرئيس الشكر إلى هيئة الرقابة الإدارية بقيادتها وجميع العاملين بها، على الجهد المقدر الذي تبذله الهيئة لمجابهة الفساد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة عدم الإساءة للمؤسسات حال تورط أحد أعضائها في قضية فساد.

وأكد الرئيس أن المخطئ سيحاسَب وأنه لا أحد فوق القانون دون استثناء بما في ذلك رئيس الجمهورية، وأن الدولة حريصة على مواصلة جهود مكافحة الفساد تمهيدًا للقضاء عليه، ليتسنى لجهود التنمية أن تصل إلى الجميع في وقتٍ أسرع.

وفي هذا السياق وجه الرئيس مجددًا التحية والتقدير للشعب المصري لوعيه، مشيرًا إلى الصلابة وقوة التحمل التي أظهرها الشعب تجاه آثار الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، وذلك بالتعاون مع الجهود التي قامت بها الدولة لتخفيف تلك الآثار على الفئات الأكثر احتياجًا.

ضبط الأسعار
وطالب السيسي الحكومة ببذل المزيد من الجهد لضبط الأسعار، كما طالب جميع المواطنين وخاصة المستثمرين ورجال الأعمال والتجار بالوقوف بجانب الوطن حتى يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا في هذا الصدد للشعب المصري أن النجاح سيكون حليفًا لمصر في جهودها التنموية الضخمة.

وأكد الرئيس أن الأجهزة الرقابية ليس بمقدورها وحدها مجابهة الفساد، وإنما هي مسئولية مشتركة مع جميع الجهات والأفراد، مشددًا على الضرورة القصوى لأن يقوم الوزراء والمحافظون والمسئولون في كافة المواقع بالإشراف المباشر على تفاصيل المشروعات والأعمال التي تتم داخل نطاق إشرافهم، ومتابعة التنفيذ في جميع مراحله، بحيث يتم التأكد من مطابقة الإجراءات للقانون، مع طلب المساعدة من الخبراء والمتخصصين في شتى المجالات، والاتصال بالجهات الرقابية لطلب العون والمساعدة حال الاحتياج لذلك.

وفيما يتعلق بمشروع الاستزراع السمكي، طلب الرئيس وضع جدول زمني محدد للانتهاء من الملاحظات التي تم رصدها، وبحيث يتم ضمان تشغيل المشروع وفقًا لأعلى المعايير المتبعة عالميا.

وشدد الرئيس على ضرورة الانتهاء من جميع مشاريع الاستزراع السمكي الثلاثة على مستوى الجمهورية بنهاية عام 2017، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية إذا لزم الأمر، مشيرًا إلى وجود مشروعين آخرين للاستزراع السمكي بجانب المشروع الذي يتم افتتاحه اليوم، وهما مشروع مزرعة شرق بورسعيد، ومشروع بركة غليون بكفر الشيخ.

وأشار السيسي إلى جهود تطوير ورفع كفاءة البحيرات المصرية وإلى الموارد المالية الضخمة التي يتعين توفيرها من أجل استكمال أعمال تطوير هذه البحيرات، مؤكدًا تقدم العمل في بحيرة البردويل.

وأكد الرئيس في هذا الصدد أن هذه الجهود الضخمة تطلبت من الجميع ضغط الوقت والعمل ليل نهار من أجل تحقيق آمال الشعب المصري في تنمية سريعة وشاملة ومستدامة.

الفريق مهاب مميش
وكان الرئيس قد استمع إلى عرض قدمه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، واللواء محمد مجدي عبد السميع رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس للاستزراع السمكي، بشأن المشروعات التي سيتم افتتاحها اليوم في بورسعيد، والتي تشمل الكوبري العائم فوق ضفتي قناة السويس، وكذلك حول خطوات تنفيذ مشروع الاستزراع السمكي، والتي شملت إنشاء بنية أساسية تضمنت أعمال حفر أحواض وترع، وإنشاء الجسور، والمصارف الرئيسية والفرعية، وبوابات الري والصرف، ومدخل ومخرج للمياه على قناة السويس، ومولدات القوى، ومد الكابلات لإنارة الموقع، وإنشاء مباني لإعاشة الأفراد، وتدبير معدات ومستلزمات تشغيل أحواض الاستزراع السمكي.

كما قام الرئيس بجولة تفقدية داخل المزارع السمكية ليشارك الصيادين والعاملين بالمشروع فرحتهم بجني أول ثمار المشروع من الأسماك، بعد مرحلة طويلة من العمل الشاق.

كما زار الرئيس السيسي، اليوم، مدينة بورسعيد للمشاركة في احتفالات المدينة بعيدها القومي الستين وافتتاح عدد من المشروعات بالمحافظة، على رأسها مشروع كوبري الرسوة العائم الذي يربط مدينتي بورسعيد وبورفؤاد، كما سلم الرئيس عقود تخصيص 10 مصانع بالمنطقة الصناعية بجنوب بورسعيد من إجمالي 58 مصنعًا.

وألقى الرئيس كلمة، في المركز الثقافي والترفيهي الذي تم افتتاحه اليوم كذلك، قدم فيها التهنئة والتحية لأهالي بورسعيد بمناسبة عيدهم القومي، مؤكدًا أن عيد بورسعيد هو عيد لكل المصريين، وأن الشعب المصري لا ينسى تضحيات وبطولة وصمود بورسعيد التي كتبت اسمها بأحرف من نور في تاريخ مصر.

وأشار الرئيس إلى الجهود الجارية لتنمية بورسعيد، منوهًا إلى المنطقة الصناعية الجارى إنشاؤها في شرق بورسعيد على مساحة 40 مليون متر، وكذا مشروع المزارع السمكية، بالإضافة إلى الأنفاق الجاري تنفيذها والتي ستربط بين ضفتي القناة وبين سيناء وباقي الجمهورية، بما يعزز فرص التنمية لأهالي بورسعيد والمناطق المجاورة.

المشروعات الصغيرة
كما شدد الرئيس على أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في توفير فرص عمل للشباب، مشيرًا في هذا الشأن إلى مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة الصناعية بجنوب الرسوة.

ووجه الرئيس الحكومة بضرورة تسليم التراخيص اللازمة للمصانع إلى المستثمرين في نفس وقت تسلمهم للمصانع، بحيث يبدأ الإنتاج على الفور.

وفي هذا السياق وجه الرئيس الدعوة للشباب من أجل السعي إلى التقدم للحصول على هذه المصانع التي يتم طرحها تباعًا في المناطق الصناعية بجميع أنحاء الجمهورية، كونها تمثل أملًا حقيقيًا لكل شباب وشابات مصر، مشيرًا في هذا السياق إلى مبادرة البنك المركزي بتقديم قروض بفائدة 5٪ فقط لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

كما أوضح الرئيس أنه طلب من هيئة قناة السويس العمل على زيادة عدد سفن الصيد التي تم تنفيذها لتصبح 100 تم الاحتفال بتنفيذ 12 منها صباح اليوم، وذلك لتعزيز حجم صناعة صيد الأسماك وتوسيع نطاقها.

وشدد الرئيس على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر لإخلاء محافظة بورسعيد من المناطق غير المخططة، بحيث يتم ذلك بحلول منتصف العام المقبل، ولتكون بورسعيد أول محافظة مصرية تصبح خالية من المناطق غير المخططة.

وكلف الرئيس الحكومة بتشكيل لجنة لتوثيق نضال بورسعيد وإنشاء متحف قومي بالمحافظة لتسجيل ما قدمته للوطن من بطولات وتضحية، ووجه الرئيس في هذا الإطار بدراسة زيادة المقررات التعليمية حول كفاح أهالي بورسعيد وبحيث يتم تعزيز قيمة ما تمثله بورسعيد في وجدان الأجيال المقبلة، كما وجه الرئيس كذلك بدراسة إنشاء مجموعة من الفنادق المتميزة في منطقة غرب بورسعيد، نظرًا لما تحتوي عليه هذه المنطقة من إمكانات سياحية كبيرة يمكن في حالة استغلالها جيدًا تعزيز قطاع السياحة في مصر وتنمية الاقتصاد القومي.

كوبري النصر العائم
كان الرئيس قد قام خلال الزيارة بافتتاح مشروع كوبري النصر العائم ببورسعيد الذي يصل طوله إلى 421 مترًا بوزن 2600 طن، وتقدر طاقة العبور اليومية بـ 20 ألف مركبة بالإضافة إلى 1200 مركبة بحمولات تصل إلى 70 طن لكل مركبة، ويهدف إلى تسهيل عبور المواطنين أثناء انتقالهم بين مدينتي بورسعيد وبورفؤاد.

وذلك من أجل رفع المعاناة عن الأهالي والوافدين بين شرق وغرب قناة السويس، فضلًا عن توفير ملايين الجنيهات التي تنفق سنويًا على تشغيل وصيانة المعديات، وذلك بالإضافة إلى استيعاب حركة نقل الحاويات للمشروعات اللوجيستية لمشروع تنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهدف تعزيز قدرات الاقتصاد المصري.

وفي هذا الإطار، استمع الرئيس إلى عرض من المهندس جمال خالد مدير إدارة الترسانات بهيئة قناة السويس، الذي أكد أن التكلفة الإجمالية لإنشاء الكوبري بلغت 100 مليون جنيه تم توفيرها من موازنة المعديات الخاصة بهيئة القناة، في إطار الدور المجتمعي لهيئة قناة السويس، مضيفًا أنه تم إنشاء الكوبري باستخدام أعلى مواصفات الجودة العالمية بأيدي مصرية، وبالتعاون مع هيئة الإشراف الفرنسية.

المركز الثقافي الترفيهي
كما افتتح الرئيس المركز الثقافي الترفيهي ببورسعيد، والذي يحتوي على قاعات مسرح وسينما ومؤتمرات، ويعد متنفسًا ثقافيًا لأهل بورسعيد، حيث استمع الرئيس إلى كلمة ألقاها عادل الغضبان محافظ بورسعيد.

وأشار المحافظ إلى أن زيارة الرئيس إلى بورسعيد هي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الجمهورية في عيد النصر منذ عام 1965، كما عرض الجهود الجارية لتنمية بورسعيد والتي تشمل إنشاء 5 مناطق صناعية باستثمارات تبلغ 1.6 توفر مليار جنيه توفر 6500 فرصة عمل للشباب في المحافظة، فضلًا عن إنشاء 35 ألف وحدة سكنية للإسكان الاجتماعي تصل إلى 60 ألف بنهاية عام 2018، فضلًا عن مشروعات تطوير الخدمات الصحية والتعليمية بالمحافظة.

الجريدة الرسمية