«الفيتو» أداة الدول الكبري للتحكم في العالم «تقرير»
فيتو Veto.. هو حق النقض أو الاعتراض على قرار يُقدم لمجلس الأمن دون إبداء أي سبب، وتمتلك 5 دول فقط من أصل 15 عضوا هم "الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا وفرنسا" هذا الحق ليس لمجرد الاعتراض ولكن لإجهاض القرار.
وبدأ الاستخدام الفعلى لـ"الفيتو" في عام 1945، أي مع بداية تأسيس المنظمة العالمية للأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت استخدمه الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا 123 مرة، والولايات المتحدة 77 مرة، وبريطانيا 32 مرة، وفرنسا 18 مرة والصين 10 مرات.
وفي العقدين الأولين من تأسيس الأمم المتحدة، كانت الدول الغربية في كثير من الأحيان قادرة على إجهاض أي قرار دون استخدام الـ "الفيتو"، وكان الاتحاد السوفيتي السابق قادرًا على ذلك أيضًا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ويعكس استخدام الـ "فيتو" درجة من العزلة الدبلوماسية للدول التي تلجأ إليه بشأن قضية معينة. وبسبب استخدامه أو حتى التهديد باستخدامه.
ويصبح دور مجلس الأمن محدودا خاصةً فيما يتعلق بالحروب والتدخلات في شئون الدول الأخرى مثل ماحدث مع الجزائر 1954-1962، والسويس 1956، والمجر 1956، وفيتنام 1946-1975، والحرب الصينية الفيتنامية 1979، وأفغانستان1979-1988، وبنما 1989، والعراق 2003 وجورجيا 2008.
وفي الفترة الأخيرة، ظهرت أصوات من داخل الأمم المتحدة وخارجها تطالب بإلغاء الـ "فيتو" وكان آخرها رجل الأعمال "نجيب ساويرس" إذ اقترح في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ضرورة إلغاء هذا الحق باعتباره أداة غير ديموقراطية.
كما قدم وزير الخارجية الفرنسي " لوران فابيوس" في ديسمبر 2014 مقترحا يدعو إلى حظر استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الدول الخمس دائمة العضوية، في حالات جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية، وهو الاقتراح الذي رفضته روسيا، على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين.
وظهرت في السنوات العشر الأخيرة - بحسب تقارير صادرة عن الموقع الرسمى للأمم المتحدة- أصوات تطالب بتعديل نظام الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن، بإضافة دول أخرى مقترحة كاليابان وألمانيا والبرازيل، وأصوات أخرى اقترحت صوتا لأفريقيا وأمريكا الجنوبية، كما برزت بعض الأصوات الداعية إلى إلغاء نظام التصويت بالفيتو نهائيا واعتماد نظام أكثر شفافية وديمقراطية وتوازنا.
وأدهشت الولايات المتحدة الأمريكية العالم مؤخرًا عندما امتنعت عن التصويت على قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي، الجمعة الماضية، بدلا من استخدام حق الفيتو لإجهاضه، وهو ما اعتبره حمد العرابي عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق مكسبًا للسلام، رغم استخدام واشنطن له 42 مرة تقريبًا منذ تأسيس الأمم المتحدة وحتى الآن.