رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل حوار الأزهر المجتمعي بجامعة بني سويف.. «تقرير»


واصل الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، عقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.


وعقد الأزهر اليوم حوارا مجتمعيا مع طلاب جامعة بني سويف، بحضور عباس شومان وكيل الأزهر، والمهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف والدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة.

وتناول اللقاء إلقاء الضوء على الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في مواجهة التيارات الفكرية التي تحاول التغرير بالشباب وخداعهم.

وأكد المشاركون في الحوار، أن مصر دولة لا تعرف التفرقة بين أبنائها، وأن الشباب المصري اليوم يحتاج إلى أن نأخذ بيده ونوجهه نحو المستقبل ونعيد إليه الثقة التي افتقدها خلال السنوات الماضية، مشددين على ضرورة الاهتمام بالتعليم للشباب وتمكينهم من المشاركة وأن يأخذوا دورهم.

وقدم وكيل الأزهر التهنئة لجميع الإخوة المسيحيين في مصر بمناسبة أعيادهم، قائلا: "إننا نهدف من خلال الحوار المجتمعي مع الشباب الاضطلاع على فكرهم وإبعاد الحيرة عن عقولهم لأننا نعلم أنهم متحيرون نتيجة ما يتلقونه يوميا عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي من أفكار وفتاوى، حتى أصبح ما يبث عبر تلك الوسائل يطغى على تكوين الفكر الصحيح لديهم، وهو ما شوش الفكر والثقافة لديهم نظرا لعدم اكتمال المعلومة".

وأكد وكيل الأزهر، أن الدولة تحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامي والديني والثقافي من المتطفلين عليه حتى نحمي الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الأفكار التي شوهت علينا قيمنا ومبادئنا السمحة التي علمنا إياها الإسلام.

وأشار وكيل الأزهر إلى الجرائم التي ارتكبت مؤخرًا سواء أمام مسجد السلام أو حادث الكنيسة البطرسية، والتي تؤكد أن أصحاب الأفكار التخريبية لا يفرقون بين مسلم وغيره، مؤكدا أن أقباط مصر لهم عندنا كمسلمين مكانة خاصة فقد وصانا بهم الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنفاذ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام توجب علينا أن نرعاهم وأن لا نسمح لأحد بأن يؤذيهم.

وأوضح أن حادثة مقتل السفير الروسي كانت مؤلمة جدا بسبب الكلمات التي أطلقها قاتله واصفا إياه بالكذاب، فالرسول منع الاعتداء على السفراء والآمنين وأنه أمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة وقال «أنا أحق من وفى بذمته»، متسائلا كيف عاهد هذا القاتل الرسول وهو لم يعرف حتى تعاليم دينه التي حرمت قتل الآمنين.

وحذر وكيل الأزهر، الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الجماعات التي تحاول أن تبعدهم عن الطريق الصحيح إلى الفكر الإجرامي، موجها رسالته للشباب قائلا: إن مصر لن تنهض إلا بسواعدكم وبفضل وعيكم وبفضل مواجهة فكر هؤلاء المخربين.

وخلال الحوار مع الشباب أكد وكيل الأزهر أن نجاح الحوار المجتمعي مرهون بتضافر كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف لبث خطاب ثقافي وفكري قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤى الخاصة بالإبداع والحرية وكافة المعارف التي تبنى ثقافة الشباب.

وشدد وكيل الأزهر على أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يستطيع أن يقدم الكثير وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تسهم كثيرا في تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانة ولها خطر شديد، وقد تلقى بصاحبها في مشكلات كثيرة ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء أي إنسان.

وأوضح وكيل الأزهر، أن الحرية ليست مطلقة، فليس من حق إنسان أن يتناول غيره ظلمًا وزورًا وبهتانًا، فهذه جريمة وليست حرية، فالإسلام حدد معنى الحرية التي لا تضر بالآخرين.

وعن قناة الأزهر قال الدكتور عباس شومان، إنه يتوقع الانتهاء من العمل على بنائها وإطلاقها خلال عام وستكون قناة عامة تليق باسم الأزهر فلا نريدها أن تظهر وتختفي وستكون صادقة في كل شيء.

وعن تجديد الخطاب الديني قال وكيل الأزهر، إن هناك تناولا خاطئا للقضية من قبل البعض خاصة من يريد منهم هدم الثوابت، مؤكدا أن الأزهر مؤمن بقضية التجديد ومهموم بها، فالإسلام دين متجدد وتطور العصر يجب أن تواكبه الشريعة الإسلامية حتى تساعد الناس في حياتهم المعاصرة، دون مساس بالثوابت التي لا تقبل التغيير فالثابت في شريعتنا أقل كثيرا من المتغير.

وأضاف محافظ بني سويف، إن مشاركة الشباب يجب أن تكون على أرض الواقع، نحتاج لدعم الشباب بقوتهم وفكرهم وكل فكرة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع نرحب بتنفيذها فورا.

وفي رده عن سؤال حول الوحدة الوطنية أوضح المهندس شريف حبيب، أن بيت العائلة المصرية بالمحافظة يعمل على أرض الواقع وأطلقنا مبادرة بزراعة مليون شجرة زيتون «رمز السلام» للتأكيد على العمل والمشاركة الوطنية.

وقال القمس جبريال ممثل الكنيسة المصرية، إن مفهوم التغيير يعني أن نترك الماضي ونتطلع للحاضر والمستقبل برؤى مختلفة تتخطى سلبيات الماضي مستمدة الطاقة من الإيجابيات، مشيرا إلى أن محبة الوطن توجب علينا التفاني في الجهد والعطاء من أجل نهضته، مع ضرورة تقبل الآخر بالحب والعطاء.

وأكد ممثل الكنيسة المصرية، أن تجديد فكر الشباب يساهم كثيرا في تحقيق التقدم للوطن، نحتاج إلى تجديد شامل في الخطاب الديني والثقافي والصحي والعملي وفي كل الاتجاهات.
الجريدة الرسمية