رئيس التحرير
عصام كامل

الأهلي والزمالك.. وليلة «رقص» السنة


يوم السبت القادم هي ليلة رأس السنة الميلادية، وفيها يحتفل العالم بنهاية عام ٢٠١٦، والاستعداد لاستقبال عام ٢٠١٧ الجديد، متمنين وداعين الله أن يكون أفضل من سابقه الذي شهد العديد من الكوارث في مصر والعالم، آخرها تفجير الكنيسة البطرسية، ومصرع ٢٧ بريئا وإصابة ٥٣ مواطنا.. وحادث دهس عشرات المواطنين في أشهر ميادين برلين، وخطف الطائرة الليبية «الخطوط الأفريقية» أثناء رحلة طيران داخلي، وعلى متنها ١١٨ راكبا وهبوطها في مالطة، هذا إلى جانب وفاة العشرات من نجوم أشهرهم الممثلة الأمريكية زازا جابور، والفنانين محمود عبدالعزيز وزبيدة ثروت وأحمد راتب وغيرهم.


لن يكون للساهرين ليلة السبت القادم سوى الحديث عن مباراة الأهلي والزمالك، بعد غد الخميس في نهاية الدور الأول.

سيكون حديث الساهرين في كل أنحاء العالم ليلة رأس السنة عن الإرهاب والإرهابيين والاختطاف والقتل والاغتيالات وتهجير سكان حلب السورية وغيرها من الأمور التي شغلت الرأي العام كله طوال عام ٢٠١٦ المشئوم، لهذا سيحاول الساهرون نسيان كل هذه الأحداث، وهم يحتفلون ليلة رأس السنة، وهم يغنون ويرقصون ويشربون حتى الثمالة، لهذا تستحق ليلة رأس السنة أن أطلق عليها عبارة ليلة «رقص» السنة!!

سينشغل كل المصريين وبعض العرب بالحديث عن الخلافات المصرية السعودية.. والحديث عن مباراة القمة بين الزمالك والأهلي التي سيقترب الفائز فيها من الفوز ببطولة الدوري العام هذا الموسم.. ونتيجتها ستظل لفترات طويلة حديث المصريين، لأنها ستكون آخر مباراة قبل أن يدخل لاعبو مصر معسكر إعداد طويل، استعدادا لمباراة منتخبي مصر وتونس الودية الدولية يوم ٨ يناير ٢٠١٧، ضمن استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجابون، التي تقام في الفترة من ١٥ يناير وحتى ٥ فبراير القادمين.

لهذا ستكون مباراة الأهلي والزمالك بعد غد الخميس هي حديث الناس بعد أن انحصرت المنافسة بينهما على اللقب كالمعتاد.

آخر مباريات الأهلي قبل اللقاء الحاسم كانت مع الألومنيوم في مسابقة الكأس، وسحقه الأهلي ٦ / صفر، وأبدع وتألق العجوز عماد متعب الذي سجل وحده ثلاثة أهداف، رغم غيابه الطويل عن الملاعب لفترة طويلة.

أما الزمالك فمازال يتعثر أمام الفرق المتواضعة، وآخرها فوزه الصعب على الإنتاج الحربي بهدف باسم مرسي قبل النهاية بعشر دقائق، وأضاع كابتن الفريق محمود شيكابالا ضربة جزاء، وكأن لاعبي الزمالك متخصصون في إضاعة ضربات الجزاء، فقد أضاعوا ضربتي جزاء في مباراة النصر للتعدين، والثالثة أمام الإنتاج، ولو سنحت ضربة جزاء للزمالك في مباراة الأهلي، وأضاعها أحد لاعبيه، وخرج الزمالك مهزومًا مثلا لتجمع آلاف المشجعين الزملكاوية أمام باب النادي، ومنعوا لاعبيه المهزومين من دخول النادي.. لهذا ستكون المباراة في غاية الحساسية.

ولا أدري كيف سيكون الحال لو انهزم الزمالك أمام الأهلي يوم الخميس، وجاء رئيس الوزراء وعدد من الوزراء إلى النادي في اليوم التالي لافتتاح أكبر مسجد في الجيزة، الذي أقامه مرتضى منصور كواحد من أعظم مساجد العالم.. ماذا سيقول لو انهزم.. ممكن جدا.. وبالمناسبة لن يفتتح رئيس الوزراء المسجد فحسب.. بل سيفتنح ١١ حماما للسباحة، وهو أكبر عدد من حمامات السباحة في ناد واحد في العالم كله.. إضافة إلى افتتاح تسعة مدافن جديدة للأعضاء كلها بأسماء عدد من نجوم وأعضاء النادي المشاهير.. وبالمناسبة هناك حديقة بجوار حمام السباحة معلقة عليها لافتة كبيرة مكتوبا عليها «حديقة الأستاذ محمود معروف» ! شكرا جزيلا ياعم مرتضى!!

نعود لليلة الموعودة.. يوم السبت ليلة «رقص» السنة.. آسف قصدت ليلة رأس السنة.. ونتمنى أن تمر على خير، وأن تضاعف وزارة الداخلية من حراستها على الكنائس.. بل المساجد أيضًا والمنشآت المهمة.. فالخونة الغادرون أعضاء التنظيم الإرهابي ينتهزون مثل هذه المناسبة لارتكاب جرائمهم الإرهابية.. وربنا يستر!
الجريدة الرسمية