رئيس التحرير
عصام كامل

خطة أوباما لتوجيه الضربة الأخيرة لإسرائيل قبل انتهاء ولايته.. مخاوف في تل أبيب من العداء الدولي.. مؤتمر باريس كلمة السر.. واتجاه لفرض شروط على دولة الاحتلال


اتخذ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عدة قرارات مثيرة للجدل للتعبير عن غضبه بعد قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء بمنع وزرائه من السفر إلى الدول الأوروبية الداعمة للقرار أو برفض مقابلة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في مؤتمر دافوس الاقتصادي واستدعاء السفير الأمريكي دان شابيرو لتوبيخه.


وتثير هذه القرارات الكثير من المخاوف داخل دولة الاحتلال من توجيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضربة جديدة وأخيرة لدولة الاحتلال في ذلك الملف قبل تركه للبيت الأبيض بأيام، خاصة بعدما اتهم نتنياهو إدارة أوباما بأنها هي من أعدت وبادرت ونسقت ومررت قرار مجلس الأمن ضد المستوطنات، معتبرًا القرار بالمخزي.

الضربة الأخيرة
وأشارت تقارير عبرية إلى أن توبيخ نتنياهو لسفراء الدول الغربية التي أيدت قرار مجلس الأمن وإلغاءه للقاء الرئيس الأوكراني ورئيس الحكومة البريطانية يأتي في إطار مخاوف نتنياهو من الضربة الثانية، والتي ربما الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخطط لها قبل انتهاء ولاية حكمه بخمسة أيام.

مؤتمر باريس
وأكد نتنياهو خلال جلسة مجلس الوزراء أول أمس الأحد تخوفه الكبير من مؤتمر باريس، والذي سيعقد بتاريخ 15 يناير، أي قبل انتهاء حكم أوباما بخمسة أيام من تولي ترامب كرسي الحكم بتاريخ 20 يناير المقبل، فمن المتوقع أن يتحول مؤتمر باريس لمؤتمر دولي يفرض شروطا على إسرائيل حيال الحل الدائم مع الفلسطينيين".

عداء دولي
وفي خلال جلسة مغلقة قال نتنياهو: "هناك دول تبصق في وجهنا، ونحن سنرد على تلك الدول بكل قوة، فهدفي إيجاد سياسة رادعة، وذلك ما رآه المراقبون أن تصرفات نتنياهو تثير مخاوف في إسرائيل أن يتحول عداء نتنياهو للدول التي أيدت قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان لكراهية أخرى في صفوف تلك الدول".

مكاسب أوباما

وحقق أوباما مكسبًا خارجيًا لا يمكن تجاهله، من خلال عدم فرض فيتو على القرار 2334، تجسد بالرضا الفلسطيني والعربي والدولي حيال الموقف الأمريكي من مسألة الاستيطان.

كما حقق مكسبًا داخليًا مهمًا، يتمثل في وضع قيود على إدارة ترامب والطاقم السياسي الأمريكي الجديد، ذلك أنه وعلى عكس العناوين الداخلية التي بإمكان الرئيس المنتخب تغييرها من خلال القرارات التنفيذية المتوقع صدورها في العهد الجديد، يكرس صدور قرار إدانة إسرائيل في مجلس الأمن أمرًا واقعًا لا يمكن لأي رئيس أمريكي تغييره.
الجريدة الرسمية