رئيس التحرير
عصام كامل

حسام سيد يكتب: هي


هي؟؟ نعم هي وكفي لا أريد سواها هي تلك التي رأيت الدنيا بأعينها منذ أن رأيتها وكأنني لم أرها من قبل وكأنني خطوت في هذه الدنيا أولى خطواتي معها.. تعلمت على يديها كيف أخطو لكي أخطو فقط في اتجاهها.


هي التي جملت الحياة في عيني... فبها رأيت كل شيء جميلا رأيت الدنيا تبتسم لي في كل خطوة، أحببتها دون أن أراها ودون أن أسمع صوتها أحببتها دون أن أحادثها وتشعب حبها في جسدي ليمتلك كل عضو فيه على حدة، لتعلن جميع الأعضاء التمرد والعصيان على أي شيء سواها.

حينها سلمت واستسلمت وأيقنت أنه لا مفر منها إلا إليها، حينها هرولت إليها مسرعا سائلا إياها أن ترحم تمرد قلبي وعصيانه أن ينبض إلا بها.

نجح قلبي في إرسال رسالته إلى قلبها رغما عنا نعم نعترف بأنه رغما عنا فلم يكن في مخيلة كلانا أن يصطدم بالآخر في مشوار حياته، لكنه حين الاصطدام أيقنا أنه لم يكن اصطدام وليد الساعة بل كان يحمل في جعبته حياة لم تكن ملموسة ولكنها حياة محسوسة.

هي عطر أمي وطعم زوجتي وشقاوة صديقتي وحنان أختي، نعم هي كل هؤلاء فلا أبالغ إن قلت إن الكون هي... هي التي علمتني كيف أعشقها وهي التي أيقنت معها أن الابتعاد للحظات هو الموت بعينه، أتحسسها بشهيقي وأتابع هروبها من زفيري لتبقى بداخلي تكبر وتنمو مع كل نفس أتنفسه، في غفوتها للحظات افتقاد التنفس، أنها عشقي وسبيلي الوحيد للاستمرار في تلك الحياة.

حين أحببتها أيقنت أنني وجدت ضالتي وكأنني ظللت عمرا أبحث عنها، حين التقينا ابتسم الكون كله وكأنما يبارك هذا اللقاء، سحرتني بظلها وإنجذبت لطيفها وإنبهرت بكيانها حين تحدثت أيقنت أنه لا سبيل للتشبع من حديثها إلا المزيد منه فلا أنا أرتوى ولا الحديث ينتهي، فهي عندما تتحدث يصمت الكون إنصاتا لها.
الجريدة الرسمية