رئيس التحرير
عصام كامل

في ستين.. 2016


أيام قليلة ونودع عام 2016، ذهب بكل همومه وأحزانه وذكرياته مع تمنيات بأن يكون العام القادم أفضل لمصر والمصريين في كل المجالات سواء صحة أو تعليم أو رياضة أو سياحة أو اقتصاد، وعن أمنيتي الشخصية أقول إن الأمر لن ينصلح طالما استمر الفساد ينخر في عظام هذا البلد الذي يعيش بقدرة قادر، وأرجو أن يخصص الرئيس السيسي العام القادم لإعلان الحرب على الفساد في كل المجالات التي أسلفناها لقناعة شخصية أنه لن تظهر أي آثار لجهود التنمية إلا بالقضاء على الفسدة والفاسدين وتطهير البلاد منهم، وغير ذلك آراه مضيعة للوقت والجهد..


وأنا هنا سأتكلم عن الرياضة –مجال تخصصي– وأقول إنه لن يستقيم الحال في وجود هذه الحفنة التي تهيمن على كل مقاليد الأمور في الرياضة، بداية من استبعاد رئيس اللجنة الأوليمبية غير المؤهل والمتخلف عن أداء الخدمة العسكرية والفصل في قضيته الخاصة بالتربح من تجارة الأحصنة بالمخالفة لكل الأعراف والقوانين مرورًا برؤساء الاتحادات الفاشلة الذين يستنفذون المال العام في سفرياتهم ورحلاتهم الخارجية.

وعلى مدى عام كامل دشنت لمجموعة من الحملات الصحفية كان الهدف منها القضاء على الفساد، ولكن الوزير الآمر الناهي في مقر وزارة الشباب والرياضة القابع بميت عقبة له رأي آخر، وأنه يحتاج لأدلة تدين هؤلاء، رغم أن الدليل موجود، ويسد عين الشمس.

الوزير مستمتع بهذا الوضع الاستثنائي للرياضة المصرية والذي ربما يحدث لأول مرة في التاريخ أن تكون كل الاتحادات واللجنة الأوليمبية ومراكز الشباب لها مجالس إدارات معينة بقرار من سيادته، وبالتالي فإنه بالتبعية مسئول عما يحدث وسيحدث.

وعلى مدى العام تسير الرياضة من سيئ إلى أسوأ ولا مجيب للنداء، والجهات الرقابية رغم عدة خبطات التي ضربتها إلا أن المواطن ينتظر الكثير من هذه الجهات الرقابية من أجل الشعور بالاطمئنان.

اختلفت مع سياسة الوزير الذي يرى أن الاهتمام بالبناء والتعمير يأتي قبل بناء الإنسان، وعلى هذا الأساس بنى فلسفته، ولكني أراها خاطئة، وأصبح شباب مصر يواجه الضياع، وأنا من الآن أحذر وأؤكد أن العواقب ستكون وخيمة على الشباب، وعلى الرياضة إذ لم يتم تدارك الأمر؛ لأن اليأس والإحباط أصبح يتملك الناس..

أتمنى في العام الجديد أن ترفع الدولة يدها عن المواطن الغلبان الذي أصبح يعاني يوميًا من الغلاء والفقر وكل شيء ممكن أن يتخيله بشر، واستمرار الرهان على أن المصري لديه القدرة على تحمل شيء آخر أمر خاطئ والدروس كثيرة في التاريخ، ولكن من يتعظ؟!!
الجريدة الرسمية