رئيس التحرير
عصام كامل

دراويش مبارك لماذا يعادون السيسي؟!


لست متفاجئًا أو مندهشًا؛ لأن عددًا من الذين كانوا يدافعون بحرارة عن نظام مبارك ضد خصومه ولتبرير كل تصرفاته وقراراته وأعماله صاروا الآن يخاصمون نظام السيسي ويعارضون كل تصرفاته وقراراته وأعماله.. فإذا عرف السبب بطل العجب!


نعم من حق كل مواطن أن يتخذ الموقف الذي يروقه ويراه مناسبًا له وملائمًا لمصالحه ورؤاه الخاصة.. وحق النقد للرئيس والحكم مكفول دستوريًا لكل مواطن.. بل إن حق تغيير الرؤية والمواقف مكفول أيضًا لكل مواطن.. وكم شهدنا انقلابات في المواقف السياسية نقلت مفكرين ومثفقين من ضفة اليسار إلى ضفة اليمين، بل إلى ضفة اليمين المتطرف وأيضًا الإسلام السياسي.. وكم شهدنا أيضًا عمليات التحاق ليبراليين كبار بتحالفات مع جماعة الإخوان، وقبلها الدفاع عنها والترويج لها، والسعي الدءوب لإدماجها في العملية السياسية قبل حتى أن تمسك بزمام الحكم.

ولذلك.. لا يدهشني أن بعض الذين كرسوا جل جهدهم، وأنفقوا معظم وقتهم للدفاع عن كل قرارات وتصرفات وأعمال الرئيس الأسبق مبارك، يجاهرون الآن بالعداء للرئيس السيسي، بل يصيرون الآن أكثر من يعاديه.. أكثر من خصومه السياسيين.. بل أكثر حتى من الإخوان الذين يحملون السيسي مسئولية الإطاحة بهم من حكم مصر، وهو الحلم الذي ظل يراودهم أكثر من ثمانية عقود حتى تمكنوا من تحقيقه عام ٢٠١٢.

فأنا لدى تفسيري الذي اقتنع به لذلك.. وهو تفسيـر يختلف عما يروجه البعض من أن هؤلاء المدافعيـن عن مبـارك يعادون السيسي، لأنه خذلهم.. فهم تصوروا بعد ٣٠ يونيو والإطاحة بحكم الإخوان أن تعود مصر لسابق الأيام، وبالتالي يستعيدون ما كان لديهم من مكانة ونفوذ وتأثير! وأيضًا تفسيري يختلف عما يروجه آخرون من أن هؤلاء يعادون السيسي؛ لأن ذلك هو الأكثر فائدة والأربح لهم مثلما كان التأييد الحار لمبارك يحقق لهم فائدة وربحًا وقتها.

وتفسيري أن لدى هؤلاء لومًا للسيسي وللقوات المسلحة كلها.. فهم يعتقدون أنها لم تساند مبارك ليحتفظ بالحكم، بل تركته يتعرض للملاحقة القانونية والمحاكمات القضائية.. والسيسي كان أحد أعضاء المجلس العسكري الذي أدار شئون البلاد، بعد تنحي مبارك عن الحكم.. أي إنهم يصفون حساباتهم مع المجلس العسكري بأثر رجعي وفي شخص السيسي.
الجريدة الرسمية