أوباما أحرج نتانياهو وخدم إسرائيل!
فسر البعض عدم استخدام أوباما لـ«الفيتو» لمنع قرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بأنه أراد توجيه ضربة مزدوجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي عطل جهودا له لتسوية القضية الفلسطينية، وللرئيس الأمريكي المنتخب ترامب ليفرض عليه واقعا قبل أن يتولى دفة الحكم في أمريكا.
وقد يكون ذلك صحيحا.. لكن الصحيح أيضا أن أوباما حرص من خلال مفاوضات مستحقة سبقت التصويت على القرار في مجلس الأمن على أن يقدم لها ذلك القرار هدايا خاصة تتمثل في أولا إسقاط القرار أي إشارة إلى دولة فلسطين التي أقرها قرار سابق للجمعية العامة للأمم المتحدة، والإشارة فقط إلى «الأراضي الفلسطينية»، وثانيا المساواة بين المقاومة الفلسطينية حتى بأشكالها المدنية وغير المسلحة مع إرهاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدان جميع أنواع العنف وأعمال التحريض عليه بما في ذلك «الخطابات الملتهبة المشاعر»!..
وثالثا إسباغ شرعية قانونية دولية على التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.. رابعا إسقاط الإشارة إلى اتفاقية جنيف التي ترتب التزامات على سلطات وقوات الاحتلال تجاه الفلسطينين.
وهكذا.. رغم أن أوباما اتخد خطوة كبيرة بعدم استخدام الفيتو ضد قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي إلا أنه وهو يتخذ هذه الخطوة حرص حرصا كبيرا على المصلحة الإسرائيلية، بما أصرت عليه واشنطن خلال التشاور الذي سبق التصويت على هذا القرار لضمان المطالب الإسرائيلية.. ولا ننسي أن أكبر مساعدة قدمتها أمريكا لإسرائيل تمت بقرار من أوباما قبل عدة أسابيع مضت.
ومع ذلك فقد تمادي نتنياهو في غضبه ليدفع ترامب لتنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. وهذا احتمال قائم.