رئيس التحرير
عصام كامل

«عواطف» الكتاتني ودموع الرئيس !


يسخر إسلام الكتاتني من دموع الرئيس السيسي في احتفال الأمس، ويثير الجدل بتعليق له بلغ حد الاشتباك معه، وهو قد اشتكت جماعته أو جماعة عمه-الكاتني الكبير الذي بكى على منصة مجلس الشعب-من حزم وحسم جمال عبد الناصر معهم ووصفوها-ووصفوه-وقد حمي الشعب منهم بالقسوة! فماذا يريدون ؟


يقول الكتاتني الصغير: إنه أدرك بعد دموع الرئيس أن من بني مصر ليس حلوانيا بل "عواطف" !

وبعيدا عن التنكيت ثقيل الدم إلا أن الزمار يموت وأصابعه تلعب كما يقولون.. وهكذا الإخوانجي إلا ما ندر.. ثم نتساءل: ماذا كانوا يتعلمون في جماعتهم التي كانوا يقولون إنها دعوية؟ وإن لم يتربوا في الجماعة فأي دين تعلموا وأي علوم درسوا وأي معرفة عامة طالعوا ؟

أبحاث علمية كثيرة -الدكتور ويليام فراي وغيره-عن دموع الرجال كلها-كلها تقريبا- تنفي أنها ضعف على الإطلاق وإنما-وغير دموع الحزن- تكون لكبر المسئولية أو الإشفاق على النفس من أمر ما أو رغبة في الشراكة الوجدانية الجماعية أو لاستعجال الخير للغير أو لرؤية ما لا يراه الآخرون من أمور جسيمة، حتى إننا وفي السيرة النبوية الشريفة ورغم أن صاحبها عليه الصلاة والسلام وقد أرشد إلى الطرق المثلى للتربية السليمة وبما تؤدي إلى رجولة كاملة للأطفال والشباب وخصوصا في تحمل المسئولية ومع ذلك تشهد السيرة -والرسول قدوتنا-على حالات كثيرة بكي فيها الحبيب كانت كلها انفعالا خالصا مع ما يشهده ويحيط به من أحداث ومواقف بعضها فقط كانت في حالات فراق ووداع كما جري له عليه الصلاة والسلام عند وفاة السيدة خديجة وعمه أبو طالب وعمه حمزة وابنه إبراهيم..

والباقي تأثرا بمواقف ومشاهد بعضها لتذكر أو لسماع آيات في القران الكريم مثل العتاب الإلهي في قوله (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) وقوله: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)، وغيرها من الآيات بل وتنقل سيرة الراشدين كيف بكى أمير المؤمنين عمر وقد عرف بما عرف به من شدة وقوة لا مثيل لهما وحالاته في البكاء كثيرة..

وهكذا فعل أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه وربما لم ينجُ صحابي جليل من البكاء وقد عرفوا جميعا بالبأس والجلد ونشأتهم القاسية في بيئة أكثر قسوة.. ومع ذلك لم يقل أحد أن من نتأسى بهم ونقتدي بهم ونسعى لتقليدهم والسير على نهجهم ضعفاء تغلبهم عواطفهم لا يقدرون على تحمل المسئولية!

وبالطبع لا نقارن الرئيس لا بالنبي الكريم ولا بالراشدين إنما نقول إن من نقتدي بهم ونسير على هديهم فعلوها مرارا ولم يستهدفهم أحد لا بالتعليق ولا بالتعقيب !

الآن نقول: هل كانت سطور إسلام الكتاتني في صفحته الشخصية على فيس بوك على دموع الرئيس أمس نقطة فاصلة بين ما يخفيه وما يعلنه؟ أم أنها ليست إلا تعليقا عابرا على مشهد عابر؟ وإن كان ذلك فهل يليق بمن هو في مكانته ووضعه بل وحجمه -الطويل العريض- أن يستخدم في مفرداته للنفي بدلا من " لا " و" لن " أن يستخدم لفظ " نؤ نؤ "؟

فماذا ترك الكتاتني-الصغير-للأطفال وللرضّع؟ وماذا ترك للآنسات المدللات؟ وماذا ترك للولاد اللي "لمؤاخذة"؟ وماذا لو تخيل كل منا الكتاتني-الصغير- وهو بوضعه ومكانته وحجمه- أي الطول والارتفاع- وهو يقول " نؤ نؤ "؟! طيب هل يقبلها على نفسه؟!

على كل حال.. ندعو الله أن تكون دموع الرئيس لمن يستحقونها ويقدرونها والعبء عليه ثقيل.. ويعرف عن الأحوال ما لا نعرف.. وأن تكون شدته وقسوته عن الضرورة لمن يستحقونها مهما كان وضعهم ومكانتهم وأحجامهم.. أطوالهم وارتفاعاتهم يعني!
الجريدة الرسمية