ولنجعله آية للناس ورحمة منا
هكذا جاء التعبير القرآني عن ميلاد السيد المسيح عليه السلام، الذي ومازلنا بعد سبعة عشر عاما بعد الألفين نحتفل بميلاده، وهو الطفل المعجزة في كل شيء، فقد حملته أمه السيدة مريم البتول بغير جماع، "ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا"، وهي الميزة التي لم ولن تتكرر مع بشر، فمعروف أن بني البشر لا يأتون إلى هذه الحياة الدنيا إلا عن طريق التناسل، إلا اثنين نفخ الله فيهما من روحه هما أبونا آدم والسيد المسيح عليهما السلام، وهي الميزة التي يشتركان فيها بعيدا عن سائر البشر..
كما أن السيد المسيح نادي أمه وهو مازال في بطنها "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"، وهي الميزة والمعجزة التي لم تحدث لبشر قط، إذ كيف لهذه المضغة في البطن أن تتحدث، ومازالت تلك الحادثة مثار تأويل وتفسير بين القدماء والمحدثين، كما أنه تحدث في المهد صبيا "فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا.. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا"..
ألا تستحق كل هذه المعجزات والآيات الكبرى التي أيده الله بها أن نحتفل بميلاده، وهو الذي جاء ببشارة السلام والمحبة إلى الأرض وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا".