رئيس التحرير
عصام كامل

اللون الأزرق والقصة الكاملة للمشروع المصري ضد الاستيطان!


عشرات السائلين بكل الوسائل المتاحة للسؤال من الاتصالات الهاتفية إلى رسائل وسائل التواصل الحديثة يبحثون لدينا-إن كان لدينا-إجابة عن اللغط الحاصل حول موقف مصر بمجلس الأمن.. واحد فقط قلنا له القصة مختصرة هو زميلنا العزيز "عمرو عبد الرحمن" المحترم وقد نشر الخبر في موقعه الناشئ المنطلق "النصر"، إلا أن اللغط لم يتوقف بانتهاء التصويت لمصلحة القرار بل زاد وزادت معه التساؤلات وكان ضروريًا أن نكتب عن القصة كاملة..


وكتابتها يعني روايتها والرواية لا علاقة لها بموقفنا منها إنما نرويها كما فهمناها وتابعناها، وإن كنا سنكتفي بأسئلة ضرورية سنرجئها للسطور الأخيرة لكنها من صميم القصه كلها:

قبل أيام تقدمت مصر بمشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بوقف الاستيطان بكافة صوره وأشكاله في جميع الأراضي المحتلة بما فيها مدينة القدس.. مصر اختارت أولًا التوقيت حيث فراغ البيت الأبيض بين إدارة راحلة غاضبة من إسرائيل التي ساندت ترامب وبين إدارة داعمة لم تدخل البيت الأبيض بعد..

ومصر ثانيًا قدمت مشروعها باللون الأزرق وهو ما يعني تحصين المشروع، إذ لا يمكن الإضافة أو الحذف منه عند تقديمه بهذه الطريقة ولا يمكن إلا التصويت عليه.. رئيس وزراء العدو نتنياهو طلب من أوباما رفض القرار.. الطلب جاء بعنجهية غريبة فلم يأمل منه رفض القرار أو يدعوه إنما كانت الصيغة أقرب إلى الأمر، ولم يرد البيت الأبيض فدعا نتنياهو ترامب للتدخل..

وفي ظهر أول أمس الخميس اتصل ترامب بالرئيس السيسي، وأبلغه رؤيته أن المفاوضات المباشرة هى السبيل الوحيد للتوصل إلى حل بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" وتعهد له بأن ذلك سيكون على أوائل جدول أعماله فور وصوله للبيت الأبيض، ودعا الرئيس السيسي لزيارة الولايات المتحدة وأن يكون شريكًا في الأمر..

هنا دخلت مصر في حسابات جديدة بعد أن التقطت الخيط.. فها هو الشريك القادم لمصر في الحرب على الإرهاب، هو بنفسه من يطلب من مصر مطالب ويحتاج إليها وليس العكس.. وهو من يتعهد لمصر بالإشراف على المفاوضات ويدعو رئيسها للبيت الأبيض..

كانت الحسابات المصرية تقول إن مصر عانت كثيرًا من إدارة أوباما ووزير خارجيته وإنها عليها المضي مع الرئيس الجديد في علاقات جيدة إلى أقصى درجة، وكانت الحسابات تقول إن المشروع المصري لا يمكن تعديله وإنه في كل الأحوال سيطرح على مجلس الأمن، لإصرار دول أخرى على تقديمه، ولذلك قررت مصر المناورة فلم تسحب القرار كما طلب ترامب ولا كما قالت قناة الجزيرة، إنما طلبت إرجاء التصويت والفرق كبير جدًا ومنحت الجامعة العربية الغطاء للطلب المصري، حينما قالت إن مشارورات أخرى لضمان الموافقة على المشروع المصري سوف تجرى..

ثم تقدمت الدول الأربعة الأخرى -وهى ليست عربيه كما أشيع-وهى فنزويلا وماليزيا والسنغال نيوزلنده_ ووافق المجلس بالفعل مساء الجمعة وبعد 24 ساعة فعلًا من التأجيل، وبموافقة كل دول المجلس وفي مقدمتهم مصر طبعًا وامتناع أمريكا !

الآن نسأل كل الجهابذة والمناضلين والمناضلات ممن أصبحت القضية الفلسطينية محل اهتمامهم فجأة، وأصبح الانتماء القومي العربي يسيطر عليهم وعلى سلوكهم الأسئلة التالية:

هل تفهمون ما معنى أن تتقدم مصر بالمشروع أصلًا ؟ وهل تفهمون ماذا يعني أن تطلب إسرائيل من أوباما إنقاذها ثم من ترامب؟ هل تفهمون أن طريق مصر كان مسدودًا أمام إسرائيل ؟ وهل تفهمون أن ذلك يعني أن العلاقات ليست كما تشيع الجزيرة وكل قنوات الإخوان؟ وهل تعلمون دور مصر ضد إسرائيل في 26 أبريل الماضي في معركة كبيرة لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الجولان، وأدان المجلس إسرائيل واعتبر أن أي إجراء لها في الجولان باطل ومنعدم؟

هل تابعتم دور مصر في خمسة قرارات كاملة في يوم واحد، وفي جلسة واحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخميس الأول من ديسمبر الجاري، حملت عناوين "قضية فلسطين" و"الحالة في الشرق الأوسط" وثلاثة عناوين أخرى ؟ وهل تعلمون أن ترامب كتب عل حسابه على تويتر بعد موافقة مجلس الأمن طالبًا من العالم أن ينتظره بعد توليته رسميًا في الـ 20 من يناير ؟

وهل تعلم أنه يمكنه أن يتملص من تعهداته كالعادة أو أن يلتزم، لكن في كل الأحوال ما إرادة الاشقاء في فلسطين وما سعت له مصر قد تحقق فعلًا وصدر القرار الدولي الذي يعد شهادة معتمدة ببطلان وعدم شرعية ما تفعله إسرائيل، ولكن ربما لا يجبر إسرائيل على شئ؟ وهل أنتم مع النتائج النهائية للمباريات السياسية أم مع الخطابة بغض النظر عن النتائج؟

أجيبوا عن الأسئلة كما تشاءون فكاتب هذه السطور أصلا يؤمن بقانوني الصراع الناصرية مع إسرائيل، وهما أنه "صراع وجود وليس صراع حدود " وأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".. لكن للأسف نقول ذلك والعرب في أضعف حالاتهم على الإطلاق وربما في تاريخهم كله، ولا حل إلا بعودة مصر قوية في كل المجالات اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وعلميًا فهل تساعدوها على ذلك؟

ولكن السؤال الأخير: هل فعلًا أغلب المهاجمين لمصر يكرهون إسرائيل إلى هذا الحد؟ طيب هل كتب أحد منكم كلمة واحدة عن المواقف المصرية التي ذكرناها سابقًا؟ بل حتى هل كتبتم حرف عندما تقدمت مصر بالمشروع أصلًا ؟ أم أن الأمر ليس إلا انسياقًا بغير وعي وراء الجزيرة والإعلام الإخواني؟ أم نكاية في مصر ورئيسها وتربصًا بهما؟ لا نريد الإجابة فنحن نعرفها لكن هل تكون أنت صريحًا مع نفسك وتجيب؟ مع نفسك على الأقل!

عشرات السائلين بكل الوسائل المتاحة للسؤال من الاتصالات الهاتفية إلى رسائل وسائل التواصل الحديثة يبحثون لدينا-إن كان لدينا-إجابة عن اللغط الحاصل حول موقف مصر بمجلس الأمن.. واحد فقط قلنا له القصة مختصرة هو زميلنا العزيز "عمرو عبد الرحمن" المحترم وقد نشر الخبر في موقعه الناشئ المنطلق "النصر"، إلا أن اللغط لم يتوقف بانتهاء التصويت لمصلحة القرار بل زاد وزادت معه التساؤلات وكان ضروريًا أن نكتب عن القصة كاملة..

وكتابتها يعني روايتها والرواية لا علاقة لها بموقفنا منها إنما نرويها كما فهمناها وتابعناها، وإن كنا سنكتفي بأسئلة ضرورية سنرجئها للسطور الأخيرة لكنها من صميم القصه كلها:

قبل أيام تقدمت مصر بمشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بوقف الاستيطان بكافة صوره وأشكاله في جميع الأراضي المحتلة بما فيها مدينة القدس.. مصر اختارت أولًا التوقيت حيث فراغ البيت الأبيض بين إدارة راحلة غاضبة من إسرائيل التي ساندت ترامب وبين إدارة داعمة لم تدخل البيت الأبيض بعد..

ومصر ثانيًا قدمت مشروعها باللون الأزرق وهو ما يعني تحصين المشروع، إذ لا يمكن الإضافة أو الحذف منه عند تقديمه بهذه الطريقة ولا يمكن إلا التصويت عليه.. رئيس وزراء العدو نتنياهو طلب من أوباما رفض القرار.. الطلب جاء بعنجهية غريبة فلم يأمل منه رفض القرار أو يدعوه إنما كانت الصيغة أقرب إلى الأمر، ولم يرد البيت الأبيض فدعا نتنياهو ترامب للتدخل..

وفي ظهر أول أمس الخميس اتصل ترامب بالرئيس السيسي، وأبلغه رؤيته أن المفاوضات المباشرة هى السبيل الوحيد للتوصل إلى حل بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" وتعهد له بأن ذلك سيكون على أوائل جدول أعماله فور وصوله للبيت الأبيض، ودعا الرئيس السيسي لزيارة الولايات المتحدة وأن يكون شريكًا في الأمر..

هنا دخلت مصر في حسابات جديدة بعد أن التقطت الخيط.. فها هو الشريك القادم لمصر في الحرب على الإرهاب، هو بنفسه من يطلب من مصر مطالب ويحتاج إليها وليس العكس.. وهو من يتعهد لمصر بالإشراف على المفاوضات ويدعو رئيسها للبيت الأبيض..

كانت الحسابات المصرية تقول إن مصر عانت كثيرًا من إدارة أوباما ووزير خارجيته وإنها عليها المضي مع الرئيس الجديد في علاقات جيدة إلى أقصى درجة، وكانت الحسابات تقول إن المشروع المصري لا يمكن تعديله وإنه في كل الأحوال سيطرح على مجلس الأمن، لإصرار دول أخرى على تقديمه، ولذلك قررت مصر المناورة فلم تسحب القرار كما طلب ترامب ولا كما قالت قناة الجزيرة، إنما طلبت إرجاء التصويت والفرق كبير جدًا ومنحت الجامعة العربية الغطاء للطلب المصري، حينما قالت إن مشارورات أخرى لضمان الموافقة على المشروع المصري سوف تجرى..

ثم تقدمت الدول الأربعة الأخرى -وهى ليست عربيه كما أشيع-وهى فنزويلا وماليزيا والسنغال نيوزلنده_ ووافق المجلس بالفعل مساء الجمعة وبعد 24 ساعة فعلًا من التأجيل، وبموافقة كل دول المجلس وفي مقدمتهم مصر طبعًا وامتناع أمريكا !

الآن نسأل كل الجهابذة والمناضلين والمناضلات ممن أصبحت القضية الفلسطينية محل اهتمامهم فجأة، وأصبح الانتماء القومي العربي يسيطر عليهم وعلى سلوكهم الأسئلة التالية:

هل تفهمون ما معنى أن تتقدم مصر بالمشروع أصلًا ؟ وهل تفهمون ماذا يعني أن تطلب إسرائيل من أوباما إنقاذها ثم من ترامب؟ هل تفهمون أن طريق مصر كان مسدودًا أمام إسرائيل ؟ وهل تفهمون أن ذلك يعني أن العلاقات ليست كما تشيع الجزيرة وكل قنوات الإخوان؟ وهل تعلمون دور مصر ضد إسرائيل في 26 أبريل الماضي في معركة كبيرة لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الجولان، وأدان المجلس إسرائيل واعتبر أن أي إجراء لها في الجولان باطل ومنعدم؟

هل تابعتم دور مصر في خمسة قرارات كاملة في يوم واحد، وفي جلسة واحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخميس الأول من ديسمبر الجاري، حملت عناوين "قضية فلسطين" و"الحالة في الشرق الأوسط" وثلاثة عناوين أخرى ؟ وهل تعلمون أن ترامب كتب عل حسابه على تويتر بعد موافقة مجلس الأمن طالبًا من العالم أن ينتظره بعد توليته رسميًا في الـ 20 من يناير ؟

وهل تعلم أنه يمكنه أن يتملص من تعهداته كالعادة أو أن يلتزم، لكن في كل الأحوال ما إرادة الاشقاء في فلسطين وما سعت له مصر قد تحقق فعلًا وصدر القرار الدولي الذي يعد شهادة معتمدة ببطلان وعدم شرعية ما تفعله إسرائيل، ولكن ربما لا يجبر إسرائيل على شئ؟ وهل أنتم مع النتائج النهائية للمباريات السياسية أم مع الخطابة بغض النظر عن النتائج؟

أجيبوا عن الأسئلة كما تشاءون فكاتب هذه السطور أصلا يؤمن بقانوني الصراع الناصرية مع إسرائيل، وهما أنه "صراع وجود وليس صراع حدود " وأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".. لكن للأسف نقول ذلك والعرب في أضعف حالاتهم على الإطلاق وربما في تاريخهم كله، ولا حل إلا بعودة مصر قوية في كل المجالات اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وعلميًا فهل تساعدوها على ذلك؟

ولكن السؤال الأخير: هل فعلًا أغلب المهاجمين لمصر يكرهون إسرائيل إلى هذا الحد؟ طيب هل كتب أحد منكم كلمة واحدة عن المواقف المصرية التي ذكرناها سابقًا؟ بل حتى هل كتبتم حرف عندما تقدمت مصر بالمشروع أصلًا ؟ أم أن الأمر ليس إلا انسياقًا بغير وعي وراء الجزيرة والإعلام الإخواني؟ أم نكاية في مصر ورئيسها وتربصًا بهما؟ لا نريد الإجابة فنحن نعرفها لكن هل تكون أنت صريحًا مع نفسك وتجيب؟ مع نفسك على الأقل!
الجريدة الرسمية