رئيس التحرير
عصام كامل

اليهود وعقيدة المسيح المخلص.. قائد الشرطة الإسرائيلية يرقص في عيد خلاص الطائفة الحسيدية.. يؤكد الاستعدادات الشرطية لاستقباله.. والمزاعم اليهودية تتنبأ بوصوله عند باب الرحمة من المسجد الأقصى


يلوح اليهود دومًا بالمسيح المخلص الذي سيأتي في آخر الزمان ليخلص بني إسرائيل، وهم في انتظار دائم لظهور المسيح، غير أن دخول الشرطة الإسرائيلية مؤخرًا على الخط يدل على الإيمان القوي من جانب العلمانيين أيضًا بفكرة المخلص لكن المسألة اتخذت جانبًا مثيرا للسخرية.


كلمة المسيح
وكلمة المسيح تعنى حرفيًا "الممسوح بالزيت المقدس"، وتشير إلى عادة قديمة حيث كان يمسح الملك بالزيت عندما يعتلى العرش، لذلك فالمسيح المنتظر سوف يمسح بالزيت كملك في نهاية الأيام.

أما المسيح الذي ينتظره اليهود فسيكون قائدًا سياسيًا عظيمًا من نسل داوود، وسيكون عليمًا بالشريعة اليهودية وممارسًا لها، لذا اقترن انتظار المسيح عند اليهود بترقب عموم الخير حيث سينقلب حالهم إلى أحسن حال عند قدومه. 

وسيحقق لهم المسيح كل أمانيهم، وسيعيد بناء الهيكل ويقضى بالشريعة اليهودية، ومما لاشك فيه أن فكرة "المسيح المخلص" جعلت الحركة الصهيونية تدعو لإقامة وطن قومى لليهود في فلسطين، من أجل تمهيد الطريق أمام قدوم المسيح، ومن هنا تحول مفهوم الخلاص من مفهوم دينى إلى مفهوم سياسي.

الخلاص التام
وفي مقطع الفيديو نشر عبر الإنترنت، ظهر به المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، وهو يخبر الجمهور المحتفل بأعمال الشرطة، وقال: "سنعمل كل ما في وسعنا من أجل الخلاص التام" وتحدث عن توفير الحراسة عند مجيء المسيح بسرعة في أيامنا" من خلال قوات الشرطة، وبعد أن أنهى المفتش العام للشرطة أقواله، رقص مع المحتفلين وهو يرتدي زي رجال الشرطة.

عيد الخلاص
جاءت أقوال المفتش العام في احتفال "عيد الخلاص" وهو العيد الأهم لدى حركة حاباد اليهودية المتدينة، المعروف أيضا بـ "رأس السنة الحسيدية"، لأهميته.

حركة حاباد هي الحركة اليهودية الأكبر في العالم، ولديها مئات الفروع في أنحاء العالم، هذه هي حركة حسيدية تهتم بشكل أساسي بمبدأ خلاص الشعب اليهودي في الآخرة وبقدوم المسيح قريبا.

الخلاص التام
وقد تطرق المفتش العام، روني الشيخ، في فيلم الفيديو إلى مجيء المسيح في المستقبل، وقال: "حتى وإن كانت مهمتنا الأساسية هي التخطيط لـما سنقوم به عند مجيء المسيح"، عندها أيضا سنضطر إلى العمل وفق وصية "الصديق في خدمة صديقته" في أوقات الضائقة، وفي الرغبة في الاقتراب من المسيح".

وأضاف الشيخ "إن شاء الله، سنقوم بواجبنا من أجل الخلاص التام، وفرحتكم وخلاصكم، وهذا يتيح لنا أن نوسع برنامج حراسة حملة وصول المسيح الصديق بسرعة في أيامنا. آمين".

وقت مجىء المسيح
ووفقًا لليهود فإنه عند مجئ المسيح تطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة، وفي ذلك الزمن ترجع السلطة لليهود، وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفين وثمانمائة عبد يخدمونه وثلاثمائة وعشرة تحت سلطته، لكن المسيح لا يأتي إلا بعد انقضاء حكم الخارجين عن دين بني إسرائيل.

لم يكن إطلاق مستوطنين يهود مؤخرًا لطائرة صغيرة للتحليق فوق الأقصى بالقرب من باب الرحمة، أو كما يسمونه «الباب الذهبي» المغلق عند الجدار الشرقى للمسجد، عملا إجراميا عابرا من قبيل الصدفة، ولكنه يأتى من منطلق خرافة يهودية قديمة وهى أن النبى المخلص المنتظر الذي يأتى في آخر الزمان لكى يدمر كل أعداء اليهود ويحكم العالم ويقيم مملكة اليهود في فلسطين سيدخل من هذا الباب.

ويرى كثير من علماء اليهود أن مفهوم المسيح المنتظر لم يظهر إلا في فترة متأخرة من تاريخ اليهودية أثناء زمن أسفار الأنبياء، وإن هذا المفهوم لم يرد في التوراة (الكتب الخمسة الأولى المنسوبة لموسى النبى).
الجريدة الرسمية