رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا تجارة الحيوانات في مصر.. 200 مليار دولار حجم التجارة عالميًا.. الصقر المصري بـ300 ألف جنيه والخليج الأكثر طلبًا له..50 دولارًا للسلحفاة الواحدة.. و17 ألف جنيه ثمن الغزالة


تزداد مظاهر الإهمال بحديقة الحيوان في الجيزة، ويتضح ذلك جليًا من خلال القصور الأمني مما دفع الهواة وتجار الحيوانات، إلى استغلال انعدام الضمائر عند بعض القائمين على حراستها، لسرقة الحيوانات وتهريبها للخارج، ويؤكد بعض القائمين على متابعة الحياة البرية في مصر، أن حجم تلك التجارة بالفعل بلغ ذروته، لتكون التجارة الأكثر رواجًا بعد المخدرات، فقد تخطى حجم الاتجار عالميًا في الحياة البرية 200 مليار دولار، 60% منها تجارة غير شرعية، و40% تجارة شرعية.


الصقور
تلقى قسم شرطة الجيزة بلاغًا، أول أمس الثلاثاء، بسرقة 4 صقور من القفص الخاص بها بحديقة الحيوانات، تقدر قيمة الواحد منها "ألف جنيه"، عن طريق نزع الرزة الخاصة بقفل البيت الخشبي وقطع جزء من سلك بأحد أضلاع القفص، وتم توجيه الاتهام إلى أفراد الأمن الإداري التابعين لشركة كوين سيرفيس بسرقتها.

ويوم الجمعة الماضية، تمكنت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي من ضبط 5 صقور قيمتها 1.5 مليون جنيه بحوزة راكب أخفاها داخل حقائبه، محاولا تهريبها إلى البحرين، لبيعها هناك واستخدامها في الصيد.

وفي نوفمبر الماضي، تمكنت سلطات مطار القاهرة الدولى، من ضبط ٢٤ صقرا بقيمة ٦ ملايين بحوزة راكب داخل حقائبه حاول تهريبها إلى البحرين، وذلك بعد أن تم تخديرها.

وتكررت نفس الواقعة، أكتوبر الماضي، حينما حاول راكب مصري تهريب 41 صقرا لدى سفره إلى البحرين لصالح عدد من الأمراء العرب، ووصلت قيمة الصقر الواحد إلى 300 ألف جنيه محظور حيازتها طبقا لقوانين البيئة والحياة البرية.

ويقول "محمد سعيد" 26 سنة، أحد الصقارة في تصريحات صحفية، إن أكثر الأماكن التي يتم اصطياد الصقور منها هي "الصحراء الغربية، وسيناء والبحر الأحمر.

ويضيف، "يستغرق صيد الصقور عادة 4 أشهر فقط على مدى العام، من نهاية شهر أغسطس إلى نهاية شهر ديسمبر، ولذلك فإننا نلاحظ كثرة عمليات تهريبها للخارج في الفترة الأخيرة، خاصة وبعد منع تداول الصقور في مصر منذ 6 سنوات، وكما أن تجارة الصقور مربحة ولكنها مُكلفة حيث تبلغ تكلفة تربية الصقر الواحد 1500 جنيه شهريًا، وعن أغلى أنواع الصقور هو "الحر" يبدأ من 50 ألف جنيه وأحيانًا يصل لمليون جنيه، إذا كان نادرا، أما عن تهريبها للخليج فإن الأمراء العرب والخليجيين مولعون بحب الصقور، يأتون من جميع الدول العربية إلى جزيرة سعود لشراء الصقور".

السلاحف
وبالنسبة للسلاحف، فلم تنج هي الأخرى من عمليات السرقة، ففي مايو الماضي، تم ضبط عاطل لاتهامه بسرقة 10 سلاحف من حديقة الحيوان، وتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.

ونتيجة للاصطياد والاتجار بالسلاحف، فقد تقلص وجود السلاحف المصرية، وباتت على أعتاب الانقراض، حيث انخفضت بنسبة 85% من 55،600 سلحفاةٍ إلى 7،470.

وتعد السلحفاة المصرية أصغر سلحفاة برية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كما وأنها ثاني أصغر سلحفاةٍ بريةٍ في العالم، وتقطن في الجهة الجنوبية الشرقية من حوض البحر الأبيض المتوسط.

وتقول الدكتورة دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، وعضو اللجنة المشرفة على الحدائق المركزية، ممثلة من المجتمع المدنى، أن السلحفاة المصرية تهرب للخارج بـ50 دولارًا تقريبًا، وهى الأشهر في عمليات الاتجار بين الدول.

الغزلان
في عام 2014، تم إحباط محاولة تهريب فردي أمن لغزالين من حديقة الحيوان، أثناء بيعهما أسفل كوبري عباس بسيارة ربع نقل.

والغزلان من أهم الحيوانات التي تتم تربيتها للحومها التي تباع للفنادق، فالغزال بصفة خاصة هو أغلى أنواع اللحوم في العالم، والغزال الذي يزن 100 كجم يباع بنحو 1500 جنيه، وأغلى أنواعها يعرف بـ"أبو محدس" ويصل سعره إلى 17 ألف جنيه، ويطلق على لحوم الغزلان لقب "لحوم الأغنياء".

وتنتشر في مصر أنواع الغزلان في صحراء سيناء والصحراء الشرقية والغربية، وتوجد في مصر حاليًا مزارع مستقلة لتربية الغزال بدأت في الانتشار.
الجريدة الرسمية