رئيس التحرير
عصام كامل

اغتيال السفير الروسي بأنقرة يعرقل آمال تركيا في سوريا.. مقتل «كارلوف» يكشف الفشل الدبلوماسي لأردوغان وجهاز مخابراته.. وتوقعات باستغلال «بوتين» للحادث في تقليص نفوذ أنقرة بدمشق


يعتبر أندريه كارلوف، السفير الروسي في تركيا، أحدث ضحية لمناخ انعدام الأمن في تركيا، فضلًا عن ذلك فإن اغتيال السفير قد يعني استمرار الجهود من جانب تركيا وروسيا لإصلاح العلاقة المتوترة بينهما، فيرى البعض أن الحادث سعرقل آمال تركيا في سوريا وهو ما تكشفه «فيتو» في هذا التقرير من خلال رصد لتحليل صحيفة «بيزنس انسايدر» الأمريكية.


ولفهم التوترات الأخيرة بين تركيا وروسيا، يجب النظر إلى سوريا التي مزقتها الحرب، وصراع القوتين بداخلها، منذ بداية الاضطرابات السورية في عام 2011، دعمت تركيا مجموعة كاملة من العناصر المتمردة المتمثلة في الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، في ذلك الوقت، كان الرئيس السوري بشار الأسد على علاقة جيدة مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان.

وتوترت العلاقات بينهما عندما بدأ الأسد بالقمع الوحشي للمتظاهرين المدنيين، ومن ناحية أخرى، روسيا ما زالت تدعم نظام الأسد، وهي فرصة لقوة إقليمية روسيا لفرض السيطرة.

استعراض القوة
وعندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية في نوفمبر عام 2015، لم يكن الوضع سوى محاولة لاستعراض للقوة لتقويض النفوذ الروسي في الفناء الخلفي لتركيا، ولكن جاء الأمر بنتائج عكسية لتركيا، حيث فرضت موسكو حظرا على التجارة والسياحة، كانت بمثابة لكمة قوية لاقتصاد تركيا، وانتهى الأمر باعتذار أردوغان.

وفي يوليو، عندما نظمت الفصائل في الجيش التركي انقلابًا لإزالة أردوغان، كان الرئيس الروسي أول من يدين المحاولة الفاشلة ووقف بجانب نظيره، وانتقالًا لمرحلة عملية درع الفرات التي بدأت في أغسطس، وهي العملية التي كانت تهدف إلى وقف الأكراد السوريين من توسيع وجودها في شمال سوريا، حيث تكمن المصالح الأمنية لتركيا.

تصريحات أردوغان
ويبقى ظل روسيا في هذه العملية واضحًا، ففي 29 نوفمبر، قال أردوغان إن تركيا دخلت سوريا لـ«إنهاء حكم الاسد»، وعقب ذلك بيومين، نقح أردوغان تصريحاته مؤكدا أن «الهدف من عملية درع الفرات هو الوقوف ضد الإرهاب، وليس ضد أي شخص أو أي بلد»، وهي التقارير التي تشير إلى أن رد فعل الكرملين تسبب في تغيير الخطاب.

وخلص تحليل صحيفة «بيزنس انسايدر» إلى أن اغتيال كارلوف أكثر من مجرد عرض صارخ لعجز جهاز الأمن والمخابرات في تركيا، فضلًا عن الفشل الدبلوماسي، والذي من المؤكد أن بوتين لن يستغله علنا لتشويه سمعة تركيا، بدلا من ذلك، فإنه سوف تستخدم هذا الفشل الذريع لتقليص نفوذ تركيا في سوريا، وخاصة في سياق المرحلة الانتقالية.

وأيا كانت النوايا والمقاصد، فإن الشمس قد غربت عن سياسة تركيا في سوريا.
الجريدة الرسمية