ننتظر خطاب السيسي في عيد النصر!
خلال ساعات سيشارك الرئيس السيسي إن شاء الله أهالي بورسعيد احتفالهم بعيدهم القومي.. وعيد بورسعيد هو عيد مصر كلها.. ففي 23 ديسمبر من كل عام كانت مصر تحتفل بعيد النصر، ولكن تم إهمال المناسبة وتراجعت في العقود الأخيرة حتى تم تجاهله تماما، ومعه عيد الجلاء ويوم الجهاد وأيام وأعياد أخرى مجيدة في تاريخنا!
صحيح سيسلم الرئيس السيسي مصانع المنطقة الصناعية للشباب، وصحيح أنه يشرف بنفسه على نهضة المدينة الباسلة لتسترد عافيتها من جديد في تقدير خاص منه لبورسعيد وشعبها، حيث كرروا بطولتهم وأمجادهم في ظل حكم الجماعة الإرهابية.. وصحيح سيفتتح وسيتابع مشروعات أخرى وصحيح سيتابع الرئيس عن قرب مشاريع تنمية القناة، وعدد من المشاريع المنطلقة من بورسعيد شرقا إلى سيناء غربا بالخير إلى باقي مدن ومحافظات مصر.. كل هذا وغيره حقيقي، ومؤكد إنما هدف آخر في ذهن الرئيس يسعي لتحقيقه من الزيارة، وهو رد الاعتبار للمناسبات الوطنية الكبري.
يريد الرئيس إعادة بناء الشخصية المصرية من جديد، ولن يتم ذلك في ظل مؤامرة كبري تمت على الشعب المصري زعموا فيها أن تاريخه كله هزائم ونكسات.. وأنه لم ينتصر إلا مرة واحدة، رغم أن بورسعيد قدمت للعالم وللتاريخ ملاحم كبري، وليست ملحمة واحدة.. تصدت فيها دولة فقيرة تحررت حديثا نموذجا في التصدي لدولة مجرمة مجاورة، ومعها امبراطوريتان عظمييان جاءوا بأساطيلهم وطائراتهم، ووجهوا الإنذار بعد الإنذار ورفض زعيم مصر الاستسلام، والتف شعبه حوله وتسلموا مليوني قطعة سلاح، وقاوموا حتى انسحب المعتدي وفشل في تحقيق أهدافه بينما حققت مصر كل أهدافها!
ستجدهم يعتبرون فيتنام انتصرت على العدوان الأمريكي رغم خسائر الفيتناميين الرهيبة، لكن العبرة بالانتصار أو الهزيمة هي الإرادة وهي التي لم تنكسر.. لكنهم هم أنفسهم من يعتبرون بلدهم هزمت في 56 ، لمجرد رغبتهم في الانتقام من رئيس مصر وقتها، ولذلك كان الأمر أمر سياسة وليس تاريخا ولا واقعا.. وبعضهم يرتدي ثوب الحكمة ويصفها بأنها "نصر سياسي وهزيمة عسكرية"!
أملا في الانتقاص بأي طريقة من الملحمة التي لم يقل أحد عنها قط إنها كانت من أجل تحقيق نصر عسكري، بينما يكتب وزير خارجية بريطانيا وقت الحرب "انتوني نانتج" أهم كتاب في العالم عن زعيم مصر، ويؤكد فيه أن الإمبراطورية البريطانية دفنت وللأبد في تراب بورسعيد!
على كل حال.. لاقت الدعاية الإخوانية المجرمة ومعها دعاية بعض-بعض- فصائل حزب الوفد هوي في النفوس فدعمتها وساندتها، واليوم نقف أمام الجناية الكبري بحق الوطن وبحق جيل كامل وجد نفسه تائها في أسئلة الهوية والوطنية والتاريخ، واليوم يدرك الرئيس السيسي الخطأ الذي جري ممن سبقوه ويضع يده على طريقة العلاج التي ستبدأ-لبناء الإنسان المصري- بإحياء المناسبات الوطنية وأمجاد وملاحم الشعب المصري لإدراكه إنها ملاحم هذا الشعب العظيم، ليكون ثاني رئيس بعد جمال عبد الناصر يحتفل بنفسه مع شعب بورسعيد بعيد النصر..
كل عام ومصر وشعبها وأهل بورسعيد بكل خير ونبقي في انتظار خطاب الرئيس!