رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. عائلة مجدي مكين تودعه بالبكاء في ذكراه الأربعين.. «تقرير»


بعد شوارع مضيناها في طريقنا إلى كنيسة ماجرجس بشارع طلخا في منطقة شعبية عرفت قبل سنوات طويلة بأكبر الأحداث الطائفية، تبدل الحال مع مرور السنوات لنجد نسيجا مصريا أصيلا يجلس بين جنبات الطريق ليستقبل المعزين في أربعين "مجدى مكين" -ضحية تعذيب قسم شرطة الأميرية.


الرجل الأربعيني عاش محبوبا في حيز سكنه ومات مشهورا بين المصريين بعدما تعرض للتعذيب على يد ضابط وأمناء شرطة بقسم الأميرية، مثل الجناة بعده أمام النيابة لتبدأ تحقيقاتها التي قررت خلالها تجديد الحبس للضابط ومعاونيه المتهمين في واقعة الاعتداء والتعذيب.

ذكرى الأربعين تحولت إلى ملحمة تعكس صورة حقيقية لمنطقة الزاوية الحمراء والتي تبدلت عن سابق عهدها، فكان الوافدون من المسلمين والأقباط إلى العزاء على قدر سواء، ودموع الجميع امتزجت في "سرادق العزاء".

ووسط إنشاد الترانيم دخل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأيضًا الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك، والأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة والفيوم للكاثوليك وجمع غفير من رجال الكنائس ليشاركوا تذكار الأربعين.

وحضر جمع من النواب لذكري الأربعين تجاوز 13 برلمانيا وممثلين عنهم من مختلف الدوائر، ليقدموا التعازى في ضحية "التجاوزات".

لم تمنع كلمات التعازى دموع أرملة الراحل التي انهمرت حزنا عليه، أما والدته فلا زالت تعتقد أن ابنها حيا وتنتظر مجيئه ليطرق بابها مجددا، أما أقاربه فلا زالوا ينتظرون قصاص القضاء العادل.

شارك الأساقفة والكهنة في صلوات بالكنيسة التي لم تسع ربع الحضور نظرًا لضيق المكان مما أدى لامتلاء السرادق خارج أسوار الكنيسة في الشارع بالمعزين.

ووعظ الأنبا يوحنا قلته، المعاون البطريركي للكنيسة الكاثوليكية في مصر قائلا: إننا نصلي في ذكري الأربعين للمرحوم مجدي مكين، وندعو الله وحده يتقبله في صفوف الصالحين، مؤكدا: إن الله عادل لا يترك الحق دون قصاص.

وأضاف قلته – خلال كلمته في جنازة الأربعين لـ«مجدي مكين» بكنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بالزاوية: إن الموت عودة للحقيقة العظيمة التي توصلنا لعالم آخر مع الله، بعيدا عن العالم الأرضي المفعم بالخداع والظلم، لهؤلاء الذين يداسون بالأرجل، حسب تعبيره.

وأكد أن الإنسان حينما يموت وهو أمين في علاقته مع الله، يعطيه إكليل الحياة التي لا تفنى، ولا تذهب تضحية أحد هباء، سواء من الجنود أو ممن يموتون على خلفية إيمانهم أو غيرهم، مشيرا إلى أن أصدق لحظات الإنسان تكون حال وقوفه أمام الله؛ لأنه لا مجال للخداع أو الزيف، وليكون كتابا مفتوحا؛ قائلا«إن الموت مكافأة لمن عاش مخلصا لأمته، والعقاب يناله من يستحق الموت، هي التضحية ورخص الدنيا أمام الآخرة».

واستطرد: «إن الحياة فيها النبلاء، رغم وجود نوعية أخرى من البشر، ولعل بالكتاب المقدس يوحنا المعمدان أو يحيى، كما يلقبه إخوتنا المسلمون، ظل ثابتا على موقفه، وقول الحق بأنه لا يجوز للملك تزوج امرأة أخيه، وأدى ذلك لقطع رقبة يوحنا، فالدنيا ليست فوضى وإلا احترقت».

وأضاف الأنبا مارتيروس لـ" فيتو": أن تذكار الأربعين للراحل مجدى مكين عكس وحدة منطقة الزاوية والشرابية بحضور المصريين جميعا لتذكار الراحل، معربا عن ثقته في انتصار العدالة آخر المطاف وإظهار الحق ورده لصاحبه، الأمر الذي بات مطلبا للرأى العام في قضية مكين".
الجريدة الرسمية