علاقات استراتيجية بين القاهرة وموسكو.. السيسي يعزي «بوتين» في مقتل السفير الروسي بأنقرة.. و«فلاديمير» يؤكد استئناف الرحلات الجوية بين البلدين قريبًا
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب خلاله عن خالص التعازي في مقتل السفير الروسي في أنقرة، معربًا عن تضامن مصر مع روسيا، قيادةً وشعبًا، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة قوى الإرهاب الآثم ومساعيها لزعزعة استقرار الدول وترويع الأبرياء.
الأحداث الإرهابية
كما أكد الرئيس أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في أماكن متفرقة حول العالم خلال الفترة الماضية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب واتخاذ خطوات فعّالة في هذا الاتجاه.
من جانبه، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن شكره وتقديره لتعازي ومواساة الرئيس السيسي مؤكدًا ما يعكسه ذلك من قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، وأهمية العمل على تنميتها بمختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.
وأضاف الرئيس "فلاديمير بوتين" خلال الاتصال أن الجانب الروسي يعتزم استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو قريبًا، وذلك في ضوء ما خلصت إليه التقييمات الأمنية والفنية التي تعاون بشأنها الجانبان المصري والروسي.
ورحب السيسي بهذا القرار، معربًا عن تطلعه لمواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة.
كما أدانت رئاسة الجمهورية من قبل بأشد العبارات الهجوم الذي أسفر عن مقتل سفير روسيا الاتحادية في أنقرة مساء اليوم.
وقالت الرئاسة عبر بيان رسمي: "وإذ تُعبر رئاسة الجمهورية في هذا الصدد عن عميق استنكارها ورفضها لهذا العمل الإرهابي الغادر، فإنها تُعرب عن خالص العزاء والمواساة لأسرة السفير الروسي الراحل ولروسيا الاتحادية، قيادةً وشعبًا".
تضامن مصر
أكدت رئاسة الجمهورية، تضامن مصر الكامل مع الشعب والحكومة الروسية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة التي لا دين لها ولا وطن، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت رئاسة الجمهورية إلى أن هذا الحادث يعكس مُجددًا أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، واجتثاثه من جذوره، لاسيما في ضوء تنافيه مع تعاليم كافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية.
وفي السياق ذاته تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال فترة حكم الرئيس السيسي، للتأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاما، حيث تم تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتعاون بين البلدين في المجالين العسكري والثقافي من خلال الزيارات المتبادلة لسيرجي ناريشكين رئيس مجلس الدوما النواب الروسي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف ونيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي بروسيا الاتحادية إليكسي أوليوكايف وزير التنمية الاقتصادية الروسي وألكسندر لافرينتييف مبعوث الرئيس الروسى الخاص لسوريا.
زيارات متبادلة بين الزعيمين
كما تبادل الرئيسان السيسي وبوتين الزيارات بين القاهرة وموسكو بجانب اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية التي بحثت تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات.
وشهدت المباحثات المصرية الروسية استعراضا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلا عن ليبيا وذلك اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية وكذا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها.
كما بحث الجانبان مكافحة الإرهاب حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب واتفق الجانبان حول أهمية قيام المجتمع الدولي بجهد جماعي لدحر الإرهاب والقضاء عليه.
وبحث الجانبان سبل تنمية العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات وقد تم إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثمار.