أفيقوا أيها العرب
بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية وفوز المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، متفوقا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد أن لعب على وتر الإسلاموفوبيا واستغلال الشعارات الحماسية لقلب الموازين واللعب على خوف المجتمع الأمريكي من الإرهاب المرتبط في أذهانهم بالإسلام، كل ذلك كان له تأثير كبير على جذب الأصوات لصالحه.
والغريب أننا نجد كثيرا من الدول العربية مؤيدة ومباركة لهذا الفوز ونجدهم يدعمون بكل قوة هذا المرشح العنصرى المتهور في تصرفاته وله كثير من التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين.
ومن أشهر تصريحاته العنصرية "فلنخرج جميع المسلمين من البلاد ولنبني حاجزا بيننا وبينهم، أو أن نجعل المكسيك يبنى حائطا لمنع تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
هذا التصريح به كثير من العداوة للمسلمين كيف نفرح لفوز رئيس يعادي الإسلام بهذه الدرجة فهو يربط بين الإسلام والإرهاب الموجود حاليا وهذا من شأنه توسيع الفجوة بين الغرب والشرق وزيادة الكراهية للمسلمين عند المجتع الأمريكى ولا ننسى أن المواطن الأمريكى مهيأ نفسيا لمثل هذه التصريحات بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
وهذا المرشح لا ينشر بتصريحاته سوى مزيد من الكراهية والعنصرية، وهذا ليس معناه تاييدا منى أو حبا للمرشحة الأخرى هيلارى كلينتون، التي هي سبب وعامل اساسى في تفكك بعض الدول العربية كسوريا وليبيا وكانت في الطريق مصر لولا جيش مصر العظيم الذي حافظ على تماسك وقوة هذا البلد بعد فترة عصيبة من حكم الإخوان..
هيلارى كلينتون دورها كان محددا في فترة الرئيس أوباما وهو نشر الفوضى الخلاقة في الدول العربية ثم ينهار المجتمع على رأس أصحابه كما حدث في ليبيا واليمن.
بلد عمر المختار حاليا مقسمة وأرهقتها الحروب والنزاعات وتحتاج إلى مائة عام كى ترجع ليبيا التي عهدناها رائعة وجميلة، يجب أن يفيق الحكام العرب ويتفقوا على لم شمل العالم العربى والعمل على حل الأزمات الموجودة حاليا في سوريا وليبيا واليمن ويجب تفعيل دور الجامعة العربية التي نحن في أمس الحاجة إليها وأخذ قرارات تتعلق بالصالح العربى.
يجب أن نفرح إذا تم حل القضية السورية ووقف القتال الدائر هناك ووقف توغل تنظيم داعش في الدول العربية لا أن نفرح بقدوم رئيس جديد لأمريكا والجميع يعرف أن أمريكا تبحث عن مصلحتها في المقام الأول، ومصلحة المواطن الأمريكى مقدسة عندهم اما نحن العرب فهى آخر من تفكر في مصلحتهم وعندما تفكر فينا تفكر كيف يعم الكراهية والقتال في وطننا العربى، وكيف تستطيع أن تنافس السوق الروسى في بيع السلاح للوطن العربى.
يجب علينا أن ننتبه فوطننا العربى منقسم على نفسه وكثير من الدول تفتت يجب أن نجتمع جميعا على قلب رجل واحد، وكل منا يعمل من أجل صالح وطنه لغد أفضل لجيل يعاني وما زال يعانى بسبب تصرفات بعض الحكام العرب.
وفى النهاية يجب على المجتمع العربى أن يفيق من غفلته ولا يفرح بفوز مرشح أو آخر عليه أن يفرح بالتقدم والتطور الملموس في مجتمعه وأن يعمل بإخلاص لمواكبة التطور الموجود في دول أمريكا وروسيا، ويجب على المسئولين في العالم العربى أن يعملوا جاهدين من أجل جعل هذا الوطن العربى عاليا مزدهرا كما كان.