رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. جنازة ماجي مؤمن في الكاتدرائية تتحول إلى حفل عرس «تقرير»


دموع متحجرة في عيون الحضور ينظرون بترقب وصول جثمان أصغر شهيدات الكنيسة البطرسية، وعلى ألحان وتراتيل قبطية، نثرت باقات الورود بمحيط الكنيسة من الداخل خاصة المنضدة التي ينتظر وضع صندوق جثمان «ماجي مؤمن» ابنة العاشرة من عمرها والتي راحت متأثرة بجراحها قبل 9 أيام خلال صلاتها في الكنيسة البطرسية.


تطايرت الأحد قبل الماضي أشلاء أبرياء جاءوا للصلاة ليجدوا انتحاريا يفجر نفسه داخل الكنيسة ليحصد 26 شهيدا حتى الآن وعشرات الجرحى.

جنازة ماجى مؤمن اختلفت كثيرا عن سابقيها كونها طفلة لم تتجاوز العاشرة تلقت بين أحشائها شظايا الإرهاب حال سجودها خاشعة لصلاة القداس لتذهب عن عالمنا.

تبدلت ملابس السواد بالبياض وتناثرت الورود في كل مكان.. ارتدى عدد غفير من المواطنين وخاصة السيدات المتواجدات بالكنيسة البطرسية للمشاركة في صلوات جنازة، الشهيدة ماجي مؤمن، الثياب البيضاء قبل وصول جثمانها من المستشفى.

وقال أحد الكهنة إن والديها طالبا بأن يكون هناك المرتدون للملابس البيضاء وأن تعلق الزينة لأنهما يعرفان جيدا أنها عروس للمسيح، مشيرا إلى أن العزاء غدا في السادسة والنصف مساء.

وحضر للكنيسة البطرسية جمع من الأساقفة لانتظار وصول الجثمان من بينهم الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا دانيال أسقف المعادى، والأنبا يوليوس أسقف الخدمات العامة، النائب الباباوى لمصر القديمة، وعدد غفير من الكهنة، وعدد من الشخصيات العامة والفنانين منهم علا رامى ونهال عنبر وإيمان شوقى.

وجاءت زميلاتها بالمدرسة ليقفن بين صفوف المودعين لجثمان رفيقة الفصل بعدما نالت شظايا الغدر الإرهابي من الطفلة البريئة التي لم تكمل العشر سنوات من عمرها، وكانت أصابتها شظية في المخ وتهتك في الرئة، جعلتها ترقد في غيبوبة بالعناية المركزة بمستشفى الجلاء العسكري إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

ووسط أجراس البطرسية الحزينة التي شهدت أركانها حادث التفجير المروع ورغم تصدعها وخضوعها لإصلاح ما أفسده الإرهاب، إلا أنها احتضنت الجثمان في رحابها لتقام صلوات الجنازة لوداع طفلة جاءت لتحضر القداس قبل 9 أيام فخرجت مصابة، وعادت مجددًا لتخرج وسط حفل الابتهال شهيدة.

رغم وصية أسرتها بارتداء الحضور البياض وانتشار الزينة ليقدمونها عروسة للسماء، وصفت والدتها تقول: «نربي أولادنا حتى يصلوا السماء»؛ بينما قال الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس: «نحن نجتمع لنقدم قربان ذبيحة لله، ونرفع صلواتنا من أجلها.. نثق في مصيرها الأبدي فماجي نشأت في أسرة مسيحية تقية وظهر إيمانهم واضحا في هذه التجربة».

وتابع: «هم شهداء قُتلوا داخل الكنيسة وهما بيصلوا مستعدين للتناول يتمتعوا بالقداس على الأرض، فجأة تمتعوا بالقداس في السماء، إحنا مطمنين على مستقبلها الأبدي».

وشدد على أن لنا شهداء يشفعون أمام العرش الإلهي، مضيفا: «نحن نؤمن أن الله قادر على أن يغير العقول والقلوب ونثق أن الله قادر لتغيير الإرهابيين، فالله هو حياة وليس انتقامًا، ونصلي لأن يعطي السلام للعالم».
الجريدة الرسمية