رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا تكسب بعد اغتيال سفيرها في تركيا!


على عكس ما يتوقع البعض، لم تتضرر العلاقات الروسية التركية بعد اغتيال السفير الروسى في تركيا.. والاجتماع الذي دعت له روسيا مع كل من تركيا وإيران حول ما بعد حلب في سوريا سيتم في موعده، وقد أثار ذلك تساؤلات من قبل كثيرين في مصر، قارنوا بين موقف موسكو التي أوقفت ليس فقط حركة السياحة الروسية إلى مصر بعد سقوط الطائرة الروسية، وإنما أوقفت أيضا حركة الطيران بين القاهرة وموسكو، وبين موقف روسيا الحريص على علاقة قوية مع أنقرة رغم اغتيال السفير الروسى، والذي بالتأكيد تتحمل مسئوليته السلطات التركية التي لم توفر تأمينا مناسبا له.


وبالطبع ليس الفارق بسبب كثرة عدد الضحايا في حادث الطائرة الروسية مقابل ضحية واحدة في عملية اغتيال السفير الروسى، وإنما الذي يحفز موسكو على عدم الإضرار بعلاقاتها مع تركيا أنها تحتاج لهذه العلاقة الآن، لدفع الأتراك لانتهاج مواقف مناسبة لها في سوريا، خاصة بعد أن نجح الروس في دفع الأتراك لقبول بدور للأسد في المرحلة الانتقالية، وأيضا بعد التنسيق العسكري مع الأتراك في الأزمة السورية.

بل لعل موسكو سوف تستثمر اغتيال سفيرها في أنقرة لدفع تركيا للاقتراب أكثر من مواقفها في سوريا، خاصة وأن تركيا بالتأكيد على رأسها الآن بالنسبة للروس بطحة.. وهى بطحة التقصير في تأمين السفير الروسي.

وهكذا هي السياسة والمصالح العليا للدول تتجاوز حياة الأفراد ،حتى ولو كانوا سفراء.. وهذه قاعدة في كل العلاقات الدولية.
الجريدة الرسمية