كل الطرق تؤدي إلى..«تحالف السيسي»!
قبل أيام وعقب عودته من زيارة اعتيادية لفرنسا قال لي أستاذي العزيز الدكتور صفوت حاتم الكاتب واستشاري الجراحة المعروف إن المعركة في وسائل الإعلام الأوروبية أو تحديدا في ألمانيا وفرنسا ضد أردوغان، ويعتبرونه ديكتاتورا كبيرا، وإن الأمور في الإعلام الأوروبي بالنسبة لمصر تحسنت كثيرا!
نتذكر ذلك الآن وشرطي تركي يغتال السفير الروسي في بلاده، وبعدها عملية إرهابية في ألمانيا "ذاتها" ربما يكون منفذها على اتصال بشكل أو بآخر وبطريقة أو أخرى بتركيا.. وقبل ذلك بيوم واحد أشرنا في برنامج إذاعي إلى زيارة زعيم الأغلبية في البرلمان الألماني إلى مصر، وهي ألمانيا التي اتخذ برلمانها موقفا من الرئيس السيسي عند زيارته لها قبل فترة، بينما يدعو-الآن- من مصر إلى التحالف ضد الإرهاب، وإلي دعم مصر في حربها على الإرهاب، وكان ذلك بالطبع قبل الحادثين الأخيرين!
إضافة للنقطة السابقة نقف أمام رئيس منتخب في البيت الأبيض انتخب أصلا ببرنامج يدعو إلى الحرب على الإرهاب، وقال إنه يجد شريكا في المنطقة هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما الرئيس السيسي نفسه كرر دعوته قبل أيام لتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، والآن نسأل: من هم أعضاء هذا التحالف المحتملين؟ هل يمكن طبقا للصيغة السابقة أن تكون تركيا من بينهم؟ والسؤال الثاني: من هي الدول والأطراف التي سيكون التحالف القادم ضدهم؟ هل هي جماعات إرهابية هنا وهناك ؟ أم الأهم أماكن إنتاج هذه الجماعات ومصادر تمويلها وتدريبها؟ وإن كانت الجملة الأخيرة هي إجابة أكثر منها سؤالا فمن هي الدول التي تشكل مصادر تمويل وتدريب لهذه الجماعات وأماكن لإنتاجها ؟ طبعا الكل يعرف الإجابة..
نبقي الآن- وإلي حين تسلم ترامب مهامه- في انتظار تحرك ألماني واسع ضد الإرهاب ومصادره وداعميه، وسيزيد التقارب المصري الألماني بينما ستدفع الأمور في سوريا، وإلي الرغبة في إتمام التحالف الروسي التركي- الإيراني إلى تهدئة في الموقف الروسي من اغتيال سفيرها، أو ربما تدفع الضغوط الداخلية في روسيا ضد بوتين، وضد الاغتيال إلى تدهور في العلاقات الروسية التركية، خصوصا مع ثبوت التحريض الإعلامي التركي ضد روسيا بسبب حلب، بينما السؤال المنطقي أيضا: هل وحده الإعلام التركي الذي حرض ضد روسيا بسبب حلب؟ وربما كان ضحيته منفردا قاتل السفير الروسي؟! أم أن دولا أخرى شاركت في التحريض؟
الإجابة لديكم وبما يؤكد مع كل الفرضيات السابقة أن التحالف الذي دعا اليه الرئيس السيسي هو الحل، خصوصا وأن دعم روسيا لمصر ضد الإرهاب لم يتوقف، ومعه الدعم الفرنسي، كما أن مصر تترأس اللجنة الدولية لمكافحة الإرهاب، وبما يؤدي إلى تبني فكرة الرئيس السيسي أو "التحالف" المقترح، والذي ندعو الرئيس السيسي إلى تجديد الدعوة إليه، أو الدعوة فعليا إلى مؤتمر دولي في القاهرة، أو في أي مكان لتفعيله عمليا!