رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية تهدد بالضغط الاقتصادي على أمريكا بسبب «جاستا»


تحاول المملكة العربية السعودية الضغط على إدارة ترامب الجديدة، بالتلميح بإمكانية نقل شركة أرامكو من نيويورك إلى وجهة جديدة لم يتم الإعلان عنها بعد؛ كرد فعل على إقرار قانون "جاستا" من قبل الكونجرس الأمريكي، الذي يسمح لضحايا حادث الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية، ما يفتح تخوفات لدى السعوديين أن الاستثمار في أمريكا سيكون مليئًا بالمشكلات.


وأكد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في تصريحات صحفية، أنه عاد من رحلة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان على رأس أولوياته بها محاولة إقناع الأمريكان بإمكانية تعديل قانون جاستا، الذي كان قد مرره الكونجرس الأمريكي في سبتمبر الماضي، والذي كان السبب الأساسي في صدوره أن 15 من ال 19 الذين نفذوا التفجير سعوديو الجنسية، فيما تنفي السعودية أي صلة لها بالتفجير، الذي راح ضحيته نحو ثلاثة آلاف شخص.

"نحن نعتقد أن القانون الذي يحد من الحصانات السيادية يمثل خطر محدق بالنظام الدولي"، صرح بذلك الجبير، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري، أثناء زيارة كيري للرياض، أمس، الأحد.

وأعرب أوباما، الرئيس الأمريكي، عن معارضته للقانون باعتبار أنه سيفتح باب التقاضي ضد الولايات المتحدة الأمريكية بسبب عملياتها العسكرية في الخارج. فيما أعرب ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، عن تأييده للقانون، قبل انتخابه رئيسًا، واصفًا رفض أوباما له بأنه سيكون من المآخذ على إدارة أوباما، مضيفًا:"إذا تم انتخابي رئيسًا، فسوف أوقع على هذا القانون بمجرد وصوله إلى مكتبي".

وأعرب حلفاء السعودية في الخليج عن قلقهم من التلاعب بمبدأ الحصانة السيادية، أحد أهم المبادئ في العلاقات الدولية.

ويتخطى الأمر الدول الخليجية، حيث أعرب عدد من القانونيين الإنجليز والفرنسيين والألمان عن نيتهم لرفع دعاوى قضائية لملاحقة مسئولين أمريكان، مهددين بسقوط أمريكا، كما تسقط قطع الدومينو.

واختتم الجبير المؤتمر، قائلًا: "بترسيخ أمريكا لهذا المبدأ، فهي تفتح الباب لعدة دول لاتخاذ إجراءات مماثلة، وسيسود العالم قانون الغاب، قبل أن يتمكن أحد من تدارك الوضع. السؤال الآن، كيف ستقوم أمريكا بتعديل هذا القرار؟".
الجريدة الرسمية