رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لتوتر العلاقات بين موسكو وأنقرة.. بدأت بإسقاط طائرة روسيا الحربية.. بوتين يفرض عقوبات اقتصادية على أردوغان.. والعالم ينتظر رد فعل الدب الروسي بعد اغتيال «كارلوف»


«توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة».. عنوان قصة بدأت أحداثها عند قيام القوات التركية بإسقاط طائرة حربية روسية من طراز "سو24" في نوفمبر 2015، بدعوى اختراقها للمجال الجوي التركي، إلا أن الحكومة التركية سرعان ما أعربت عن ندمها تجاه تلك الخطوة الجريئة، التي وصفتها بالطائشة، خاصةً بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، خصوصًا في قطاعي السياحة والزراعة.


العقوبات الروسية نجحت في كسر شوكة أنقرة والتي سارعت بالاعتذار لموسكو، إلا أن بوتين قابل اعتذارات أردوغان بالتجاهل، حتى اتضح للطرفين أن المصالح تحتم على كليهما التصالح.

فالعقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا لم تؤثر على الاقتصاد التركي والذي خسر نحو ما يقدر بنحو 8 إلى 15 مليار دولار، فحسب، بل طالت آثارها السلبية اقتصاد الدب الروسي، والذي كان يعاني من انخفاض قيمة عملته بنسبة 44%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي إلى 4%، خاصةً في ظل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأروبي على موسكو.

وبناءً على العوامل السابقة بدأت المصالح المشتركة تتحكم بالعلاقات الروسية – التركية، الأمر الذي اتضح بشدة في بداية شهر يونيو الماضي في خطوة غير متوقعة، قامت وزارة الدفاع الروسية بمنح الضوء الأخضر لطائرات استطلاع تركية بالطيران في الأجواء الروسية وفق اتفاقية "الأجواء المفتوحة"، وسرعان ما اغتنم الجانب التركي هذه الفرصة التي رأى فيها خطوة إيجابية وقام بدوره بإرسال رسائل تهنئة إلى كل من الرئيس الروسي ورئيس وزرائه ميدفيديف بمناسبة اليوم الوطني الروسي.

الانقلاب الفاشل
كما أكد الجانب الروسي على حسن النية بعد الانقلاب الفاشل على أردوغان في 15 يوليو الماضي، عندما سارعت روسيا كأول دولة أجنبية للتعليق على الحدث عندما قال وزير خارجيتها سيرجي لافروف: "ينبغي تجنب سفك الدماء في تركيا وتسوية أي قضايا في إطار دستوري"، وهو ما فهم منه أنه دعم للسلطات الشرعية للبلاد، كما اتصل الرئيس الروسي في اليوم التالي للحديث مع أردوغان حيث تقرر تحديد موعد اللقاء.

من جانبه، كافأ النظام التركي نظيره الروسي، في 2 ديسمبر الجاري، عندما أقر البرلمان التركي اتفاقا يتعلق بمشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي «ترك- ستريم» الذي سيمر تحت البحر الأسود ويهدف إلى ضخ الغاز الروسي عبر تركيا إلى جنوب شرق أوروبا.

وكان الاتفاق الثنائي بين تركيا وروسيا لمد خط أنابيب نقل الغاز «ترك-ستريم» تم توقيعه في إسطنبول في حضور الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره التركي «رجب طيب أردوغان» في العاشر من أكتوبر.

اغتيال السفير الروسي بأنقرة
ولكن.. لم تلبث العلاقات الطيبة بين الجانبين تبدأ، حتى سادها الغموض والترقب لرد الفعل الروسي بعدما أكدت الخارجية الروسية اليوم الإثنين، إغتيال السفير الروسي لدى تركيا " أندريه غينادييفيتش كارلوف"، خلال هجوم إرهابي عليه.

وأضافت الخارجية الروسية في بيان لها، أن مسألة مقتل السفير الروسي في تركيا ستطرح على مجلس الأمن الدولي.

وتعرض السفير الروسي لهجوم مسلّح أثناء إلقائه خطابًا في إحدى المناسبات بالعاصمة أنقرة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة.

وذكرت صحيفة الزمان التركية أن السفير الروسي لقي مصرعه عقب عملية الاغتيال، وأضافت أن هناك اشتباكات جرت بين القوات الأمنية والمهاجم المسلّح انتهت بمقتله.

ووردت أنباء بأن منفذ عملية الاغتيال ضد السفير الروسي هو من أفراد حرسه الشخصي المكلف من قبل الشرطة التركية.

وتوجه وزير الداخلية التركي سليمان سويلو إلى موقع الحادث على الفور ليشرف على عملية إلقاء القبض على المهاجم المسلّح.
الجريدة الرسمية