رئيس التحرير
عصام كامل

زاهي حواس يكشف حقيقة لعنة الفراعنة.. اليهود ليس لهم علاقة بالأهرامات.. وداعش تدمر الآثار لمحو التاريخ.. وحتشبسوت كانت «تخينة».. ويتبرع بـ250 ألف دولار لمركز الطفولة بالصعيد


استقبلت جامعة القاهرة الدكتور "زاهي حواس" وزير الآثار الأسبق، في إطار الموسم الثقافي والفني لجامعة القاهرة للعام الدراسي 2016/2017، وتحدث وزير الآثار الأسبق، في لقاء مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة عن الكثير من الموضوعات التي تخص الآثار وحقائق حولها، وما يتعلق ببعض الأمور السياسية والثقافية وتأثيرها على الآثار المصرية.


طالب «خايب»
في البداية أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أنه كان يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانوا يكرمون الـ 150 طالبا الأوائل في مرحلة قبل دخول الجامعة، ودعاه أحدهم ذات مرة لإلقاء ندوة على أولئك الطلاب.

وأضاف حواس خلال لقائه المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة، أنه قال لهم حينها: إنه كان طالبا «خايب»، وتخرج في جامعة الإسكندرية بتقدير مقبول، ولم يكن يحب العمل في الآثار في البداية، ولكن كان ينظف أحد التماثيل الفرعونية فوجد جملة "عثرت على حبي" بالهيروغليفية مكتوبة عليه، ومنذ ذلك الحين اعتبر تلك رسالة إليه لعشق الآثار.

ونصح حواس الطلاب بأنه ليس معنى أنهم غير متفوقين في الدراسة أنهم سيفشلون في حياتهم العملية فيما بعد، ولكن الأهم هو أن يعمل الطلاب فيما يحبونه لأنهم بالضرورة سينجحون فيه.

حقيقة لعنة الفراعنة
كشف زاهى حواس، حقيقة لعنة الفراعنة، حيث تهكم وزير الآثار الأسبق، على الشائعات التي يطلقها البعض حول لعنة الفراعنة، ساخرًا: "أيوة أنا أؤمن بلعنة الفراعنة، وعندى فراعين صغيرين ببعتهم بالليل للى بيضايقنى يعملوا له لعنة الفراعنة".

وقال "حواس" إن حقيقة الموضوع تتمثل في أن أحد من شاركوا في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون مات بعد 5 شهور فقط، وبعض الجرائد اخترعت قصصا بأنه مات بلعنة الفراعنة، وهناك أيضا موقف جمال محرز وتصريحه لأحد الصحفيين أنه اكتشف الكثير من المومياوات، "وصحته زى البومب"، فمات بعدها بيوم.

وأضاف: "ولما رحت أعمل الأشعة المقطعية لمومياء توت عنخ آمون في الأقصر العربية فرملت على عيل صغير، والسواق قال لى دى أول قصة للعنة الفراعنة، وجوز أختى توفى يومها فقلت يا نهار أسود".

وتابع زاهى حواس: "قبل أن أجرى الأشعة على مومياء توت عنخ آمون سكرتير الوزير فاروق حسنى قال لى الوزير جات له سكتة قلبية وخدوه المستشفى، غير كده الجهاز تعطل لما حطيت عليه المومياء وبعد ساعة اشتغل، وفقدت الوعى تحت الأرض على بعد 20 مترًا، بعد أن أصبت بصدمة كهربائية من المصباح، وأكدت إنى لو متّ متأثرًا بهذا سيقول الناس أصابته لعنة الفراعنة، والمعروف أننا نفتح المقبرة لما الهواء الفاسد يطلع ونستنى لما الهواء النضيف يدخل".

علاقة اليهود بالأهرامات
وأكد "حواس"، وزير الآثار الأسبق، أنه لا صلة لليهود ببناء الأهرامات المصرية، قائلا: "لا يوجد صلة لليهود بالأهرامات إطلاقا لأنهم عاشوا في مصر خدم وخرجوا منها خدم، ولا يعقل أن يبنى خدم صرحا مثل الأهرامات".

واستكمل حواس: "خوفو حكم مصر 44 سنة وهذه المدة التي بنى فيها الهرم، واليهود ليس لهم صلة بالهرم إطلاقا وإنما أتوا مع الهكسوس ومقابرنا كلها مصريين ومفيهمش اسم عبرانى واحد، وعدد العمال الذين بنوا الهرم نحو 10 آلاف عامل فقط كلهم من المصريين"، مؤكدا أن الذي كشف مقبرة توت عنخ أمون طفلا صغيرا يدعى حسين، لم يبلغ الثانية عشر من عمره بالصدفة البحتة.

داعش تدمر الآثار
وأعرب حواس، عن حزنه الشديد لما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، لافتا إلى أن داعش تدمر آلاف الآثار يوميا في تلك البلاد، واقترح أنه يجب على جامعة الدول العربية أن تحضر علماء الآثار في تلك الدول وتعمل على تدريبهم في كيفية إخفاء الآثار القيمة وأن يحفروا أماكن خفية لتأمين تلك الآثار.

حتشبسوت كانت تخينة
وأشار حواس إلى أن معظم سيدات مصر كن يتفاخرن أنهن يشبهن الملكة الفرعونية حتشبسوت، مشيرا إلى أنه عندما وجد مومياء حتشبسوت، تم عمل الأشعة المقطعية لها، قائلا: "وجدنا أنها كان عندها 55 سنة، وكانت تخينة، وماتت بالسرطان".

وأكد "حواس"، أنه لا يوجد شيء اسمه زئبق أحمر، مشيرا إلى أن الذي أنقذ المتحف المصري خلال ثورة 25 يناير هم المهووسين بالبحث عن الزئبق الأحمر الذي يشفي من الأمراض، فكانوا يتركون كل الآثار الحجرية والأثرية بحثًا عن المومياء والزئبق، وكانت غرف المومياوات والذهب مغلقة ولم يروها بسبب الظلام.

وأوضح أنه خلال فترة الثورة أعلن أن المتحف المصري بخير، فاتهمه البعض بأنه موال للثورة ويخفي حقيقة ما حدث، ولكن الحقيقة أنه لم تسرق سوى 54 قطعة، استطعنا إعادتهم جميعا ما عدا 13 قطعة غير ذي أهمية، مضيفا: "لو كنت أعلنت أن المتحف المصري اتسرق كانت أصبحت فضيحة لينا أمام العالم".

قبعة حواس
واختتم وزير الآثار الأسبق حديثه بأنه تم اكتشاف 30% فقط من آثار مصر، وما زال موجود حتى الآن 70% من الآثار في باطن الأرض، وأعلن أنه صنع نسخة من قبعته الشهيرة، وتم بيعها في الصين بـ 250 ألف دولار، وتم التبرع بذلك المبلغ لمركز الطفولة بالصعيد، مشيرا إلى أنه سيصنع نسخة أخرى، وسيتبرع بثمنها لمستشفى السرطان في مصر.


الجريدة الرسمية