رئيس التحرير
عصام كامل

زيدان: يجب على الدولة تجنب الخصخصة وإدارة الموارد غير المستغلة


قال المهندس طارق زيدان، خبير تطوير وإدارة المشروعات، إن مصر بحاجة ماسة إلى الانتهاء من العديد من القرارات التي من شأنها تهيئة مناخ مناسب لإصلاح منظومتها الاقتصادية، وأنها تمتلك موارد بحاجة إلى تسليط الضوء عليها، تُمكن من النهوض بالاقتصاد المصري بشكل سريع.


وأشار زيدان إلى أن من أهم تلك الموارد الأصول غير المستغلة في الدولة، حيث تمتلك الدولة العديد من الأصول التابعة للوزارات والمحافظات والجهات التابعة لها، دون استغلال، والتي تضم مباني وأراضي فضاء وأراضي زراعية، والتي من بينها ما ليس عليه أي نزاعات، والبعض الآخر يوجد عليه نزاعات.

وتابع: هذه الأراضي بحاجة إلى عمل حقيقي من اللجنة المنوط بها حصر الأصول غير المستغلة في الدولة، والتي يترأسها المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والتي أعلنت من قبل أن استغلال تلك الأصول من شأنه أن يُدر لخزانة الدولة ما يقرب من 130 مليار جنيه بشكل مبدئي".

وشدد زيدان على ضرورة إعادة استغلال الأصول وعدم الاتجاه لخصخصتها أو بيعها كما تم من قبل وأثّر بشكل سلبي على العمالة الموجودة بتلك الأصول بتسريحهم دون الحصول على أي من حقوقهم وذلك فيما يخص المصانع والشركات، فعدد العمال في الشركات التابعة للدولة تجاوز وفق آخر تقدير الـ500 ألف عامل.

وأضاف أنه يقترح أن يتم تقديمها للإيجار أو بحق الانتفاع بشكل يضمن تحقيق منافع مالية وفي نفس الوقت يضمن حق الأجيال القادمة في الاحتفاظ بأصول الدولة، أو من خلال طرح لحصص الأصول في البورصة، وهذا ما اتجهت له الدولة حاليًا.

وأشاد زيدان بعمل وزيرة الاستثمار داليا خورشيد، وما صرحت به بأنه سيتم بالتعاون مع وزارة المالية والبنك المركزى المصرى، على وضع برنامج متكامل لطرح شركات القطاع العام في البورصة، يبدأ بعدد من شركات البترول وبعض البنوك، بما يضمن عدم الاتجاه إلى الخصخصة حيث إن الحصة الحاكمة ستظل بيد الدولة.

وأكد أن البرنامج الذي تعمل عليه الوزارة وفقًا لما أعلنته، هو عبارة عن برنامج يستهدف طرح شركات القطاع العام بالبورصة، والذي يستمر لمدة 3 إلى 5 سنوات، عبر طرح جزئى، ويستهدف جذب استثمارات غير مباشرة من 5 إلى 10 مليارات دولار، والذي يهدف إلى توسيع ملكية الشركات، وأن يكون جزءا منها للمواطنين.

وأشار إلى أن ذلك سيؤدى إلى زيادة سيولة الشركات للتوسع في أنشطتها، مع ضخ خبرات جديدة في مجلس الإدارات بما يساهم في تنمية وتطوير وإنعاش حركة تدفق رءوس الأموال والتداول بالبورصة المصرية، كما أكد على ضرورة أن يتم هذا الطرح وفق خطة مدروسة حتى يتم الاستفادة من عواقبه المنشودة.

وأضاف زيدان، أن الأصول غير المستغلة تُكلف الدولة مليارات الجنيهات دون أن تُجدي نفعا، والتي إذا ما تم استغلالها ستساهم في عمل دفعة في الاستثمارات في مجال البنية التحتية، وتحفيز النشاط الاقتصادي في القطاعات المختلفة، وتوفير فرص عمل أكثر للمواطنين.

وأشار إلى أن من بين ما تم حصره من تلك الأصول، قرابة 42 ألف حالة تعدٍّ على مستوى الجمهورية، تُقدّر بالمليارات من جملة أصول وممتلكات هيئة الأوقاف، وأن أصول وممتلكات الهيئة تصل إلى 96 مليار جنيه، بالإضافة إلى أن هيئة السكة الحديد تمتلك ما يقرب من 190 مليون متر مربع من الأراضى، 75% منها تقع في أماكن متميزة، وتنتشر في 25 محافظة، منها 48 مليون متر في نطاق محافظة القاهرة وحدها.

بالإضافة إلى المصانع المتوقفة التابعة لقطاع الأعمال، ومشروعات للقابضة للسياحة في الغردقة بـ3 مليارات جنيه، إلى جانب مصانع تعمل بنصف أو أقل من نصف طاقتها، ووجود عدد من المصانع المغلقة منذ سنوات، نتيجة خلافات بين الحكومة والمستثمرين.

وأوضح ضرورة أن يحدث إعادة تأهيل وإعادة هيكلة لتلك الأصول على الأقل التي ليس عليها أي نزاع يمنع من استغلالها، وضخ عدد من الاستثمارات بها بعدد من المشروعات التي يمكن الاستفادة منها، مشيرا إلى القرار الذي تم الإعلان عنه من قبل بتأسيس الصندوق السيادي لإدارة تلك الأصول، والذي تم إعلان مهامه بإدارة الأصول غير المستغلة في قطاعات الكهرباء والإسكان والمرافق.

وأشاد زيدان بفكرة تأسيس الصندوق والمملوك بالكامل للدولة من خلال بنك الاستثمار القومي، كوعاء استثماري لدعم التنمية المستدامة وفقًا لتصريحات المسئولين، حيث سيضمن تواجد مصر ضمن الصناديق السيادية في العالم، والتي يتوقف نجاحها على الإدارة السليمة للقائمين عليها ومن بينها الإمارات والنرويج والسعودية.
الجريدة الرسمية