رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا نسكت على السلفيين؟!


لأننا سكتنا على السلفيين تمادوا في تطرفهم أكثر وأكثر.. أعرف أننا في يوليو 2013 كنا في وضع شديد الصعوبة، بعد أن انطلق الإخوان يمارسون العنف وعلى نطاق واسع وبشكل علني، ويوثقون تحالفهم مع كل التنظيمات الإرهابية، ابتداءً من بقايا الجماعة الإسلامية الذين تراجعوا عن نبذ العنف، وحتى تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن البيعة فيما بعد لتنظيم داعش الإرهابى.. ولذلك سكتنا أو بالأصح اضطررنا للسكوت على السلفيين، خاصة أنهم شاركوا من خلال حزب النور في اجتماع الثالث من يوليو، الذي أقر خطة طريق سياسية جوهرها إنهاء حكم الإخوان الفاشى المستبد، وإعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لاختيار رئيس جديد وبرلمان جديد.


ولكن وضعنا الأمني والسياسي الآن أفضل، رغم تربص الإخوان بنا، ورغم عدم توقفهم عن ممارسة العنف، وأيضا رغم أن الإرهاب مستمر وصار أكثر خسة ونذالة ووحشية... ولذلك يتعين أن نفكر في اتخاذ خطوة تجاه السلفيين، الذين استمرأوا سكوتنا وتمادوا في الترويج لما يلحق الأذى بنا وبمجتمعنا، ويهدد قيم المواطنة فيه، والأخطر يفرخ لنا مزيدا من الوحوش الآدمية التي تقتل وتخرب وتدمر وتحرق في أنحاء مختلفة من بلادنا، وبذلك يساعدون لوجستيا وفكريا وسياسيا تنظيمات العنف والإرهاب.

بل لعل ما يفعله ببجاحة السلفيون يحضنا على أن نسرع في اتخاذ موقف تجاههم.. وأنا هنا لا أتحدث عن موقف خارج إطار القانون.. وإنما أطالب بموقف قانونى.. فهم يلحقون الأذى بنا بفتاواهم السخيفة، ومواقفهم المتشددة والمتطرفة، ويدعمون بذلك جماعات العنف والإرهاب.. ولعل ذلك ما قالته بوضوح شقيقة حبارة بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه.

السكوت على السلفيين الآن خطر.. ولم يعد يتفهمه الكثيرون من أبناء الشعب، خاصة من يعتنقون الديانة المسيحية منهم، الذين لا يتوقف السلفيون عن استهدافهم بفتاواهم ومواقفهم السياسية وادعاءاتهم الدينية.

حان الوقت لمحاسبة من يلحق الأذى بنا ومنعه من الاستمرار في إيذائنا.. وتطبيق الدستور الذي يحظر الترويج للتطرف الدينى، مثلما يحظر تأسيس أحزاب دينية.. وليس لنا عذر الآن في تأخير تلك المحاسبة.
الجريدة الرسمية