رئيس التحرير
عصام كامل

«دبلوماسية الكيد».. المنهج الرسمي القادم للسعودية مع مصر.. دبلوماسي سابق: سفر مستشار المملكة لإثيوبيا مكايدة مخططة بعناية.. أستاذ علوم سياسية: توقيتها يثير الريبة


حالة من الجدل، انتابت السياسيين والنواب، حول الموقف التصعيدي للسعودية، بعد إرسال مستشار بالقصر الحاكم لإثيوبيا، وإطلاق حزمة تفاهمات اقتصادية، من فوق جسر «سد النهضة»، الذي يسبب قلق وتوتر للمصريين، بسبب اعتدائه المتوقع على حصتها من مياه النيل، وتفرقت الآراء بين تصنيف الموقف السعودي، على أنه «مكايدة سياسية» مقصودة ومخططة بعناية، فيما لم يرى البعض من التصرف السعودي، إلا مجرد إقدام على مصالح بين بلدين، ولكنها تلاقت في توقيت خاطئ.


مكايدة مقصودة
بداية، قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية السابق والقيادى بالتيار الشعبى، إن زيارة مستشار ملك السعودية وإطلاق شارة بدء التعاون الزراعى، وفى مجال الطاقة يعد مظهرا من مظاهر دبلوماسية المكايدة، فهذه المضايقات لابد أن يرتقي عنها العمل العربى مهما كان خلاف الدولتين.

وأكد "مرزوق"، أن العلاقات بين مصر والسعودية لا يمكن أن تصل إلى مرحلة اللاعودة لأنها علاقات أزلية، وبالتالى تحتاج إلى مراجعة وليس صب النار على الزيت، وهنا يأتي دور العقلاء في البلدين لتفعيل دور الدبلوماسية لترطيب العلاقات وحل نقاط الخلاف.

خلافات معلنة مع إثيويبا

أيد مرزوق في رأيه عن المكايدة السياسية، الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مؤكدا أنها كانت الشعار الرسمي لزيارة مستشار خادم الحرمين لإثيوبيا، في ظل خلافاتنا المعلنة معها أما العالم أجمع، بسبب سد النهضة.

وأضاف فهمي أن رئيس وزراء إثيوبيا، توجه لزيارة السعودية منذ ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى تعزيز دور أحد أشهر رجال الأعمال السعوديين وهو محمد حسين العمودي لاستثماراته في إثيوبيا، مردفا: قيام السعودية التي تعاني حاليا من أزمات مالية، باستثمارات كبيرة، وفي إثيوبيا تحديدا يثير الشك والريبة.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: «إن مساعي التقارب بين القاهرة والرياض توقفت بعد زيارة الرئيس للإمارات وتمسك الموقف المصري بدواعي الأمن القومي، والتأكيد على أن مصر لن تشتري اقتصادها بأمنها القومي والسياسي».

ليست تصعيدا مع مصر
من ناحية أخرى، أكد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن إطلاق مستشار الملك سلمان إشارة بدء التعاون مع إثيوبيا في مجالي الزراعة والطاقة عقب زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا، ليس تصعيدا للخلاف مع مصر.

وأكد "عودة"، أن الزيارة، جاءت ضمن إجراءات عادية والسلوك السعودى هنا، واضح بتمويل مشروعات في إثيوبيا منذ سنوات في إطار التعاون الإستراتيجي بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية السعودية لا تتفق على مصالح واحدة، وإذا كانت الرياض ساندت القاهرة كثيرا، فمصر ردت بمواقفها مع السعودية بما يزيد.

كان مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب قد زار سد النهضة الإثيوبي، خلال تواجده في العاصمة أديس أبابا، للوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة، ما سبب جدلا كبيرا حول سعي المملكة لتصعيد الخلاف مع مصر.

الجريدة الرسمية