رئيس التحرير
عصام كامل

حادث البطرسية.. وكاميرات الداخلية !


بعد 48 ساعة فقط مما كتبناه عن حادث التفجير الإرهابى بجوار مسجد السلام بالهرم، وإلقاء اللوم على الداخلية، والقائمين على الكمين ذاته، حدث الحادث الأشد تفجيرا وهو كنيسة البطرسية، وقبل أن أتعرض لهذا الحادث فإننى استشهد بما قاله الدكتور سعد الزنط الذي يعد من أكثر المتحمسين للنظام الحالي، وأحد المدافعين بجسارة عن قرارات الرئيس السيسي، والكثير من سياساته..


ولكن الشىء الذي لايعرفه الكثيرون أن الدكتور سعد الزنط أحد أبناء الشرطة المصرية، وأحد أبنائها المثقفين الذين حصلوا على دراسات متقدمة في الأمن، هنا سأنقل لك صديقى القارىء رؤيته فيما حدث الأسبوع الماضى من استشهاد ستة من أبنائنا وإصابة آخرين في العمل الإرهابى في الهرم، لأن ما كتبه الدكتور سعد الزنط كتبنا مثله مرات ومرات على مدى السنين الماضية التي أرى أن 90% من الشهداء كان من الممكن إنقاذ حياتهم بقليل من الانضباط والوعى الشرطى.. كتب الدكتور سعد الزنط:

(بمناسبة أولادنا الذين استشهدوا بشارع الهرم سؤال بسيط أوجهه لأى مسئول: من في كل ضباط وأفراد الكمين أخذ فرقة تدريب على تمشيط وسلامة المكان.. ومن منهم أخذ فرقة في الحماية الذاتية.. وألم يحدث ذلك وهو وارد جدا ماهو دور مشرف الكمين في التلقين لضباطه؟!.. يذكرنى ذلك بفترة سقوط عشرات الشهداء من ضباط المفرقعات؛ وكان لسبب بسيط للغاية وهو أن هؤلاء الضباط ليسوا من المتخصصين في العلوم ذات الصلة..

سيدى الوزير.. لاتبطئ التغيير فلديك آلاف القيادات النابهة والقادرة والمخلصة.. ولديك المئات من الحاصلين على الدكتوراه في شتى التخصصات وهم عقل الوزارة؛ ولديك من الإمكانيات والقدرات المادية والفنية والتدريبية؛ ولديك دعم سياسي غير مسبوق ؛ لا الصوت العالى ولا التجاوز من بعض القيادات مع مرؤسيهم ولا شغل مدرسة الفتونة والتسلط والعمل باليومية ستصل بالوزارة للهدف؛ لم أعد أخشى على الداخلية إلا من الداخلية ذاتها.. ربنا يسلم ويحفظ كل ضباطنا وأفرادنا.)

انتهى كلام الدكتور سعد الزنط وللأسف حدث ما حدث من تفجير آدمى القلوب وعكنن على المصريين وكل إنسان بعد هذا الكلام بـ24ساعة، والواقع يقول إن الداخلية توصلت في وقت قياسى للخلية التي قامت بالجريمة، ولكن لى ملاحظات أرى أنها مهمة، الكاميرات التي يتم زرعها في أماكن كثيرة ماهى مهمتها.. هل منع الجريمة أم المساهمة في القبض على الجناة !؟

التصريحات المتناقضة التي تصدر من الداخلية أو يتم تسريبها لمن يعرفونه من أصحابهم في المواقع المختلفة أو الإعلام المرئى.. مسئولية من؟ الإجابة على السؤال الأول، أعتقد أن الكاميرات دورها في الأصل منع الجريمة، خاصة أن هناك أفراد أمن يجلسون أمام شاشات الكاميرات لمراقبة كل حركة تحدث، وإلا فإن الكاميرات لا قيمة لها إذا كان دورها الوصول للجانى فقط !

أما عن التصريحات التي تسبب بلبلة وتوتر لدى الرأي العام يمكن حسم هذا الأمر وإغلاق باب الشائعات بأن يكون التصريح باسم الداخلية يتقدم باسم المتحدث باسم الداخلية، ويعلن أن أي معلومات تنشر بغير ذلك لا علاقة للوزارة بها!

لا أحد ضد أمن بلده، بل نأمل أن تكون الداخلية في أعلى درجات اليقظة، لحماية الأمن وأيضا لحماية أرواحهم، وإذا كنا نوجه إليه نقد، من أجل الأفضل والأجود من أجل مصر والشعب الذي يدفع كل يوم ثمنا باهظا من أمنه ودمه، من حق الدكتور سعد الزنط أن أذكر أنه وجه تحية إلى الداخلية لسرعة القبض على الخلية التي قامت بتفجير البطرسية.. وإذا كنا نختلف بيننا إلا أننا جميعا ضد الإرهاب.. ومع الدفاع عن تراب مصر وتحيا مصر!

في النهاية من استشهد في تفجيرات الهرم أو البطرسية ليسوا مسلمين أو مسحيين وإنما مصريين فقط.. مصريين فقط.. فلا دين لنا سوى مصريتنا.
الجريدة الرسمية