رئيس التحرير
عصام كامل

التآمر القطري وما انتظرناه من «مجلس التعاون» !


نقول مباشرة إن ما كنا ننتظره من مجلس التعاون الخليجي أن يدع روح القبيلة جانبا ومعها فكرة الانحياز لأعضاء المجلس بغض النظر عن صحة موقفه وبعيدا عن المسألة المطروحة للمناقشة أو التصويت أو للصياغة في بيان رسمي، وأن تتم المعالجة دبلومسيا حتى قبل أن تعالج عربيا وقوميا وتاريخيا وأن يفعلوا الآتي مثلا:


- اعتبار أن موجة الإرهاب التي تتعرض لها مصر حقيقة لا تقبل الشك ولا تقبل التأويل ولا تقبل المناقشة، وبالتالي لا تقبل إلا التضامن مع مصر !

- عند وجود خلاف بين دولة عضو في المجلس ودولة أجنبية أو غير عربية فالتضامن معه واجب أما عندما يكون الخلاف بين هذه الدولة ومصر فالمنطق يقول أن تتدخل باقي الدول أو تلك التي تصر على لم الشمل العربي على إقناع هذه الدولة بعدم طرح الموضوع على جدول الأعمال ولا على أنشطة المجلس، ولا على أمانته العامة، وبالتالي على رئيسه، وبالتالي كان الخلاف المصري القطري، مع الأسف أصبحت قطر في جملة مفيدة مع مصر خارج أي بيان !

-تطلب هذه الدول التي ضغطت أو طلبت أو توسطت لدى قطر أن تترك الفرصة للوساطة ولبحث الأمر كله خارج مؤسسة مجلس التعاون نظرا لطبيعة الخلاف وطبيعة أطرافه!

إن لم تنجح الخطوة السابقة نظرا لميثاق المجلس الذي ينص على تضامن الأعضاء ضد أي طرف خارجي، رغم أن الميثاق ككل المواثيق يتحدث على التضامن ضد أي تهديد أو مخاطر أو أعمال عدائية وهو ما لا يمكن أن ينطبق على مصر إلا أن الاتصال بمصر أولا ومطالبتها بتقديم الأدلة على اتهام وزارة الداخلية لقطر كان التصرف الأكثر حكمة، وكان يمكن الطلب من قطر الانتظار على تقديم طلبها إلى حين وصول الرد المصري !

صحيح الإمارات والكويت وعمان والبحرين لم تتناول البيان بأي اهتمام ولم تتبناه منفردة ولم يستقبله الأشقاء في هذه الدول لا رسميا ولا شعبيا بالترحيب وهو ما نتوقعه منهم ونشكرهم عليه إلا أننا كنا ننتظر أيضا الخطوات السابقة!

السؤال الآن: ماذا سيفعل يعني مجلس التعاون لقطر إن ثبت له وتأكد من دور قطر في دعم الإرهاب في مصر؟ وهل يحتاج التعاون الخليجي لأدلة وقطر أصلا شريكة لبعضهم في دعم الإرهاب في سوريا وليبيا؟ ماذا سيفعلون لدولة سوابق ومسجلة خطر في سجلات المنطقة والعالم ؟!

السؤال الأهم: هل يتصور أحد مهما كانت قدرته على الفهم أن وزارة الداخلية المصرية تعلن ما أعلنته بغير مراجعة مؤسسات الدولة؟ وهل يعتقد أحد مهما كانت حجم ثقافته أن توافق مؤسسات الدولة على إعلان الداخلية بيانها دون أن تعلم ببنود ميثاق مجلس التعاون؟ أجيبوا أنتم عن الأسئلة ستعرفون الإجابة على أسئلة أخرى.. ومنها السؤال الضروري: هل حسم مصر مع قطر قد اقترب؟! حتى بحماية مجلس التعاون لها ؟
الجريدة الرسمية