في مثل هذا اليوم.. بريطانيا تفرض الحماية على مصر
في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر عام 1914 أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، وهللت الصحف الموالية للسياسة البريطانية وعلى رأسها جريدتي المقطم والوطن.
وكما ذكر الدكتور عبد اللطيف حمزة في كتابه (أدب المقالة) عام 1961 أن المقطم نشرت في صدر صفحتها الأولى تقول: الحماية البريطانية تظل الديار المصرية.. نعمة للمصريين وعبرة للعثمانيين.
أما الوطن فكتبت تقول: خلعت مصر اليوم عن عاتقها نيرا ثقيلا هو نير السيادة التركية.. لا لتدخل تحت نير آخر بل لترفع في بحبوحة الحرية والعدالة، فسيادة الملك جورج الخامس تختلف عن سيادة الملك محمد رشاد الخامس اختلافا كبيرا، فالاولى سيادة حب وعطف وصداقة ومعونة.. والثانية سيادة غطرسة وإمارة وإرهاق واستغلال بدون شفقة.
ومن اليوم تعرف مصر ذاتها وتقف موقفا صريحا واضحا خاليا من التعقيدات السياسية المربكة، وأنه لولا قدوم الإنجليز إلى وادي النيل عام 1882 لبقي هذا الوادي خرابا وبلقعا.. فلتهنأ مصر بعهدها الجديد وليهنأ المصريون بحظهم السعيد.
ثم تهاجم جريدة الوطن الحزب الوطني ورجاله الذين كانوا يدعون إلى التظاهر ضد الحماية وضد بريطانيا فتقول: الذين كانوا يدعون في الظاهر بأنهم يريدون استقلال مصر من كل سيادة.. هم في الباطن يعملون لتسليم مصر للأتراك غنيمة باردة.
أما جريدة الأهرام ففي ديسمبر 1914 نشرت قصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم يقول فيها:
وضح لمصر الفرق ما.. بين السيادة والحماية
ودع الوعود فإنها.. فيما مضى كانت رواية
أضحت ربوع النيل سلطانة.. وقد كانت ولاية
إنا بلغنا رشدنا.. والرشد تسبقه الغواية
لا تأخذونا بالكلام.. فليس في الشكوى جناية