رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. أسعار الأعلاف تهدد صناعة الدواجن في الغربية بالانهيار.. أصحاب مزارع برما يستغيثون بالرئيس.. أبو حجازي: بيوتنا اتخربت.. ربيع: بنخسر كل يوم


تعد قرية برما بمحافظة الغربية، من أكبر القرى المنتجة للدواجن على مستوى الجمهورية، بل أنها تصدر للقرى والمحافظات الأخرى المجاورة لها، ويعمل نحو 95% من أهالي القرية، في تربية الدواجن، وتعد المهنة الأساسية لهم، فتجد الطفل لا يتجاوز 13 عاما ويسير بدراجته المحملة بالدواجن ويخرج لبيعها للزبائن، فلا يخلو منزل من تربية الدواجن سواء من خلال فتح مزرعة أو حتى عشة صغيرة فوق سطح المنزل.


تدهور صناعة الدواجن
سيطرت حالة من الغضب على الصغير والكبير من أهالي القرية بسبب تدهور صناعتهم المحلية مصدر قوتهم، يوما تلو الآخر، ما بات يهدد أهالي القرية بالكامل، ويرجع السبب الأساسي لهذا التدهور في الزيادة المستمرة لأسعار الأعلاف.

أسعار الأعلاف
قال مصطفى أبو حجازي، صاحب مزرعة تربية دواجن بقرية برما، إن صناعة الدواجن في برما مهددة بالانهيار بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف، لافتا إلى أن الأسعار ارتفعت أكثر من الضعف في فترة قصيرة، ما يهدد حياة جميع أهالي القرية.

وأضاف "أبو حجازي"، أن معظم أهالي القرية يعملون في تربية الدواجن بشكل أو بآخر سواء من خلال فتح مزارع أو العمل في توزيع الدواجن على المحال أو على القرى الأخرى، أو العمل في محال بيع الأعلاف، لافتا إلى أنه حال القضاء على هذه الصناعة ستتشرد آلاف الأسر.

دعم المهنة
طالب «أبو حجازي»، الدولة بدعم مهنة تربية الدواجن من خلال خفض أسعار الأعلاف، مشيرا إلى أن استيراد الدواجن المجمدة يؤثر بشكل كبير على الصناعة المحلية ويؤدي إلى تدميرها بسبب انخفاض أسعار الدواجن المجمدة على الرغم من عدم الثقة في جودتها وطريقة تربيتها وذبحها.

وأوضح «أبو حجازي»، أن دعم الدولة للمهنة يتلخص في محورين أساسيين، خفض أسعار الأعلاف والاهتمام بتحصينات الدواجن، لافتا إلى وجود أزمة واضحة في التحصينات حيث إن أغلبها بات مغشوشا ومرتفع الثمن ونسبة المادة الفعالة بها انخفض بشكل واضح ما يدفع صاحب المزرعة إلى زيادة عدد العبوات التي يشتريها على الرغم من ارتفاع أسعارها.

التحصينات
قال أبو حجازي: «الدولة سيبانا بنواجه كل حاجه لوحدنا كل شوية يرفعوا أسعار العلف دا غير التحصينات الفاسدة، قرار رفع الجمارك عن الدواجن المستوردة دا كان قرارا خاطئا كليا بدل ما يستورد ويرفع الجمارك يدعم الأهالي في الأعلاف والتحصينات وإحنا هنخرج في الآخر منتج رخيص وعالي الجودة لو عايزين نصدر منه هنصدر كمان».

وتابع: «فين حماية المستهلك الدولة بتهتم بحماية المستهلك في مستحضرات التجميل والعطور بس وما بتهتمش بمهنة أساسية زي دي مهنة الناس بتاكل منها وبتوصل في الآخر لكل مواطن، والتحصينات مضروبة بتيجي متهربة من فرنسا بطريقة غير علمية وفي الآخر المنتج بيموت وغصب عننا بنشتريها عشان رخيصة وبردو مش لاقيينها».

الرقابة
وأضاف: «مافيش رقابة على المستوردين مستورد واحد بس هو اللى بيستورد نوع مهم من التحصينات وبالتالي بيتحكم في سعره وفقا لرغبته وفى ال الآخر مضروب بنحصن بيه المنتج بتاعنا يموت فين الدولة فين المسئولين لازم يكون فيه اهتمام بصناعة تربية الدواجن عن كدا».

وأردف: «فين وزارة الزراعة من اللى إحنا فيه دا عاوزين الدولة تاخد حقها مننا بس الأول يدونا حقنا عشان يعرفوا يحاسبونا كان أعلى سعر للعلف البياض 3200 جنيه دلوقتى علف بياض 5500»، مضيفا: «أي مهنة متطلباتها بتزيد بترفع سعر المنتج النهائي في الآخر إلا المهنة دى المنتج بتاعنا أما نيجى نبيعه بيتباع بسعر منخفض ومابنلاقيش اللى يشتريه والناس بيوتها بتتخرب وبتخسر كل يوم».

خسارة مستمرة
من جانبه قال محمد ربيع صاحب مزرعة تربية وتسمين بط، إنه يعانى من الخسارة بشكل يومي، مضيفا: «مافيش تسريح عمالة كلنا قرية مع بعضنا بشغل ابن عمي وابن خالي هسرحهم إزاى بديله من لحمي بنقسم اللقمة على بعضنا مش هنعمل زي الشركات إحنا ما بنسرحش حد إحنا بناكل في طبق واحد لكن المشكلة أن على الوضع دا مش هنلاقي حاجة ناكلها أساسا وإحنا بنخسر كل شوية».

وتابع: «في خراب والدولة لو ماتدخلتش الناس هتضيع الناس غلابة وشقيانين ومش عارفين يعملوا حاجة إحنا بننتج 65 % من إنتاج الدواجن والدولة مش شايفانا ولا مهتمة بينا وبتهتم بالشركات الكبيرة المفروض يعدوا مع الناس ويشوفوا محتاجين إيه».

حماية مستهلك
تابع: «نطالب بحماية مستهلك يشوف المهنة ماشية إزاى يشوف الأعلاف والتحصينات المضروبة فين مركز البحوث كل يوم النوافق بتزيد وروحنا لهم قالولنا مش عارفين السبب، أمال مين هيعرف المفروض ياخدوا عينات يشوفوا سبب ارتفاع نسبة النفوق إيه بسبب التحصينات ولا إيه».

ومن جانبه قال جلال المعطر، صاحب مزرعة دواجن، إنه لا بد من الاهتمام بالتحصينات لأنها السبب الأساسي في نفوق عدد كبير من الدواجن، مضيفا: «أهم شيء التحصينات زي ما بيحصنوا المواشي يهتموا بتحصينات الدواجن».

المستوردون
اشتكي المعطر من تحكم مستوردى الذرة في الأسعار بشكل واضح، وتخزينها فترة لخلق أزمة ورفع أسعارها بعد ذلك، مطالبا الدولة باستيراد الذرة وبيعها لأصحاب المزارع لحل أزمة تحكم المستوردين في السوق.

وقال: «الدولة تستورد الذرة بدل ما هما سايبين كبار التجار والمستوردين يخزنوا الأعلاف عشان يبيعوها بأسعار عالية ويتحكموا فينا، في أصحاب مزارع قفلوا مزارعهم خالص، الدولة بس تدعم الأعلاف وتشوف جودة المنتج هيكون مستواه عامل إزاي وهنصدر للخارج كمان».

وتابع: «الناس اتخرب بيوتها بسبب العلف، طن الذرة وصل لـ 4000 آلاف جنيه في نفس الوقت دا السنة اللى فاتت كان الطن بـ 1700 أما يغلي أضعاف الأضعاف مين هيستمر في تربية الدواجن، أنا كنت مشغل 4 عمال مشيتهم وبقيت بشتغل لوحدى».

مناشدة الرئيس
من جانبه ناشد محمد أبو حجازى، صاحب مزرعة دواجن، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعم أسعار الأعلاف والوقوف بجوار الشباب، قائلا: «الريس بيقول إحنا بندعم الشباب فين اللى بيدعمنا بقى إحنا موتنا كدا، هو دا مش زى المشروعات الصغيرة إحنا مش عاوزين قروض من حد بس عاوزين الريس يقف جمبنا ويدعمنا ويقلل سعر العلف والذرة بدل ما يجي رجل أعمال ولا تاجر كبير يسيطر علينا كلنا وياخد قوتنا وقوت عيالنا».

وأضاف "أبو حجازي": الدواجن هي البروتين الحيوانى المتاح للمواطنين في الفترة الحالية خاصة بعد ارتفاع أسعار اللحوم وتخطي سعر الكيلو الـ 100 جنيه، لافتا إلى أن الدولة عليها دعم هذه الصناعة بدلا من القضاء عليها.

وتابع: «الناس كانوا بيربوا البط عشان يكسبوا دلوقتى بقوا بيستوردوا بط من برا والمنتج عندنا مش بيتباع وبيموت دا غير أن الدواجن اللى بتيجى من برا بتبقي فيها أمراض والمفروض أصلا يضاعفوا الجمارك عليها».

ومن جانبه طالب حسام أبو عكر، صاحب مزرعة، بدعم صناعة تربية الدواجن، لافتا إلى أن نسبة العمالة في تربية الدواجن كبيرة جدا ويوجد آلاف الأسر التي تعتمد عليها.

تشريد العمالة
وقال: «ناس كتير شغالين فيها وفاتحين مشاريع تربية دواجن ماينفعش نقضي عليها في ناس كتير هتضر من أول مستوردين العلف والذرة والصويا وعربات النقل اللى بتنقلهم والمدشات الخاصة بإنتاج العلف والعمالة بها وسائقي الجرارات والعربات اللى بتنقل العلف والعمالة في المزارع والسريحة اللى بيوزعوا الطيور وأصحاب محال بيع الدواجن كل دول هيتضروا، كدا إحنا بنقضي على صناعة وطنية وبنشرد آلاف الأسر».

محرقة للنوافق
وطالب "أبو عكر"، بإنشاء محرقة لنوافق الدواجن في برما، بدلا من إلقائها في الترع والمصارف، ما يتسبب في التلوث وانتشار الأمراض ما يضر بصحة المواطنين.



الجريدة الرسمية