بالصور.. ملايين مستشفى الـ«24 سرير» المهدرة في بني سويف.. مواطنون: مسكن للأشباح.. «الأسمنت»: المحافظ رفض تبرعا بـ5 ملايين جنيه.. حبيب: الشركة لم تحدد برنامجا زمنيا
«مبانٍ شاهقة وأجهزة بالملايين وغرف تسكنها الأشباح».. هكـذا لخص الأهالي حال مستشفى شرق النيل في بني سويف، المعروف بـ«مستشفى الـ24 سرير» الذي أنشئ منذ 14 عامًا، وكلف ميزانية وزارة الصحة ملايين الجنيهات، دون أدنى استفادة من هذا المبنى الضخم، الذي يضم أجهـزة أكلها الصدأ قبل استخدامها وأسِّرة انتهى عمرها الافتراضي دون استفادة منها، فضلًا عن غرف وعنابر المرضى التي تحولت إلى مرتع للحيوانات الضالة، نتيجة فشل محاولات محافظي بني سويف المتعاقبين على إدخال المستشفى ضمن منظومة الصحة بالمحافظة.
غموض مستمر
في البداية قال محمد حسن، طبيب بشري، إن مستشفى "الـ24 سرير" تم إنشاؤه بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في عام 2002، وذلك بالتنسيق مع مديرية الشئون الصحية في بنى سويف، وتم تحويله إلى وحدة طب أسرة عام 2009، ومازال الغموض قائمًا حول عدم افتتاح وعمل المستشفى حتى الآن.
وأضاف محمد محسن، محامٍ، أنه بعد انتهاء جهاز مدينة بنى سويف من إنشاء المستشفى سلمه لمديرية الصحة منذ سنوات، ولم يكن سوى مجرد مبانٍ فاخرة، تسكنها الأشباح رغم عجز الإنشاءات في المنظومة الصحية، فمنذ 5 أعوام تم تجهيزه بشكل مناسب، وأصبح يحتوي على غرف مرضى وأخرى لإجراء العمليات ومولدات كهربائية، بهدف الاستفادة منها كوحدة للعلاج باستخدام الإنترفيرون، ويكون مستقبلًا نواة لإنشاء معهد كبد يخدم قطاع شمال الصعيد بالكامل، ولكن فشلت محاولة الإصلاح أو الاستفادة من هذه الملايين المهدرة.
مخزن للمستلزمات
وقال الدكتور سامي صليب، طبيب بشري، أن مديرية الصحة حاولت الاستفادة من المبنى بتحويله إلى وحدة علاج لمرضى الكبد، ولكن فشلت تلك المحاولات، وانتهت المديرية إلى استخدامه مستشفى للطوارئ ومخزنًا للمستلزمات الطبية لمستشفيات قطاع الصعيد.
وأضاف النائب علي أبودولة، عضو مجلس النواب، أنه تقدم باقتراح للجنة شكاوى البرلمان، بتحويل المبنى إلى مستشفى متخصص لعلاج الأورام للتسهيل على المرضى، حيث إنهم يعانون مشقة السفر، ويذهبون للعلاج سواء إلى محافظة القاهرة أو المنيا.
تبرع الـ5 ملايين
وتابع أيمن محروس، محاسب، أن المحافظة أعلنت منذ 3 سنوات تقريبًا عن بدء تجهيز المستشفى لإعادة افتتاحه بعد أن أعلنت إحدى شركات الأسمنت عن تبرعها بتجهيز المستشفى والعمل على إعادة تشغيله بتمويل أعمال التجهيزات بمبلغ 5 ملايين جنيه لتزويده بكل احتياجاته، ولكن الأمر لم يتجاوز التصريحات الصحفية والمستشفى مازال على حاله.
رفض التبرع
بدوره أكد تونى عثمان، مدير العلاقات الخارجية بشركة الأسمنت، أن الشركة أعلنت عن تبرعها لتطوير المستشفى، وتم توقيع البروتوكول مع المحافظ الأسبق المستشار مجدي البتيتي، في إطار تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة لتحمل المسئولية الاجتماعية، مشيرًا إلى أن المحافظ الحالى رفض التبرع وتنفيذ البروتوكول بدعوى أن المستشفى يتبع وزارة الصحة وستقوم بتشغيله حسب الاحتياج الفعلي.
البرنامج الزمني
من جانبه أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أن شركة الأسمنت لم تحدد الإجراءات التنفيذية لعرضها على وزارة الصحة، مثل أنواع وأعداد الأجهزة الطبية والتجهيزات الخاصة والبرنامج الزمني للتوريد والتشطيبات المطلوبة وغيرها من الأمور اللازمة لتطوير المستشفى، مشيرًا إلى سيتم خلال الأيام القادمة توقيع بروتوكول بين وزارة الصحة وكلية طب بني سويف على تجهيز وتشغيل المستشفى.
وأكد الدكتور أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، أن الدكتور الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، وافق على تخصيص المستشفى، لتحويله لمستشفى علاج الأورام، بإشراف أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب بالجامعة، ليكون المستشفى الأول من نوعه في بنى سويف لتخفيف العبء عن مرضى الأورام.