رئيس التحرير
عصام كامل

هجوم دبلوماسي دولي يستهدف إيران وروسيا.. مجازر حلب تفجع العالم وكيري يتهم الأسد.. بريطانيا تستدعي سفيري موسكو وطهران.. فرنسا تطفئ أنوار برج إيفل.. ومطلب بطرد سفير دمشق من الكويت


انتفض عددٌ من الدول العربية والأوروبية بقطاعاتها المُختلفة «دبلوماسيًّا» ضد أنظمة روسيا وإيران وسوريا، على خلفية أحداث حلب التي تشهد معارك عنيفة تطول السكان المدنيين.


مجازر

اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، النظام السوري بارتكاب «مجازر» في مدينة حلب السورية، مشددًا على ضرورة وقف أعمال العنف بشكل دائم قبل أي شيء هناك، مشيرًا إلى أن قرار وقف إطلاق النار في حلب بيد النظام السوري وروسيا.

وأوضح خلال تصريحات بمؤتمر صحفي أوردتها وكالة "رويترز" الإخبارية منذ قليل، أن الولايات المتحدة تسعى حاليًا لوقف إطلاق النار هناك والأعمال العدائية في حلب، داعيًا المجتمع الدولي للضغط من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام.

انتفاضة بريطانية

وبالنسبة للرفض الأوروبي، فقد استدعت الخارجية البريطانية سفيري روسيا وإيران، اليوم، لإبلاغهما بانزعاج لندن الشديد بسبب ما يجري في حلب.

وفي وقت سابق، دعا سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت روسيا وإيران إلى احترام قواعد الحرب، واصفًا ما يجري في حلب بأنه «يوم مظلم».

وأكد أن روسيا أساءت استخدام حق النقض «الفيتو» دعمًا لنظام الأسد، مبرزًا أن سقوط حلب لا يعني انتصار الأسد وحلفائه.

إطفاء أنوار برج إيفل

فيما أعربت مدينة النور عن رفضها للمجازر ضد الشعب السوري بطريقة خاصة، عندما أطفأ برج إيفل الفرنسي الشهير جميع أنواره أمس، بعدما أعلنت الشركة المشغلة لبرج إيفل، في وقت لاحق، أنها ستطفئ أنوار المعلم الأبرز في باريس، لإظهار تضامن العاصمة الفرنسية مع سكان مدينة حلب.

وقالت الإدارة في بيان عبر الموقع الرسمي للبرج، إن هذه الخطوة جاءت بناء على طلب من عمدة باريس آن هيدالغو، مضيفةً أن الإجراء الرمزي على معلم يراه العالم بأسره، يهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى مأساة حلب.

أما بالنسبة للموقف العربي، فكانت دولة الكويت على رأس الدول التي أعلنت رفضها للمجازر التي يتعرض لها المدنيون في حلب، فنظم عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي «البرلمان»، وقفة احتجاجية على المجازر في حلب، مطالبين بطرد السفير الروسي من البلاد.

طرد السفير

وفي كلمة للنائب بمجلس الأمة، جمعان الحربش، طالب بطرد السفير الروسي من الكويت، الكسي سولوماتين، مؤكدًا سعي المجلس لوقف المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري.

من جانبه، دعا النائب، مرزوق الخليفة إلى اتخاذ موقف رسمي من الحكومة الكويتية ودول الخليج لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري.

أما النائب وليد الطبطبائي فقال: «إن الأمر يتطلب طرد السفير الروسي وكل سفارات الدول المؤيدة للنظام السوري».

مجلس الوزراء السعودي

فيما جدد مجلس الوزراء السعودي دعوته لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لبحث الأوضاع في سوريا، وندد بما يجري في حلب من قتل جماعي وتشريد وحصار من طرف النظام وحلفائه.

قطر تلغي احتفالاتها

ومن جانبها، أعلنت قطر أمس الأربعاء، إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للدولة الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، تضامنًا مع أهل مدينة حلب السورية.

وقال بيان أميري، إنه «تضامنا مع أهلنا في مدينة حلب الذين يتعرضون لأشد أنواع القمع والتنكيل والتشريد والإبادة، فقد وجه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد بإلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للدولة».

جامعة الدول العربية

ولم يتوقف الموقف العربي على ردود فعل كل دولة على حدى، وإنما أعلن مجلس جامعة الدول العربية عن عقد جلسة طارئة على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب.

وقد نددت الأمانة العام للجامعة العربية بالجرائم التي ترتكبها قوات النظام في حلب، وطالب أمينها العام أحمد أبو الغيط بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن صوت الجامعة لن يخفت في مواجهة جرائم ترتكب بحق الشعب السوري.

منظمات دولية

وبالنسبة لمواقف المنظمات الدولية، فقد طالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين الذي فروا أو استسلموا أو اعتقلوا في مدينة حلب السورية.

وذكر روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية أن تقارير موثوقًا بها تفيد بأن العشرات من المدنيين يقتلون يوميًا، سواء عن طريق القصف المكثف أو الإعدام دون محاكمة من قبل القوات الموالية للنظام السوري، وأضاف في هذا الشأن: «لقد تلقينا تقارير تفيد بأن القوات الموالية للنظام السوري في شرقي حلب تدخل البيوت وتقتل الأفراد الموجودون داخلها، بما في ذلك النساء والأطفال».
الجريدة الرسمية