وماذا بعد (محمود شفيق محمد مصطفى)؟!
لم يكُن المُجرم (محمود شفيق محمد مصطفى) هو الأول ولن يكون الأخير، ليس لأن العُنف لا يولِّد إلا عُنفًا كما قال (البرادعى) السفسطائى وهو يُبرر الإرهاب الحقير الذي يضرب المُسلمين والمسيحيين مدنيين وعسكريين على حدٍ سواء في بَر مصر، وهو-(البرادعى)- يساوى بكُل خسَّة بين الجناة والمجنى عليهم، ولكن لأن الإرهاب إذا لم يواجَه بقبضة أمنية حديدية فلن ينتهى بسهولة ولا بصعوبة، وإنما سيستفحل ويزيد خطره لأنه يتغذى على الدم، وكُلما زاد مقدار الدماء كُلما نما المدعوق وترعرع لاسيما بمُساندة (البرادعى) والأشكال الضالة في الخارج مثل (مطر) و(ناصر) و(آيات) إلى آخر هذه المزاريب المفتوحة علينا لتقلب الحق باطلًا والباطل حقًا وتساوى بين أبو قرش وأبو قرشين!
بالمُناسبة لم يذكُر (البرادعي) في تويتته التبريرية تلك أي عُنف كان في فرنسا أو بلجيكا أو في السويد عندما كان رَد ذلك العُنف عمليات إرهابية تقتل العشرات من الأبرياء هناك أيضًا، هل عندهم قانون طوارئ، أم أن السُكر والزيت هناك شاحين زى هنا؟ يكونش إلقاء القبض على ثوار 6 أبريل بسبب خرق قانون التظاهر الفرنسى السبب، أم أن فض اعتصام بروكسل الإجرامى كان الدافع؟ على فكرة العُنف والعُنف المُضاد لا ينطبق إلا في حالتين؛ الأولى تركيا التي يرتكب رئيسها (حبيب البرادعى ومَن على شاكلته) كُل جرائم الخروج عن القوانين والأعراف بسَحل مَن لا يحلو له، وبتشليح جيشه، وباعتقال الآلاف، وبكسر مئات الأقلام، وبمنع السفر عن العشرات، وهو عُنف لا يقل عن العُنف الجسدى الذي يُمارَس أيضًا، ولم يتفذلك (البرادعى) بذكر هذا المثال ولو مرَّة كيلا يُغضب الواقفين خلفه ليُحركونه، وليمنع عن قفاه صفعات الغضب من غلمان قنوات مكملين ورابعة الذين حوَّلوا ليالى السلطان التُركى لفرح وانبساط وبهججة هناك بتدليعه والتدليس له والهجوم على مَن يُعاديه بطبيعة الحال ولو بنظرة!
المثال الثانى في إسرائيل وهو العُنف تجاه الفلسطينيين (بدعم تُركى وبرداعاوى بل وحمساوى حاكم حماس مشغولة بالأخذ بالثأر من الجيش المصرى)، عندما يضطر فلسطيني مسكين لتفجير نفسه ردًا على ما يتعرَّض له أهله وناسه من احتلال وفظاعات ومذابح يسكُت عنها العالم ويخرس عنها (البرادعى) نفسه كيلا يستفز الواقفين خلفه!
ولو شئت تبرير وجود العُنف والإرهاب في أوروبا تحت مُسمى أن فرنسا دولة إمبريالية ارتكبت فظاعات الاحتلال في دول عربية ومُسلمة فماشي، لكن ماذا عن مصر؟ وأى دولة احتلتها مصر ونهبت خيراتها كى يكون جزاؤها من صنف عمل فرنسا؟ ولو كانت فرنسا صليبية كما يقول البهائم لتبرير الإرهاب ضد أبرياء لا ذنب لهم، فهل مصر صليبية؟ وهل تزرُ وازرةً وزر أخرى؟ من فضلك قبل أن تجيب افتح المُصحف الشريف على سورة الإسراء الآية 15 وستعرف الإجابة إن كُنت تجهلها!
على السيرة فقد تناقلت وكالات الأنباء خبرًا هامًا، بيقول إيه الخبر؟ صلى على سيدَك الذي أُرسَل رحمة للعالمين، ولكى يُتمم مكارم الأخلاق، لا لكى يدعو للقتل والدبح كما يفعل ملاعين الإرهاب ضد كُل مَن يخالفهم الرأى لا الدين، يقول الخبر إن الشرطة الفرنسية اعتقلت ثلاثة أشخاص بتهمة الشروع في الانضمام لجماعة إرهابية، بتهمة الشروع في الانضمام يا مؤمن، لا بتهمة الانضمام ناهيك عن استخراج كارنيه الجماعة ومن ثم التدريب على القتل والدبح والتفجير ثم التنفيذ..
هناك الشروع في الانضمام يُقابَل بالبتر على طول، مش هيستنوا لحد ما الكنايس تتفجَّر والمساجد تتدمَّر والمطارات تولَّع.. فهمت ولَّا لسَّه؟ مش زى عندنا بنسيبهم في وظائف الحكومة والمحطات الفضائية والمواقع والجرائد يهللوا كأنهم في انتخابات، والإرهاب هو الحل، والإرهابى برئ حتى تثبت إدانته، وبتثبت إمتى؟ بعدما يُقدم هو نفسه على قتل نفسه- في ستين داهية مثل المجحوم (محمود شفيق)- ومعها للأسف عشرات الأنفس البريئة!
مُشكلتنا ونحن نحارب الإرهاب إننا بنخاف نضرب بيد باطشة نحن في أشد الحاجة إليها، ولا يُمكن أبدًا التهاون مع الإرهابيين أو استئذانهم في إلقاء القبض عليهم، بل إن عمليات أمنية نادرة نتج عنها قتل إرهابيين في أوكارهم- مثل حادث الهجوم على وكر خلية إخوانية في مدينة 6 أكتوبر-تلاها دوشة وصداع وتهليل من جانب عصابات الإخوان وداعميهم حول العالم- ولاسيما أبو عنف وعنف مضاد- لتخويف الأمن وتكبيل يده في التعامل بالشكل الطبيعى مع هؤلاء، إذ يُطالَب الأمن بأن يستأذن ويكُح تلات كحَّات قبل ما يداهم وكر إرهابى، ويكون مطلوب منه كمان أن ينتظر حتى يبدأ الإرهابيون في تجهيز نفسهم وارتداء الأحزمة الناسفة وإطلاق النار على الضباط والجنود وقتل نصف القوة الأول وبعدين نبدأ نعاتبهم ونقول لهم من فضلكم اقتلوا باقى القوة بس بالراحة علشان (البرادعى) و(محمد عبد القدوس) و(كاترين أشتون) ميزعلوش!
آه.. دعنا نؤكد أننا نتحدث عن الحلول المطلوبة الآن في تلك اللحظة وبشكل عاجل لمواجهة إرهابيين صاروا كذلك بالفعل، أما مُستقبلًا وعلى المدى البعيد-على التوازى الواجب أن يبدأ الآن- فلابُد من العمل على تنمية الإنسان والاهتمام بالعقل والفكر والثقافة والفنون، هذا ضرورى جدًا لمُكافحة الأفكار المُتطرفة الناتجة عن الجهل والتشدد والتخلُّف وفوق كل ذلك استغلال هذا من جانب آخرين يُحركون الإرهابى كالدُمية، لكن الإرهابى-الذي أصبح إرهابيًا بالفعل-لا ينفع معه وعظ ولا إرشاد ولا علم ولا ثقافة ولا هباب، دة خلاص ملوش دِيَّة لأن عقله بالفعل انتهى، وهل لو كان له عقل مُمكن يقبل بتفجير نفسه في أبرياء لمُجرَّد إنه يخدم أسياد آخرين بيضحكوا عليه ويمسحوا بدماغه البلاط مُقابل وعد بقصر في الجنة واثنتى عشرة من الحور العين؟ والله لو الحكاية كدة مكانش حد غلب، وكان الأولى بالمُحرضين أنفسهم أن يتقدموا صفوف الإرهاب لتفجير أجسادهم من أجل الظفر بالجنة الموعودة ولوازمها هذه!
إذن لا يُمكن مواجهة الإرهاب-وهو فعل استثنائى إجرامى-إلا بشكل وإجراءات ومواجهات استثنائية وعنيفة للغاية، ولا يُمكن أن تقتصر الإجراءات على ضرب النار والاعتقالات فحسب، وإنما لابُد من إخراس كُل لسان يُبرر لحوادث العنف والإرهاب أو يشجِّع عليها وهو يدعو للمُصالحة مع المُجرمين أو يروِّج لكون قانون التظاهر هو السبب، أو يمضغ لبانة الاختفاء القسرى، ومثل هذا الكلام الفارغ الذي تتحفنا به نُخبة ثورة يناير العفنة-النُخبة هي العفنة لا الثورة- والتي توقف بها الزمن عند ليلة 28 يناير 2011 أو عند يوم موقعة الجمل، دون أن تُدرك أن تغييرات كثيرة جرت على أرض الوطن وفى عقول ملايين المواطنين الذين اكتشفوا أن الثورة التي شاركوا في صنعها تم سلب مُعظم مكاسبها لصالح أشكال غلط تاجرت بالوطن وبالمواطنين وبالثورة نفسها، ولا تزال ترغب-تلك الأشكال- في تأجيج ثورة جديدة لن تحدُث إلا في المشمش من أجل سلب المزيد من المكاسب الشخصية، دونما اعتراف بثورة يونيو من جانبهم لسبب بسيط هو أنهم لم ينالوا منها مُرادًا ولا نفوذًا- إلا القليل منهم لو جيت للحق- فصارت لعنة عليهم ينبغى ردمها بعد إنكارها!
مواجهة الإرهاب يلزمها اعتقالات وتصفيات لو تطلَّب الأمر هذا، وقد يقول كاذب إن هذا ضد حقوق الإنسان وضد حُرية التعبير، والرد على حضرته جاهز: طُز فيك وفى سيادتك وفى حقوق الإنسان لو كان آخرها تفجير النساء والأطفال بهذه الطريقة الخسيسة التي لا يقدر عليها إلا قردة الإخوان ومُجرمى داعش وأذيال (القرضاوى) وأذناب (البرادعى) الله يحرقهم ويحرقك معاهم!