رئيس التحرير
عصام كامل

بصراحة.. لماذا تترك الحكومة خونة في وزاراتها؟!


لازالت الإدارة المصرية ترتكب الخطأ القاتل الذي يفتح الباب واسعا أمام سقوط قتلى وصرعى كل يوم، هم شهداء الوطن، ولم تفكر لحظة واحدة أو تتقدم خطوة واحدة في اتجاه إغلاق الباب الواسع الذي تتسرب منه مجموعات القتل والتخريب، الجيش والشرطة من رجالنا وشبابنا الأبطال يعلمون مواقع الدواعش والإخوان في شمال ووسط سيناء، ويواجهونهم بالحديد والنار، ويفقدون من بينهم أعز الأبناء وأشرف الرجال، جراء لغم خائن كمن زرعه، أو هجوم غادر من خونة كانوا يلقون على الضباط والجنود تحية الصباح أو المساء، فإذا بهم هم القتلة والدواعش المأجورون!


الجيش يعلم مواقع ومكامن ومظان عدوه، والشرطة تعلم وتعرف مكامن ومواقع ومخابئ عدوها، عدونا كلنا، وكلاهما يواجه النار بصدره، لكن.. لكن المأساة التي ترج العقل رجا وتفرس خام الصبر وتصيبه بجلطة أن الحكومة تعرف مواقع ومناصب ومكامن العملاء والخونة من الإخوان والنشطاء، تعرفهم في مناصبهم ومراكزهم وبدرجاتهم، وباتصالاتهم ولا رغبة ولا نخوة ولا شهوة ولا هاجس ينخزها لتطهير مفاصل الدولة المصرية من سرطان العظام الضارب المتفشي، في وزارات حساسة وفي مراكز إعلامية معروفة وفي المنشآت الحيوية، وفي المدارس وفي الجامعات وفي الأوقاف، بل وفي الأزهر الشريف، وفي دور الحضانة، وفي الأسواق، هم وباء ينشر اليأس ويطلع على المعلومات ويعيد بثها وتدويرها، ويحارب الحكومة ذاتها..

هم في البترول لديهم خرائط الغاز والحقول، وهم من بيدهم المحابس، وهم من يتركون أعمدة الكهرباء مضاءة ساعات النهار، في عز الصيف، والشتاء، ويطفئونها ليلا على طرق السفر، هم من يحتكرون السلع ويفسدون في التموين، وهم من يحاربون التنوير في جامعة القاهرة ويناوئون تنويريين أمثال جابر نصار رئيس الجامعة، وهم من يحشدون الناس من فصائلهم لترويع صاحب القرار.

الجريمة المروعة، المجزرة التي هزت العالم كله، من قلب صحن بيت من بيوت الله بقلب الكاتدرائية، شارك فيها ضالون مضللون يعملون في وظائف حكومية، أحدهم في شركة الطيران، ساهم في التنظيم والإيواء والتخطيط. آلاف الآلاف غيره لايزالون يشغلون مراكزهم المؤثرة في أمن الشعب المصرية وقوت الشعب المصري ومستقبل الشعب المصري.

لماذا الحكومة مكسحة، خطواتها متعثرة، بينما الجيش رهوان في التنفيذ والانضباط؟! لأن ركب الحكومة مسكونة بالعفاريت والأشباح، يكبلونها، بينما الجيش طهر نفسه ويطهرها، ولا يسمح لأحد أن يعشق غير مصر!

أنتِ أيتها الحكومة المترددة السبب الأول في المصائب والكوارث، أعداء الشعب موظفون فيك ولديك، ولا تتحججين بأنك لا تعلمين، الدولة والأجهزة العميقة العريقة البطل الأول في الحفاظ على هوية مصر وقت حكم الجهلاء التتار، يعرفون أين هم وماذا يفعلون، لكن القرار بيد حكومة عينها على رد فعل شوية عيال خائنة موصولة التغذية بالخارج، ابتري حبل التغذية، وافصلي الخونة عن دوائرك الحيوية، وطهري المناصب والمراكز الوظيفية من الإخوان والسلفيين الدواعش.

انظروا ماذا فعل ويفعل أردوغان فيمن اعتبرهم انقلابا عليه وهو الإخواني الأول في الشرق الأوسط؟! عرى جيشه وشرطته وحبس قضاته وفصل معلمي المدارس والجنود، أكثر من سبعين ألفا، ولا تزال عمليات التطهير مستمرة.
من تخشى الحكومة ؟
لماذا تترك في وزاراتها خونة لها؟

التفجير القادم سيترك عواقب وخيمة علينا جميعا، طهروا الدولة من العدو الصامت السهتان، يصلي للشيطان، وتحسبه يصلي لله!
التطهير والتجميد والبتر هي أطواق النجاة لمصر ممن يناصبون الوطن الكراهية، ويقتلون فينا ومنا أعز وأشرف الرجال.
الجريدة الرسمية