عن إهانة خطيبة «يسري فودة» للمصريين !
لم يكن ينقصنا يسري فودة جديدًا حتى نجد ذلك من خطيبته.. اسمها "ألمي مصطفى العنتابلي".. من سوريا العربية الشقيقة ويبدو جليًا انتماؤها للمعارضة السورية.. الآنسة "ألمي" لا يعجبها ما يحدث في حلب.. ولذلك رفعت الغطاء عن شعرها أمس وجاءت في وقت المغربية ودعت على كل مؤيدي ما يحدث في حلب من تطهيرها من الإرهاب.. وقالت إنها تتمنى أن تراه "في أولادهم" وطبعًا كان الدعاء باللهجة السورية!!
لا تعنينا تفاصيل الخطوبة السعيدة فما يعنينا هو إهانة "ألمي" للمصريين، حيث تندهش "جنابها" من الدعم الشعبي المصري الكبيــر لتحرير حلب رغم أنها تعلم أن المصريين متعلمون ومثقفــون وما كان لهم أن يكونوا مغيبين وأسرى للجان الإلكترونية! قيادية في المعارضة الســورية التي تنفق عليها قطر تشكو من اللجان الإلكترونية!! قيادية في المعارضة السورية التي تنفق عليها قطر ورفاقها تعالجهم إسرائيل في مستشفياتها والباقون يأويهم أردوغان تتهم الشعب المصري بالتغييب وأنه خاضع للجان الإلكترونية وهي تعلم -تمام العلم وكماله- كم الأموال التي تنفقها قطر على هذه اللجان حتى كان ما نشرته "اليوم السابع" قبل أسبوعين من أن الحجم الإجمالي لإنفاق قطر على تكنولوجيا وأدوات الإعلام الجديد تجاوز الــ 7 مليارات دولار!
نعم.. نكرر الرقم الذي ليس لشراء طائرات أو دبابات أو لتسليح جيش عسكري.. إنه 7 مليارات دولار كاملة للإنفاق على وسائل التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها !
"العنتابلي" تختتم كلمتها على صفحتها بـ"فيس بوك" بقولها حرفيًا: "مع كامل الحب والتقدير والامتنان وكل ما في هذا العالم من خير لكل إنسان مصري وغير مصري لم يفقد البوصلة ونور الإنسانية هالة على جبينه ولم يسبح مع تيارات السلطة أي سلطة من أي نوع وتصنيف وأهوائها وعاره الأزمة الحقيقية اليوم هي عدم التمييز بين السياسي والأخلاقي بين رأي سياسي وحتمية أخلاقية وشتان ما بين الاثنين يا حيف ويا عيب الشوم".
بالطبع "سي يسري" لن يغضب لإهانة شعبه.. ولن يعترض على كلام خطيبته.. وعنده كما عندها ككل المخالفين يسبحون مع السلطة ولا نعرف المصري البسيط المتعاطف مع نصفه الثاني في سوريا أي سلطـة التي يسبح مع تيارها.. لكننا الآن نربط الأشياء ببعضها ونتذكر حلقة 14 فبراير 2013 التي استضاف فيها فودة بعض الإرهابيين في سوريا، والتي بدأها بقوله حرفيًا وبطريقته المعروفة مقدمًا أحد ضيوفـه "قبل يد أمه في طريقه للجهاد قبل أربعة أسابيع بعد أن فوض أمره لله" !
ونعرف لماذا كانت الحلقات بل لماذا كانت المواقف السياسية كلها وسر التعبئة التي يقوم بها الآن عدد قليل من النشطاء المصريين لإنقاذ الإرهابيين المحاصرين في حلب ونعرف لماذا لم ينتفضوا وداعش تذبح وتقتل ولماذا لم يغضبوا وجبهة النصرة تحرق وتذبح ولماذا لم ينتفضوا والجيش الحر تتكشف كل يوم علاقته بالعدو الإسرائيلي بل لم ينتفضوا وخمس سنوات من الخراب في كل شبر من سوريا الحبيبة!
على كل حال.. ما قالته "العنتابلي" لم تقله في اتجاهات أخرى وتركيا تنتهك أراضي وطنها ولا طيران العدو الإسرائيلي يهاجم أراضي سوريا.. ولكن ما قالته يشرف كل مصري.. ليس فقط لأنها اختصتنا بذلك عن سائر الشعوب المتعاطفة مع سوريا وليس فقط لأننا نعرف أن أصغر مصري أشرف من أشرفهم.. ولكن أيضًا لأن التاريخ يسجل أن شعبنا يقف بجانب أشقائه ضد الإرهاب وضد تقسيم سوريا وسيسجل أن مواطنا سوريا واحدًا لم تطلق عليه رصاصة مصرية بأي حال بل يعيشون معززون مكرمون بين إخوانهم وأخواتهم في مصر..
وسيكتب التاريخ -وسينقل عن العنتابلي- أن المصريين ابتهجوا عند تحرير كل متر من أرض سوريا وأنهم لم يتحالفوا مع أردوغان ولم يقبلوا حتى مجرد الترحيب بمن يعالجهم نتنياهو في مشافي الأرض المحتلة.. وسيكتب التاريخ أن المجاري الأمريكية شبكة واحدة متصلة تتسع للكثيرين بطول وعرض الأرض العربية.. باعوا أوطانهم وقبلها باعوا ضمائرهم وشرفهم وأنفسهم !
جمع ووفق.. فودة والعنتابلي!