«غول المغرب» سر تفوق البغدادي على أسامة بن لادن.. تقرير أمريكي يكشف نجاح داعش على القاعدة في استقطاب الشباب المغربي.. والدار البيضاء تتصدر قائمة الدعم بالمقاتلين
تميز من نوع آخر، حظي به تنظيم أبو بكر البغدادي المعروف بـ«داعش» عن غول العمل الجهادي، الذي ترهل، وخفت نجمه، وبات من مخلفات الزمن «تنظيم القاعدة» بعدما استطاع تنظيم الدولة في العراق والشام، اجتذاب أعداد غير مسبوقة من «المغاربة» للانضمام لصفوفه، دون باقي التيارات الجهادية، وذلك حسب تقرير مثير، أعده الجيش الأمريكي، من خلال معهده العسكري «West Point».
غنائم أمريكا تكشف المستور
استند الجيش الأمريكي في تقريره، على وثائق حصل عليها، أثناء ضربات مكثفة له، على خلايا وقواعد تنظيم القاعدة، عام 2007، وأجرى من خلالها مقارنة بوثائق أخرى، حصل عليها من مجموع «الغنائم» التي خلفها تنظيم داعش، بعد فراره في 2014، من إحدي ضربات الأمريكان عليه، بالتزامن مع هجوم آخر شنته قوات البيشمركة، في منطقة سنجار، ونجحت في إخراج الدواعش منها للأبد.
وأكد تقرير المعهد الأمريكي، بعد عمل مقارنة وإحصاءات دقيقة، أن تنظيم القاعدة فشل في استقطاب عدد كبير من المغاربة، ومن فئات عمرية تتحمل مشقة العمل الجهادي، بينما نجح الدواعش في استقدام مقاتلين من فئات عمرية مختلفة من 15 إلى 56 سنة.
تفوق للبغدادي بنسبة 606%
أكد الجيش الأمريكي، أنه خلال المرحلة التي كان فيها تنظيم القاعدة في أوج نشاطه، والممتدة ما بين 2006 و2007، التحق به 36 مغربيا، ينتمون إلى أربع مدن مغربية، بينما التحق بتنظيم «البغدادي» في عام 2014، أعداد كبيرة وصلت لـ«254» بارتفاع عددي ملحوظ، تجاوز نسبته 606 في المائة، أي ستة أضعاف ما تمكن منه تنظيم بن لادن الشهير.
المثير أن تقرير الجيش الأمريكي، لم يذكر إلا المقاتلين المغاربة، الذين ظهرت أسماؤهم في وثائق حصلت عليها وسائل الإعلام العالمية، وتجاهل الأرقام الرسمية المغربية، والتي أحصت المغاربة المنضمين لصفوف "داعش" وأكدت أن عددهم يفوق الـ 1200 مقاتل.
كما كشف تقرير «West Point»، أن الدار البيضاء كانت أعلى المدن في مّد تنظيم القاعدة بالمقاتلين بنسبة 65 في المائة، بينما منحت كل من طنجة وتطوان التنظيم أعدادا أقل، فيما اجتذب الدواعش مقاتلين من 36 منطقة مغربية مختلفة، ولم تشكل الدار البيضاء من مجموع المنضمين إلى تنظيم البغدادي، إلا جزءا يسيرا من مقاتليها، بنسبة 4.5 في المائة.
سر انجذاب المغاربة للدواعش
عن الأسباب التي جعلت المغاربة من مختلف المدن يفضلون «البغدادي» على تنظيم «بن لادن» قال المعهد الأمريكي، إن الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء عام 2003، جعلت السلطات الأمنية المغربية تحشد كل قوتها للسيطرة على انضمام المغاربة لتنظيم القاعدة، ونجحت في ذلك، بعكس ما حدث من ثغرات وسيولة أمنية بعد اندلاع اضطرابات الربيع العربي في 2011، ما ساهم في تيسير طرق الوصول والانضمام للدواعش، الذي احتل العلامة الكاملة للفكر الجهادي طوال السنوات الماضية.