رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل ندوة «الفتاوى المتطرفة» لخريجي الأزهر.. الحضور يقفون دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا الكاتدرائية.. وناجح إبراهيم: قتل ضباط الجيش والشرطة ليس جهادًا


عقدت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، اليوم الأربعاء، ندوة حول « تفنيد الفتاوى المتطرفة ودورها في تفتيت الأمة ووحدتها»، بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية بمقر الجامعة بمدينة نصر.


قائمة الحضور
وحضر الندوة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، والمفكر الدكتور ناجح إبراهيم.

وبدأ الحاضرون الندوة بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن، وآخرها ضحايا حادث الكنيسة البطرسية.
الفتاوي المتطرفة
وقال الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية-، إن الفتاوى المتطرفة والمغلوطة خطرًا كبيرًا على المجتمعات الإسلامية؛ لأنها تحرك الإرهابيين والدواعش لارتكاب جرائمهم.
وأضاف مفتي الجمهورية: "نحن نتألم كثيرًا لفقد أبنائنا وشبابنا في تلك الحوادث الغاشمة، التي جثمت على الصدور، ومع ألمنا فإننا أقوياء لم نضعف، ولم يصبنا الملل، ولن نكل في المداومة على بيان صحيح الدين، ما دام القلب فيه من النبض إلى أن يأذن الله، وإلى ذلك الحين فنحن في قوة كبيرة، والإرهاب في ضعف شديد، والحق يبقى والباطل يزول، وكل المحاولات التي كانت سابقًا ضد الإنسانية إنما باءت بالفشل، وإن كانت قد حصدت بعض الأرواح، ولكن الحقيقة هى التي تبقى والحق هو الذي يظهر ويستقر".

عقائد الإرهابيين
وذكر المفتي في كلمته ": "هؤلاء الإرهابيون لا يستطيعون أن يقدموا خطابًا رشيدًا منضبطًا بالقواعد العلمية، وكفروا وقتلوا تحت مسمى التكفير، وهو أمر طبيعي أن بعد التكفير هو التفجير وقطع الرقاب والقتل، وأن هؤلاء لديهم خلل في فهم القرآن الكريم والدين".

انفجار الهرم
وأضاف: «ما نحن فيه منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم مرورًا بكمين الهرم إلى الكنيسة البطرسية وإلى الشيخ زويد، هو نتيجة للفتوى المغلوطة، والفتوى خطرة؛ لأنها تحرك الغلاة ضد المجتمع، فالذي حدث هو نتيجة لتلك المفاهيم المغلوطة، وبالتالي أربكوا مشهدنا، ففهمهم سقيم، ولقد حولوا فهمهم السقيم هذا إلى أوهام وضلالات، فنسبوا إلى القرآن ما لم يقل به قط، وواجبنا أن نبين الأحكام الشرعية في صورتها الصحيحة، فمنهج الإرهابين على خطأ وليس على صواب».

علاقة الإرهاب بالدين
وأوضح مفتي الجمهورية أن هؤلاء لم يأخذوا من القرآن إلا آية السيف وتركوا الرحمة والعدل وغيرها، ولقد أخطأوا خطاءً فادحًا في التعامل مع السنة النبوية، مشيرًا إلى أن هؤلاء لم يفرقوا بين الاستعمال الحقيقي والمجازي، ولم يفهموا قواعد اللغة واقتطعوا الأحاديث من سياقها، لافتًا النظر إلى أن كلمة الجهاد شوهت من قبل المتطرفين، وجعلوا الجهاد غاية، ونحن نفهمه على أنه وسيلة، كما أنهم جعلوا قرار الجهاد والحرب بأيديهم وهو قرار لولي الأمر.

كيانات موزاية
وأكد مفتي الجمهورية أن "الجماعات الإرهابية لا تقتنع بوجود دولة، وتعمل على إنشاء كيانات موازية، وتعمل على إنهاك البنية التحتية للدولة وسياسة قطع الرءوس، مشيرًا إلى أن القانون المصري لا يخالف الشرع الشريف في مجمله، فنحن أمام مجتمع مؤمن يطبق شرع الله تطبيقًا صحيحًا".

اختلافات الأمة
بينما قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن الأمة الإسلامية تعاني من اختلافات كثيرة أبرزها الانفصام البارز بين المسلم والإسلام.

وأضاف "العواري"، أن سلوكيات المجتمعات الإسلامية السلبية تتخذ ذريعة للحكم على الدين، ولا بد من مصارحة أنفسنا بهذه الحقائق.
وأشار إلى أن "الجماعات المتطرفة دأبت على التدليس والتزوير فلبسوا على الناس أمر دينهم خصوصًا الشباب منهم، والذين يحسنون استخدام التكنولوجيا".

أمة الغباء
ومن جانبه، وصف الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي، الأمة الإسلامية بأنها أسوء الأمم، قائلًا إنها تتمتع بالغباء.
وقال إبراهيم في كلمته، إن الأمة الإسلامية لم تقدم وعي صنع دبابة وتدخل في حروب دائمة، على عكس الدول الغربية التي تمتلك أسلحة تؤهلها للدخول في الحرب أي وقت، تتحدث دائمًا عن السلام، لأنها تتمتع بقدر كبير من الذكاء.
ولفت النظر إلى أن الأمة الإسلامية فاشلة من ساسها لرأسها، تستورد كل شئ من الخارج، ولا تقوى على صنع أبسط الأشياء.
وأوضح المفكر الإسلامي، أنه لا يوجد دين على وجه الأرض، يبيح قتل الأطفال والنساء في أماكن العبادة.

تشويه الإسلام
وقال ناجح إبراهيم، إن من يسعى إلى تشويه الإسلام بقصد أو دون قصد سينال عقاب الله تعالي.
وأضاف أن الحركات الإسلامية لم تقدم شيئا للدين، ولم تأخذ مما تفعله سوى السجن.
وأشار إلى أن قتل الناس وضباط الشرطة والجيش وتفجير المؤسسات ليس جهادًا، لافتًا النظر إلى أن الجماعات الإرهابية أساءت لمعنى الجهاد.


الجريدة الرسمية