رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. صورة مخيفة تثير أزمة نفسية.. خبراء يحذرون من خطورة نشر مشاهد مفجر الكاتدرائية.. الصبغ: تثير التعاطف أحيانا.. عبد الله: تحمل سلبيات.. فرويز: عبرة وتجلب الفوبيا


تسبب نشر صور أشلاء جثث مرتكبي التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية، وأيضا الضحايا، في حالة من الجدل بين القبول والرفض لتلك المشاهد.


ودخلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات في حلبة سباق، بهدف الوصول إلى تلك الصورة والفوز بنشرها، لكن في مقابل السبق المهني وقف الطب النفسي ضد هذه الظاهرة بسبب عدة مخاوف تعرضها "فيتو" على لسان خبراء في التقرير التالي.

مؤلم للغاية
في البداية يقول ماهر الصبغ أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، إن عرض تلك الصور "مؤلم للغاية"، مشيرا إلى أن الجانب الإيجابي من العرض تمثل في حل أزمة الثقة بين الشعب والدولة فيما يخص كشف المعلومات عن الجناة.

وتابع، الغرض الأساسي من النشر هدف لدفع المواطنين أيضا لكراهية الجناة، وتناسى الجميع أن تلك الصور مثلما تدفع للكراهية من الجائز أن تجذب التعاطف أيضا، وربما التفاخر وامتداح الإرهابيين بالحديث عن إيمانه بمبادئه وتضحيته بحياته لتحقيق هدف حتى لو كان أمرا شنيعا بهذا الحجم، محذرا في سياق حديثه من خطورة تبنى آخرون للسير على هذا النهج والاقتداء بالأفعال الإجرامية لهؤلاء.

جنون التصوير
وقال أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، إن توافر الكاميرات في الموبيلات وتكلفتها الزهيدة، أصاب المواطنين بجنون التصوير، وأصبحت الصورة أهم من الحدث، مشيرا إلى أن لذلك جانبين أحدهما إيجابي يتماثل في صعوبة احتكار الحقيقة لصالح جهة بعينها، أما الجانب السلبي من التداول يتثمل في انتهاك حرمة الميت، فليس هناك أي معنى من نشرها على المواقع الإخبارية، كما أن أي فيديو أو صور من السهل التلاعب فيه، وبذلك غابت أهميتها في نقل المصداقية.

رسالة
وفي نفس السياق، يقول جمال فرويز الطب النفسي، رسالة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يفعل ذلك، وخلق عاصفة كراهية ضد مرتكب الجريمة، مطالبا بعرض الصور أيضا على الصعيد الدولى، ومنع تعاطف المواطنين معه، لذلك طالما طالبنا بمحاكمة عاجلة للمتهمين، لتكون الواقعة في عالقة في ذهن المواطن.

وأضاف، على الجانب الآخر سيكون لذلك تأثير سلبي على الأطفال النساء وأصحاب القلوب الضعيفة، وستتسبب في رؤيتهم لكوابيس أثناء النوم، إلى جانب ظهور خلق فوبيا لدى البعض من الخروج للأماكن العام أو الذهاب لدور العبادة.
الجريدة الرسمية